الممثل المقيم لبرنامج الغذاء العالمي في صنعاء لـ ( 14 اكتوبر ) :
لقاء/ محمود دهمس :أجرت الصحيفة حديثاً مع الدكتور/ محمد الكوهين الممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة في بلادنا سلط فيه الضوء على نشاط البرنامج خلال الفترة الماضية والخطط والبرامج المستقبلية وغيرها من الموضوعات المتصلة بجهود البرنامج في مساعدة اليمن في مجال عمله .. حصيلة ذلك في الآتي ..[c1]الفقر والأمن الغذائي[/c]قال السيد د/ محمد الكوهين، الممثل المقيم لبرنامج الغذاء العالمي في صنعاء تصنف اليمن بأنها أحد البلدان الأقل نمواً ، وتحتل اليمن المرتبة 150 من بين 177 بلداً في تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2006م ويقدر نصيب الفرد الواحد من إجمالي الدخل الوطني السنوي بنحو 600 دولاراً ، ولذلك يبقى سكان اليمن (19.7مليون ) من بين الأكثر فقراً في العالم ، حيث لا يزيد معدل الدخل لحوالي 40 في المائة من نسبة السكان عن دولارين في اليوم.ويضيف / يعيش ما يقارب 70 في المائة من سكان اليمن في المناطق الريفية ، حيث يعمل معظمهم في قطاعي الزراعة والرعي ، وعلى الرغم من هذا فإن تراجع معدل الإنتاج الزراعي أدى إلى بقاء نسبة الفقر عالية في المناطق الريفية ، حيث تصل إلى 45 في المائة ، كما يبقى توفير فرص العمل أحد أكبر التحديات التي تواجهها الحكومة اليمنية في ظل الارتفاع المتزايد في نسبة البطالة .ووفقاً لنظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي وهشاشة الأوضاع ورسم خرائطها ، فإن 43 في المائة من الأسر (8.3 مليون شخص ) تعاني من “ انعدام الأمن الغذائي العام “ و 22 في المائة (4.3مليون شخص ) تعاني من “ انعدام الأمن الغذائي المحدد” . ويتباين انتشار هذه الظاهرة فيما بين المحافظات ، حيث تتراوح هذه النسبة بين 27 في المائة و 86 في المائة ، وبحسب المنطقة الإيكولوجية ، ويشار إلى أن نسبة 8 في المائة من مجموع الأسر تقريباً (1.5 مليون شخص ) تعتبر بأنها تعاني من انعدام الأمن الغذائي مع الجوع الشديد.بالإضافة إلى أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال تعد من بين أعلى المعدلات في العالم، حيث يصل معدل الهزال (الطول إلى الوزن) إلى 12.5 في المائة بينما يبلغ معدل التقزم في أوساط الأطفال دون الخامسة 53.1 في المائة تصل معدلات الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة والأطفال دون الخامسة إلى 76 و 102 حالة من كل 1000 ولادة، بحسب الترتيب و معدلات الوفيات بين الأمهات أيضا عالية وتقدر بحوالي 350 من كل 100.000 حالة.[c1]القات والنمو السكاني [/c]وحول علاقة القات بالأمن الغذائي يقول السيد/كوهين “من المعلوم أن تأثير إنتاج واستهلاك القات في اليمن بالغ العمق وقد أشار تقرير البنك الدولي لعام 2006م بأن ما يقارب 72 في المائة من الذكور بالمقارنة مع 33 في المائة من الإناث في اليمن يمضغون القات، وأن 42 في المائة من الذكور و 13 في المائة من الإناث يمضون القات يوميا ، والمصروفات على القات تكون في معظمها على حساب استهلاك الطعام ، ومعلوم أيضا أن استهلاك القات له تأثير سلبي على مقدرة الجسم في امتصاص المغذيات.