تحقيق من القاهرة/ رجب الباسل :جهود حثيثة قامت بها لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب منذ بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة يوم 27دديسمبر 2008 وحتى الآن لإغاثة المنكوبين الفلسطينيين ضحايا المجزرة الصهيونية سواء كان ذلك عبر إرسال شاحنات الأدوية والمستلزمات الطبية أو عبر إرسال الأطباء لإقامة نقاط إسعاف متقدمة أو حتى التطوع لدخول الأراضي الفلسطينية ومشاركة الأطباء الفلسطينيين في أداء رسالتهم. [c1]تحرك سريع[/c] ويقول د/ سيد رأفت رئيس وفد لجنة الإغاثة العائد من رفح :أن فريق الإغاثة اتجه إلى رفح فى عصر اليوم الأول من القذف الصهيوني لغزة مشيراً إلى أن القافلة الطبية المنطلقة من اللجنة كانت تضم عدد من استشاري الجراحة وشاحنات الأدوية والمستلزمات طبية ، وبالفعل وصلت فى المساء إلى العريش ثم توجهنا لمنفذ رفح البري وانضم إلي وفد اللجنة قافلة نقابة الأطباء ، فوصل عدد القوافل إلى 12 قافلة محملة بالأدوية وعدد الأطباء المتطوعين إلى 28 طبيب منعوا من دخول معبر رفح. ويضيف رأفت انه تم التفاوض بين الجانبين المصري والصهيوني للسماح لنا بعبور معبر رفح ، وقد أخبرنا بذلك المسؤولون عن المعبر واستمرت هذه المفاوضات إلى الحادية عشرة صباحا إلى ان حصلنا على التصريح من الجانب المصري بعبور المعبر وإدخال الشاحنات إلى قطاع غزة وبمجرد سماح السلطات المصرية لنا بدخول بوابة معبر رفح فوجئنا بالضرب الصهيوني الذى سقطت قذائفه على بعد 100 متر فقط من شاحنات الإغاثة . ويستطرد د/ رأفت وقامت مفاوضات اخرى بين الجانبين المصري والفلسطيني واثمرت عن الدخول عبر معبر كرم سالم ؛ولكن الجانب الفلسطيني اصر على معبر رفح لأن معبر كرم سالم عبارة عن مخزن كبير للمساعدات الإنسانية التي لايصل منها للفلسطنيين شىء. [c1]وقائع إنسانية[/c] ويحكي رئيس وفد لجنة الإغاثة والطوارىء أنه بمجرد سماح السلطات المصرية لنا بإدخال الشاحنات تكاتف كل الموجودين أمام معبر رفح مصريين وفلسطنيين فى مشهد رهيب وتم نقل ااـ12 شاحنة فى 45 دقيقة فقط ، مؤكدأ أننا كنا ننقل الادوية والجانب الصهيوني يقوم بقذف الشريط الحدودي بين مصر وفلسطين . ويروي واقعة إنسانية عن طفل فلسطيني وجد بعض الأدوية ملقاة على الارض فقام بالتقاطها وأعطاها له قائلا « ياعمو ده وقعت منكم « مؤكداً أنه رغم الحصار والضرب لم يتجرأ الطفل على أخذ شىء لايملكه وهو فى احلك الظروف ويضيف كان معنا طبيبة سيناوية أصرت على اصطحابنا إلى رفح ، وكانت تساعدنا فى نقل الأدوية بنشاط وهمة عالية جدا وفى تمام الخامسة وجدتها جالسة تأكل وعندما تقصيت فى الامر علمت انها كانت صائمة ،لافتاً أن موقف الطبيبة السيناوية يدل على انه لا يمكن لاحد مهما ما اؤتى من قوة أن يمنع اي شخص من فعل الخير ويقول المولى عز وجل « وافعلوا الخير لعلكم تفلحون »
[c1]نقص الكوادر طبية[/c] ويؤكد د/ رأفت أن الشعب الفلسطينى ينقصه الكثير من الكوادر الطبية داعيا المخلصين والعقلاء من ابناء هذا الوطن أن يسمحوا للكوادر الطبية المصرية بتأدية الواجب الإنساني والوطني لمساعدة هؤلاء الجرحى الذين ينزفون متسائلاً من سينصر غزة فى هذا الوقت غير شعب مصر الذي كان وسيظل دعما لكل الشعوب العربية والإسلامية . ويضيف أنه من صباح الإثنين كانت اللجنة تقوم بإرسال قافلة ادوية يومية مؤكداً أن هذه القوافل من تبرعات وأسهامات المواطن المصري الفقير الذى يعاني من أزمات إقتصادية إلا أنه لا يتوانى عن دعم الخير وقضية فلسطين مؤكداً أن اللجنة تلعب دور الوسيط بين المتبرع وتقديم الإغاثة فى المكان الصحيح . وطالب السماح بتوفير الاحتياجات الإساسية من الكوادر الطبية المصرية وهي 20 استاذ جامعي فى هذه التخصصات جراحة المخ والاعصاب وجراحة اوعية دموية وجراحة مسالك بولية ، وجراحة قلب وصدر وطب الحروب والكوراث طب الطوارىء وعناية مركزة وعظام مؤكداً أنه قد تطوع بالفعل قرابة ال100 طبيب مصري للسفر إلى غزة ، ووصف د/ رأفت ما يحدث فى غزة بانه عار على الانسانية جمعاء . [c1]وفود عربية ودولية[/c] د/ إبراهيم الزعفراني آمين عام لجنة الإغاثة والطوارىء باتحاد الاطباء العرب أكد انه توافدت على اللجنة وفود طبية من العديد من الدول العربية ومنها المغرب ولبنان والاردن وتركيا والاسودان وموريتانيا ، ودول غير عربية مثل تركيا وماليزيا ودول اوروبية اعلنت عن استعداداها للمشاركة بوفود طبية ومنها بليجا والسويد والنرويج مشيراً إلى أن عدد القوافل وصل غلى 20 قافلة طبية و10قوافل غذائية . ويضيف أننا خاطبنا الجهات الرسمية من اجل السماح لقافلة بلجيكا والسويد والنرويج؛ لأنهاتعبّر عن المجتمع الإنساني فنحن نحتاج إلى كوادر طبية من هذه الدول لانقاذ المريض فيما يعرف باسم « الساعة الذهبية للعلاج « وخاصة فى الكوادر الطبية التى سبق الاشارة اليها فى حديث د/ سيد رأفت .
