إن عملية الابداع الفني هو بالدرجة الاولى عملية خلق وجدانية تلقائية وهي بالدرجة الثانية عملية علم ودراسة فإذا اجتمع الاثنان حصل الابداع الفني المدروس الاصيل والخالي من الشوائب والناتج عن الوجدان الى جانب العلم والدراسة ويكون بهذا عملية شبة اكتمال ،فليس بالدراسة وحدها تتم عملية الابداع الفني فقد يدرس المرء دراسة عملية في اي مجال من مجالات الابداع الفني ولكنه لايستطيع الخلق والابتكار فالمسالة هنا مسألة موهبة فطرية للشخص نفسه اما الدراسة فهي عملية صقل وتنظيم للموهبة فهي اشبة بالسد الذي ينظم مجرى النهر الى قنواته المعلومة فمثلاً الكثير من الفنانيين في مجال الموسيقى في وطننا العربي وخاصة الفنانون الذين لم يدرسوا الموسيقى اوتلقوا مبادئها الاولية او اخذوها بالفطرة والسليقة فقط تجدهم يستعينون في اعمالهم الموسيقية والغنائية بمختصين يقومون بتوزيع الحانهم وتدوينها بالنوته او توزيعها توزيعاً اوركستراليا فمثلاً اندرية رايدر هو موسيقي ايطالي مصري كان يوزع اعمال معظم الفنانين الكبار في مصر ومنهم عبدالوهاب نفسه والموزع كلمة دخلت القاموس من قبل الموسيقين غير الدارسين فقد يكون الموزع قائدأوركسترا او مختصاً بالتأليف الموسيقي وعملية توزيع الالحان تحصل في كل بلداننا العربية كما هو الامر بالنسبة لبعض الفنانيين اليمنيين اذ يقوم قائد الفرقة بتوزيع الحانهم وهؤلاء الموزعون هم جنود مجهولون والشهرة كل الشهرة تكون للمطرب الملحن اما الموزع فليس له ذكر الا فيما ندر في بعض الافلام او المسلسلات او الاسطوانات والغريب في الامر ان موضة الموزع انتشرت في الغرب وفي امريكا بالذات ويسمونه »آرينجر« لذا فانه يتوجب في مجال التنمية الفنية الموسيقية ان تكون المنح الدارسية في كافة التخصصات الموسيقية المسألة عندنا في البلاد العربية (سلسلة) ففي الدول المتقدمة المسألة لديهم مختلفة تماماً فهناك تخصص قائد اوركسترا وتخصص عازف منفرد على آلة معينة مثل الكمان او البيانو(سوليست) وهناك عازف الاوركسترا وهناك تخصص تاليف موسيقي ونظريات موسيقية وتاريخ موسيقي وتخصصات اخرى عديدة.ايفاق سلطان سيف
|
رياضة
ميكانيكية الخلق والابداع الفني الموسيقى
أخبار متعلقة