وفقا لتقرير الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2004م فقد بلغ معدل النمو السكاني السنوي 3.2 في المائة ومن المتوقع أن يتضاعف عدد السكان بحلول العام 2030.إن معدلات الأمية في اليمن وتبلغ 75 في المائة في أوساط الإناث و 32 % في أوساط الذكور. وقد بلغ إجمالي معدلات التسجيل في التعليم الأساسي للفتيات 38.3 في المائة مقابل 61.3 في المائة للأولاد. وتعد فجوات التمايز بين الجنسين في التعليم هي الأوسع في المنطقة.[c1]مساعدات البرنامج [/c]وعن مساعدات برنامج الغذاء العالمي في اليمن يتحدث السيد / كوهين بقوله : لقد بدأ برنامج الأغذية العالمي بتقديم المساعدات الغذائية لليمن منذ عام 1967م، حين كانت اليمن منقسمة شمال وجنوب، وتقدر قيمة المساعدات التي قدمها البرنامج لليمن منذ عام 1967م وحتى عام 2007م بحوالي 400 مليون دولار أمريكي، موزعة كالتالي تعليم (37 في المائة ) زراعة وتطوير الريف (31 في المائة) صحة (22 في المائة) كوارث طبيعية (6 في المائة) ولاجئين (4 في المائة ) و المساعدات الحالية في اليمن هي من البرنامج القطري، العملية الممتدة لإغاثة وإنعاش اللاجئين الصوماليين وعملية الإغاثة في صعدة.[c1]البرنامج القطري : (2011-2007):[/c]وقد تمت الموافقة على البرنامج القطري للفترة ما بين (2007 – 2011م) في شهر تشرين الثاني من العام 2006م بتكلفة إجمالية تقدر قيمتها ب 48 مليون دولار أمريكيا ويتمثل هدف البرنامج القطري في تحسين الظروف المعيشية للأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في المناطق الريفية والبعيدة ويركز البرنامج بشكل خاص على النساء والفتيات.تتلائم أهداف البرنامج بشكل تام مع الأهداف الإنمائية للألفية، فيما يتعلق بمكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي، تعميم التعليم الأساسي ، تمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين ، وتقليص نسبة الوفيات بين الأطفال ، وتعزيز صحة الأمهات.لقد تم الاستهداف الجغرافي لأنشطة البرنامج القطري بالاعتماد على المتغيرات المتعلقة “ بالأمن الغذائي مقرونا بالجوع” والمتغيرات المتعلقة بعدد المجموعات الغذائية التي تستهلكها الأسر بالإضافة إلى المؤشرات في معدلات ارتياد المدارس ومعدلات المواظبة والمأخوذة من مسوحات البرنامج الخاصة بالأمن الغذائي لعام 2006م ومسوحات منظمة الغذاء والزراعة وانعدام الأمن الغذائي وهشاشة الأوضاع ورسم خرائطها والخاصة بانعدام الأمن الغذائي بالإضافة إلى المسوحات المدرسية لعام 2007م وقد تم اختيار 97 مديرية (من إجمالي 333 مديرية) في 19محافظة ( بإجمالي 1300 مدرسة و 42 منشأة صحية) لتنفيذ أنشطة البرنامج.[c1]عنصران رئيسيان[/c]ويرتكز برنامج المساعدة القطرية بحسب السيد /كوهين على عنصرين رئيسيين هما:العنصر الأول:- الدعم التغذوي للنساء والأطفال وبقية المجموعات الضعيفة ويهدف إلى المساهمة في تحسين صحة المستفيدين وحالة التغذية لديهم وتمثل المعونات التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي مكملا غذائيا للأطفال دون الخامسة سيئي التغذية وللحوامل والمرضعات سيئات التغذية ، وهو يعمل كحافز للارتياد المنتظم لمراكز الرعاية الصحية التي تقدم خدمات صحة الأمهات والأطفال وتمثل تحويلا مهما في الدخول وتغطي أنشطة هذا العنصر( 24.130 ) مستفيدا سنويا ويشتمل هذا العنصر أيضا على تقديم مساعدات لمرضى السل والجذام الخاضعين للعلاج.