مع الأحداث
أحدثت خطبة الجمعة الماضية ( 5 رمضان ) في مسجد (الغفار ) بالمعلا .. حزناً وألماً للحال التي وصل إليها العرب والمسلمون في نصرة إخوانهم المحاصرين في غزة ، وبعيداً جداً عن السياسة ، وإنما لجانب إنساني بحث وفي هذا الشهر الفضيل فقد صرحت حنجرة الخطيب الشاب كعادته في سرد المواقف الإنسانية والمستخلصة من سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيالتراحم والتكافل والمؤازرة ونصرة المظلوم ..وتكلم في حديثه الشائق المؤلم عن رحلة السفينتين الغربيتين اللتين تركتا بلدانها وأهلها وجاءت بقضها وقضيضه.. كما يقولون .. إلى شواطىء غزة لكسر الحصار وفتح غزة إن جاز التعبير .. وهو موقف قل أن تجد له مثيلاً إلا في الأندلس .. فردوسنا المفقود في عصر بني أمية الميامين الذين كانوا يهبون في نصرة ممالك الشمال مثل (نافارا - وجليفيا ) في أوروبا في عهد الناصر لدين الله عبد الرحمن الثالث. عمدما حلم بها خطر ذلك الموقف الذي كان قوامه نساء أغلبهن في سن الكهولة ،جئن سفينتان شراعيتان جاءتا برغم وعورة وخطورة الرحلة في زمن باتت تلك السفن من التراث والتاريخ البحري ليس إلا .. لكنها أتت ورابطت حتى نالت ما خططت له ..هكذا كان حديث الأستاذ الخطيب بليغاً ثابتاً . أطال الله في عمره ومتعه بصحة وسعادة .. فقد أعاد الى الأذهان ما يسيطر علينا من غفلة وعزوف وعدم مواساة أخواننا المحتاجين سواء في الوطن اليمني أم في غزة وفلسطين عموماً والعراق .. والخ.. لقد كادت الدموع تذرف من المأسي وأحمرت العيون , وبدا البعض يفرك عينيه أو يمسح دموعه التي لم يسيطر عليها .. كيف لا .. ونحن نرى الغرب -الكافر- يهب لنجدة إخوان لهم في الملة - على أختلاف الأديان .. مقدمين ما استطاعوا به أن يفكوا حصار إخوة مسلمين - يتقاتلون ويقسمون أراضيهم وكأنهم يرضون بذلك العدو الصهيوني ليس إلا .. لكن الدرس البليغ كان قد أتى من الغرب وليس كل ما يأتي من الغرب - بالمناسبة - ضاراً أبداً , وقد يكون الضرر فينا وبيننا ومنا .فعلاً هكذا يكون النصح والأرشاد وهكذا تكون رسالة المسجد .. ولا فض فوك يابليغ !