عند مدخل أي شارع يقف المرء فيه يرى شبح أزمة الوقود أمامه واضحة جلية!،فأزماتنا في المجتمع اليمني تكاد تكون كثيرة ومحسوسة إلا أن هذه الأزمة الجديدة على مجتمعنا دراماتيكية(أي مرئية ومحسوسة)وجسمها ملئ بدمامل حساسية متقرحة ومدمية!!،فترى على سبيل المثال،محطات الوقود وقد احتشدت فيها طوابير طويلة من الشاحنات والباصات وامتلأت بالبراميل الخاصة بالآليات الثقيلة وكأنها دمامل بحسم تلك المحطة،وقد قامت بإغلاق وسد الطريق عن سير المركبات !،أو أنك ترى شاحنات مواد البناء،وآليات العمل الثقيلة متوقفة تماماً عن العمل بسبب تلك الأزمة!،أو قد قام أصحابها برفع قيمة أجور عملها المستحق!،أو رفع قيمة مواد البناء الموصول بها بنفس السبب واختفاء مادة الديزل من الأسواق..إلخ وقد قرأنا الكثير عن ذلك،وسمعنا بآذاننا من خلال الإذاعة أو التلفزيون عن وصول كميات من الديزل تقدر بعشرات الآلاف من الأطنان،تصل إلى موانئ البلاد المختلفة؟وليس مرة أو مرتين !،بل أن هذه التصريحات ترد باستمرار!،وتكاد تكون أسبوعية!!ومازالت الأزمة تراوح مكانها،ولم تنفرج!،ما شجع بعض سائقي باصات الأجرة العاملة بين المحافظات والمديريات برفع تغرمات الأجرة-وذلك بالرغم من عدم رفع قيمة الوقود مطلقاً وهذا التعريف من قبل هؤلاء يعتبر تصرفاً لا إنسانياً ولا أخلاقياً فيهم،وهذه الزيادة ما هي إلا جشع واستغلال لمشكلة صغيرة!،ومن دون أي مسوغ قانوني ونأمل في أن تحل هذه الأزمة نهائياً في بلادنا سيما ونحن نمتلك مقومات إنهائها،ابتداءً من النفط الخام ومروراً بالمصافي لتكريره،وأين المشكلة إذن؟..بدلاً من شرائه من الخارج!!،ولكي لا نكون عرضة لجشع مثل هؤلاء واستغلالهم لضرورة من ضروريات حياتنا!..وقد تقدمت عديد من المقترحات ذات العلاقة في تصريحات مقتضية عن محاربة الجشع والجشعين وتوفير مادة الديزل بشكل مستمر ودائم!،كي يعود للمواطن هدوءه وسكينته ويعود الوضع إلى ما قبل وقوع هذه الأزمة التي تعصف بنا..وكل ذلك جميل،وليس أجمل منه شيئاً..ولكننا وحتى يومنا هذا أزمة الوقود تطحننا طحناً!،ونسمع كل شيئ يقال يطمئننا من قبل المسؤولين وننتظر حدوثه إلا أننا ((نسمع ولا نرى طحيناً!!)).ودعني عزيزي القارئ أعرج بك معي قليلاً إلى أزمة الغاز المنزلي!،غاز الطبخ والتدفئة،وجشع بائعيه وتعب ومعاناة مستخدميه!..مررت صباح اليوم بجانب أحد المحال الخاصة ببيع غاز الطبخ(بوتاغاز)وإذا برجل داخل المحل يصرخ بأعلى صوته:..حرام عليك!،ألف ريال؟!..ليش بتبيع لي مصنع الغاز؟؟..الدّبة سعرها550ريالاَ وانت تشتي ألف ريال؟!!..وسمعت الأخر،أي صاحب المحل يرد عليه بكل برود وتهكم!..أعجبك ألف ريال؟!وإلا روح دور لك على غيري يبيع لك!!..واشتري بحقك الألف،المصنع!.فاغتظت أنا من رد صاحب المحل،يتهكمه واستهتاره بالتسعيرة الرسمية الموضوعة من قبل الدولة!،وكأنه قد ملك الدولة وله الحق في دفع السعر كيفما يشاء طالما وأنه ليس هناك أحد سيحاسبه على ذلك..فما بالك عزيزي القارئ بهذا المواطن المسكين الذي أذاقه اختفاء الغاز من المحلات،من العذاب والمعاناة ألواناً!،زائد جشع أمثال هؤلاء التجار الذين ماتت ضمائرهم!،وأصبحوا يتحكمون ويتاجرون بمعانتنا!!،فهل ستعمل الدولة على إراحتنا من جشعهم ولو حتى في رمضان فقط!،وتوفير كل أسباب دحر هذا الجشع المقيت؟؟!.
|
اتجاهات
أزمة وقود=جشع وأزمة ضمير!!
أخبار متعلقة