[c1]لا لخلط السياسة بالاغاثة[/c] ووصف آمين عام الإغاثة ما يحدث فى غزة بأنه مذبحة ويجب علينا الا نخلط السياسة بالإغاثة مشدداً على ضرورة تطبيق «الممر الآمن» الذي ينص عليه القانون الدولي والإنساني والذي يسمح بمرورالمساعدات الإنسانية والطبية دون المرور على قوات الاحتلال بالتنسيق بين الهلال الأحمر والجهات الإغاثية الغير حكومية والصليب الأحمر الدولي حتى ولو لسويعات يوميا . ويؤكد أن اللجنة تريد تقديم إغاثة انسانية صادقة مؤكداً تبرع أحدى الفنانات المصريات واصدقائها بخمس سيارت إسعاف موضحاً أننا فى إحتياج شديد لتكاتف كل فئات المجتمع المدنى من أجل إنقاذ الوضع فى غزة . ودعا إلى فتح معبر رفح بموافقة دولية بمايعرف «بالممر الآمن «وتحت منظومة الدولة المصرية ؛ لأننا نعمل تحت رعايتها ؛ وتوجه برسالة إلى وسائل الأعلام بأن يكون دورها إيجابي داعماً للدور الإنساني لآننا لا يمكننا الإستغناء عن الإعلام الإيجابي الهادف .
[c1]حملة تبرعات[/c] وفى إطار دعم غزة دشن اتحاد الأطباء العرب فى مقره بالقاهرة حملة تبرع لإخواننا الفلسطنيين المحاصرين فى غزة ، وشارك بالحملة عدد كبير من الشخصيات العامة فى المجتمع المصري منهم الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي والانبا ارميا عدلى وكيل مطرانية شبرا وعضو المجلس الملي الفرعى ، ورجل الاعمال محمد قورة عضو المجلس العلى للتخطيط بالحزب الوطني وزوجته الفنانة منى عبد الغني والدكتورة رانيا علوانى عضو مجلس ادارة النادي الأهلي والمفكر القبطي د/ رفيق حبيب والفنان وجدي العربي. سيتم بث هذه الحملة عبر عدد من القنوات الفضائية ومواقع الانترنت والصحف لحث باقي المواطنين على الأسراع بتقديم الدعم المادي والمعنوي للاهالى غزة الذين يتعرضون لجريمة ابادة جماعية . كما أعلنت اللجنة عن حملة للتبرع بالدم لإرسالها للجرحى الفلسطينيون الذين تخطى عددهم 2500 جريح فى الأيام العشرة الأولى من العدوان الصهيوني.
[c1]اجتماع طارئ[/c] مهنيا تفاعل اتحاد الاطباء العرب مع القضية منذ اللحظة الاولى في اكثر من اتجاه فقامت لجنة فلسطين التابعة للإتحاد بتنظيم ندوتين عن العدوان الصهيوني الاولى ناقشت الخيارات الفلسطينية والثانية عن مسئولية النظام الاقليمي العربي عما يجري فى القطاع. كما أصدر الاتحاد عدد من البيانات قبيل العدوان وخلاله اكد فيها الأوضاع الصحية والإنسانية المتردية فى قطاع غزة محذراً من انتشار امراض وبائية بسبب التدمير شبه الكامل للنية الاساسية للقطاع والحصار وهذا يفاقم من حجم الكارثة التى يتعرض لها القطاع وهى المعلومات التى اكدتها ايضا منظمة الصحة العالمية في تقرير صادر عنها أنّ النظام الصحي في الأراضي الفلسطينية المحتلة خصوصا في غزة يعتمد اعتماداً كبيراً على التحويل إلى المستشفيات خارج المنطقة.