اربيل / متابعات :أعلن مدير مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة محمد جليد في اربيل إدراج قلعة اربيل الأثرية بشكل مؤقت ضمن لائحة التراث العالمي. وقال جليد للصحافيين إن “الفترة الماضية سمحت بتقييم أوضاع القلعة وبعدها كانت مرحلة إعداد الخطط لحمايتها نظرا لوجود العديد من المنازل المعرضة للهدم أما المرحلة الثالثة فهي إدراجها مؤقتا ضمن لائحة التراث العالمي”. وتابع جليد أن “المرحلة الثانية تستغرق ثلاث سنوات لإصلاح وترميم المنازل داخل القلعة (...) واي موقع اثري يستغرق سنتين قبل إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي بشكل دائم”. القلعة التاريخية تربض على تل ترابي يرتفع بين 28 إلى 32 مترا عن مستوى المنطقة البالغ ارتفاعها 415 مترا عن سطح البحر. وتدل الدراسات الأثرية إلى أنها تعود إلى أقدم العصور التاريخية السومرية والاكدية والبابلية والاشورية والفرس مرورا بالحقبة الاسلامية والعثمانية. وتظهر المراجع التاريخية ان عدد سكان القلعة تراوح بين ثلاثة الى خمسة آلاف سكنوا بين اربعمئة الى خمسمئة منزل. وفي ثلاثينات القرن الماضي، بدأت بعض العائلات البحث عن سكن في المناطق الحديثة في سفح القلعة. وخلال العقود الثلاثة الاخيرة من القرن المنصرم، كانت الغالبية الساحقة من سكان القلعة من المهاجرين والعائلات الفقيرة. وتتميز قلعة اربيل بشكلها البيضاوي ومساحتها التي تزيد قليلا على عشرة هكتارات وموقعها المركزي المطل على المدينة. واقسامها الثلاثة تسمى السراي والتكية والطوبخانة حيث يتم التنقل عبر هذه الاحياء من خلال ازقة ضيقة ومتعرجة تتفرع كاغصان الشجر ابتداء من البوابة الجنوبية. وتتميز الدور التقليدية في القلعة بفنائها الوسطي والآجر الاصفر. وهذه الاماكن السكنية تتراوح اعمارها بين سبعين و150 عاما. كما تتميز بطابع معماري خاص من حيث الزخارف الملونة والتفاصيل الجميلة في الآجر. بدوره، قال كنعان المفتي خبير شؤون الآثار ومدير متحف اربيل سابقا ان القلعة تضم ثلاثة احياء كانت مأهولة حتى فترة قريبة. واضاف ان منازلها مبنية وفق الطراز الموجود في منطقة كردستان ايران بالاضافة الى بعض معالم الحقبة العثمانية. وتابع المفتي ان اربيل “المتمثلة بقلعتها واحدة من اقدم مدن العالم المأهولة حتى اليوم (...) وتؤكد ذلك الاكتشافات ضمن القلعة خلال الفترات المنصرمة”. واشار الى ان تاريخها يعود الى الالف السادس قبل الميلاد. وقال المفتي ان “قلعة اربيل اقيمت فوق تل غير اصطناعي يسمى تل المدن السبع اي سبع حضارات متعاقبة”. واضاف “قمنا باجراء فحص ضوئي سونار متكامل للقلعة بينت لنا الحقب التاريخية”. واضاف “في بعض الاماكن وصل سبر الاغوار الى 36 مترا وهذا يدل على ان قلعة اربيل مأهولة باستمرار وتاريخها يعود الى الالف السادس او السابع قبل الميلاد وبحاجة الى تنقيبات مستمرة لنكتشف حقائق وجود المعابد والدور”.