واشنطن / متابعات:اصدر البيت الابيض الامريكي خلال هذا الاسبوع وثيقة تحدد استراتيجية الامن القومي للولايات المتحدة قال فيها ان الجهود الدبلوماسية الدولية لاجبار ايران على التخلي عن طموحاتها النووية يجب ان تنجح اذا اريد تفادي المواجهة.وأوضحت الوثيقة التي تحدثت ايضا عن تحديات اخرى للامن القومي الامريكي في العراق وفي منطقة الشرق الاوسط كلها وروسيا والصين وكوريا الشمالية ان الولايات المتحدة الاميركية قد لا نواجه تحديا من دولة واحدة أكبر من الذي تواجه من ايران."وتأتي هذه الوثيقة بعد ان دخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون مرحلة صراع ارادات مع ايران لاشتباه الغرب في ان طهران تسعى لتطوير برنامج لتصنيع اسلحة نووية لكن إيران تصر على أن برنامجها سلمي وللاستخدامات المدنية فقط.وشددت وثيقة البيت الابيض دون اسهاب على ان "هذه الجهود الدبلوماسية يجب أن تنجح إذا اريد تفادي المواجهة."وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد طالب مرارا ً بان تحقق الدبلوماسية نتيجة من خلال المفاوضات لكنه لم يستبعد التحرك العسكري ضد إيران وان كان الخبراء يعتقدون أن التورط الامريكي في العراق هو عنصر يقلل من هذا الاحتمال.كما تحدثت وثيقة البيت الابيض أيضا عن مخاوف اخرى متعلقة بايران منها انها ترعى الارهاب وتهدد اسرائيل وتسعى لافشال عملية السلام في الشرق الاوسط وتعطيل الديمقراطية في العراق وتحرم الشعب الايراني من الحرية،.مشيرة الى إن هذه القضايا لن تحسم إلا إذا اتخذت ايران قرارا استراتيجيا بتغيير سياساتها وتبنى نظاما سياسيا منفتحا وتسمح بالحريات.وأضافت الوثيقة "هذا هو الهدف النهائي للسياسة الامريكية. والى ان يتحقق ذلك سنواصل اتخاذ كل الاجراءات الضرورية لحماية امننا القومي والاقتصادي في مواجهة التأثيرات المعادية الناجمة عن سلوكهم السيء."وحاولت الوثيقة الامريكية الفصل بين زعماء ايران والشعب الايراني قائلة "استراتيجيتنا هي التصدي للتهديدات التي يشكلها النظام وفي الوقت نفسه نوسع نطاق تعاملنا ونمد يدنا للشعب الذي يقمعه النظام."وتطرقت الوثيقة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي فازت في الانتخابات الفلسطينية مشيرة الى ان امام حماس فرصة لاقرار السلام مع اسرائيل واقامة دولة فلسطينية "اذا تخلت عن جذورها الارهابية وغيرت علاقتها مع اسرائيل " بحسب تعبير الوثيقة.وحول الموقف من كوريا الشمالية قالت الوثيقة انها تشكل تحديا خطيرا فيما يتعلق بانتشار الاسلحة النووية وان واشنطن ستواصل ضغطها من اجل استئناف المحادثات الخاصة بالبرنامج النووي لبيونجيانج وذلك رغم سجل كوريا الشمالية "الطويل والكئيب في النفاق والمفاوضات غير المخلصة."وتعرف هذه المحادثات باسم المحادثات السداسية التي تشارك فيها الكوريتان والولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان.الجدير بالذكر ان الوثيقة الامريكية الجديدة للامن القومي هي تكملة لوثيقة صدرت عام 2002 تتعلق بسياسة الحرب الباردة مع روسيا الاتحادية لاحتواء جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. ودعت وثيقة عام 2002 الى ضربات وقائية ضد الدول المعادية او الجماعات الارهابية وهي سياسة قال منتقدون انها استخدمت لشن الحرب على العراق.وكررت وثيقة هذا الاسبوع القول ان الولايات المتحدة قد تتحرك وحدها اذا لزم الامر لكنها أكدت على "التعاون المستدام" مع الحلفاء ، فيما قالت ان على الولايات المتحدة ان تكون مستعدة للعمل المنفرد وحدها اذا لزم الامر. كما أشارت الوثيقة الامريكية إلى قلقها بشأن الصين قائلة إنها "متمسكة بطرق قديمة في التفكير والعمل مما يزيد المخاوف في المنطقة والعالم."وقالت إن النقاط المثيرة لقلق واشنطن إزاء بكين منها زيادة عدد الجيش في صمت وتوسيع نطاق التجارة وان بكين تتصرف كما لو كان بوسعها أن "تقفل" على امدادات الطاقة في العالم "أو تسعى إلى توجيه الاسواق بدلا من ان تفتحها."واضافت الوثيقة ان الصين "تؤيد دولا غنية بالموارد بغض النظر عن اساءة حكم هذه النظم في الداخل او سوء سلوكها في الخارج".واستطردت "في نهاية الامر على زعماء الصين ان يروا انه ليس بوسعهم ان يجعلوا مواطنيهم يجربون وبشكل متزايد حرية الشراء والبيع والانتاج وفي نفس الوقت تحرمهم من التجمهر وحرية التعبير والعبادة."وخلصت الوثيقة الاستراتيجية للامن القومي الى القول : (( اذا دعت الحاجة لا نستبعد اللجوء الى القوة قبل وقوع هجوم حتى وان كنا لا نعلم جيدا المكان والزمان الذي سيشن فيه العدو الهجوم)) .ووصفت الوثيقة التي تقع في 49 صفحة التعاون الدولي لتبديد الازمات بانه اولوية للولايات المتحدة الاميركية خصوصا مع اقدم واقرب اصدقائها وحلفائها .الجدير بالذكر ان ادارة الرئيس بوش اكدت حقها في شن هجوم وقائي في الوثيقة السابقة للاستراتيجية الوطنية ، وقد جددت الوثيقة الجديدة التأكيد على ان "مكانة الوقاية في استراتيجيتنا للامن القومي لم تتغير".وجاء في خاتمة الوثيقة صفحة كاملة خصصت لتبرير الحرب على العراق بتحذير يبدو موجها مباشرة الى الدولة المجاورة ايران حيث اشارت بوضوح الى انه ليس لدى الولايات المتحدة الاميركية ادنى شك في (( ان العالم سيكون افضل حالا اذا ادرك الطغاة انهم بامتلاك اسلحة دمار شامل سيتحملون عواقب ذلك )) .