احتل المركز الأخير بالبطولة
بعد 18 شهرا من الانتصارات والتغني بالإنجازات سقط الأهلي المصري مرتين في غضون خمسة أيام فقط، وسقطت معه ورقة التوت عن مديره الفني البرتغالي مانويل جوزيه بعد أن ملأ الدنيا صياحا وهو يعدد إنجازات فريقه الذي لا يُقهر ويشيد بالأرقام القياسية التي حققها على مدار عامين تولى فيهما قيادة الفريق.وجاء سقوط الاهلي في بطولة العالم الثانية للأندية التي اختتمت باليابان أمس الأحد، ليدق أجراس الخطر داخل جنبات النادي العريق الذي يستعد حاليا للاحتفال بمئويته بعد عامين فقط، بل إنه دق أجراس الخطر أيضا أمام كرة القدم المصرية بوجه عام وهي على وشك خوض منتخبها -بعناصر أغلبها من لاعبي الأهلي- بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيف نهائياتها القاهرة في يناير/كانون الثاني المقبل.والمثير للانتباه أن الاهلي سقط أمام فريقين أقل منه تاريخا وعراقة، ففشل في المباراة الافتتاحية للبطولة أمام اتحاد جدة السعودي صفر-1 ثم أمام سيدني الأسترالي 1-2 في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس بالبطولة، ليخرج الفريق صفر اليدين بعد أن قبع بالمركز السادس الأخير.وإذا كان هناك ما يبرر الهزيمة الأولى أمام اتحاد جدة الذي يعتلي قمة الأندية الآسيوية والذي نجح على مدار السنوات العشر الماضية في تحقيق العديد من الألقاب، فإن المباراة الثانية أظهرت قصورا واضحا في الأهلي لأنها شهدت سقوط عملاق كبير أمام فريق حديث العهد بالبطولات بل إنه بمثابة المولود الجديد في عالم الساحرة المستديرة لأن نادي سيدني لم يتأسس إلا قبل عام واحد فقط.وربما يرى البعض أن الأهلي خاض البطولة في ظروف صعبة بسبب بعض الإصابات التي شهدتها صفوف الفريق قبل السفر، ولكن من المؤكد أن هذه الأسباب ليست سوى مبررات للهزيمة التي يسأل عنها مسؤولو الفريق وفي مقدمتهم مدرب الفريق الذي يعتبر المسؤول الأول عن الإخفاق بالبطولةوجاءت بطولة العالم لتكشف العديد من الحقائق المهمة التي تحتاج للدراسة ليس في الأهلي فقط وإنما في أروقة كرة القدم المصرية بوجه عام، إلى جانب ضرورة إلقاء الضوء على فشل المدير الفني البرتغالي صاحب الأرقام القياسية الواهية.أسقطت هذه البطولة ورقة التوت عن الأهلي وكشفت المستوى الحقيقي لنادي القرن في أفريقيا، وأنه قد يحقق الانتصارات على المستويين المحلي والأفريقي لغياب المنافسة الحقيقية، ولكن مستواه الحقيقي يظهر في المباريات أو البطولات التي يخوضها خارج مصر وأفريقيا.ففي الدوري المصري حقق الأهلي اللقب الموسم الماضي دون أن يخسر في أي مباراة وحقق الفوز في 24 لقاء وتعادل في اثنين فقط، واعتلى القمة بفارق 31 نقطة عن أقرب منافسيه وهو إنبي في موسم شهد تراجعا حادا للزمالك الذي يمثل القطب الثاني لكرة القدم المصرية.وبذلك يتضح أن الأهلي كان جيدا ولكنه لم يكن بالتميز الذي يمنحه اللقب في الدوري المصري بهذا الفارق الكبير، وإنما ساعده على ذلك تواضع مستوى منافسيه وضعف طموحات بعضهم، وهي مشكلة أصبحت مزمنة بالفعل في كرة القدم المصرية لأن المنافسة على اللقب في معظم المواسم أصبحت أحادية القطب سواء للأهلي أو للزمالك تبعا لنجاح أي منهما في تدعيم صفوفه.أما انتصارات الأهلي الأفريقية فكان معظمها نابعا في الأساس من حماس اللاعبين وتشجيع الجماهير، والدليل على ذلك أن الفريق لم يقدم العروض الأسطورية التي تليق بأسماء اللاعبين الذين تعاقد معهم والذين يمثلون أفضل نجوم الكرة المصرية، وإنما نجح فقط على مستوى النتائج.ومما ساعد الأهلي كذلك أن الفرق التي واجهها وهي العينة الحقيقية لأندية القارة الأفريقية حاليا لم يكن من بينها الفريق الذي يتمتع بقوة تمكنه من التغلب على الأهلي، بما في ذلك فريق إنيمبا النيجيري الذي أحرز اللقب الأفريقي الموسمين الماضيين، ولكنه لم يعد بنفس المستوى والدليل أنه لم يُهزم أمام الأهلي فحسب وإنما أمام فرق أخرى وخرج من دور الثمانية صفر اليدين. والسبب في تراجع مستوى معظم الفرق الأفريقية هو رحيل اللاعبين البارزين منها للاحتراف في أوروبا، وبالتالي تكون هذه الفرق خاوية من أصحاب التميز، وهو ما يسهل الطريق أمام الفرق الطموحة مثل الأهلي لإحراز اللقب دون وجود اختبارات حقيقية.