العنصر الثاني:- ترويج ارتياد الفتيات للتعليم ومواظبتهن عليه في جميع مستويات الصفوف الأساسية ويهدف إلى تقليص التمايز بين الجنسين في مجال التعليم في اليمن، ويتم هذا من خلال توفير الحوافز الغذائية لتشجيع الأسر على تسجيل بناتهم وإبقائهن في مراحل التعليم الأساسي والثانوي وتغطي نشاطات هذا العنصر حوالي ( 96.000 ) مستفيدة (طالبة ) سنوياً. [c1]عملية الاغاثة والانعاش[/c]من ناحية أخرى يشير /كوهين إلى العملية الممتدة للإغاثة والإنعاش والتي يسعى من خلالها البرنامج وبحسب الإحصائيات إلى مساعدة نحو 10232.0لاجئ.ويقول / لقد أدت الحرب الأهلية في الصومال منذ عام 1988م إلى تدفق عدد كبر من اللاجئين نحو اليمن. وبحسب إحصائيات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فقد بلغ عدد اللاجئين في اليمن حتى نهاية عام 2006م أكثر من الف 102.000لاجئ ولقد استقر كثير من اللاجئين في المدن اليمنية، وهم يعملون في الأعمال العرضية في القطاع غير الرسمي، ويمثل وجود اللاجئين استنزافا للاقتصاد اليمني الهش ويعيش أشد اللاجئين فقرا وضعفا، لاسيما النساء والأطفال والمسنين في مخيم خرز في محافظة لحج على مسافة 150 كلم من مدينة عدن.تمت المصادقة على عملية الإغاثة الحالية في شهر فبراير من عام 2003م ويعمل البرنامج حاليا على تمديد هذه العملية لعامين آخرين حتى نهاية عام 2009م ويتمثل هدف العملية الرئيسي في مساعدة اللاجئين وتحسين أوضاعهم المعيشية. بالإضافة إلى الرعاية الشهرية والحصص الغذائية للاجئين (9.500 مستفيدا) فإن البرنامج يقوم بتقديم برامج تغذية موجهة للأطفال والحوامل والمرضعات الذين يعانون من سوء التغذية (3.000 مستفيدا) ولأطفال المدارس في المخيم ومنطقة البساتين في عدن. كما يقدم البرنامج وجبات غذائية لمدة ثلاثة أيام للاجئين الجدد الذين يصلون إلى مركز الاستقبال في منطقة ميفعة. [c1] عملية الإغاثة في صعدة :[/c]فقد تسبب النزاع الدائر بين الحوثيين والحكومة اليمنية منذ عام 2004م إلي نزوح أكثر من 40.000 شخص من بيوتهم وقراهم إلى مناطق أكثر أمانا في مدينة صعده والمناطق المجاورة.ويضيف السيد /كوهين قائلا : بدأ البرنامج في تقديم المساعدات الغذائية للنازحين في صعدة منذ شهر يونيو المنصرم، حيث قام بتوزيع مساعدات غذائية لحوالي عشرين الف نازح في مدينة صعدة وضواحيها وأستطاع البرنامج ابتداء من شهر سبتمبر إيصال المساعدات إلى المناطق المجاورة لمدينة صعدة، للنازحين في مناطق ضحيان والطلح وبني معاذ ليرتفع بذلك عدد المستفيدين من مساعدات البرنامج إلي ما يقارب الأربعة والثلاثين الف نازح وسيستمر البرنامج في تقديم المساعدات إلى ما يقارب 36.000 نازح حتى نهاية شهر نوفمبر القادم. وفاد بأن البرنامج الآن هو بصدد تمديد عملية الإغاثة في صعدة لستة شهور أخرى (حتى نهاية شهر مايو من سنة 2008) حيث سيقوم البرنامج بتوسيع رقعة العملية (على أمل الوصول إلى مناطق جديدة) لتشمل 60.000 مستفيدا شهريا.بالإضافة إلى ذلك فقد اشترك برنامج الأغذية العالمي مع منظمة الغذاء والزراعة (الفاو) والحكومة اليمنية في حملة مكافحة الجراد الصحراوي والتي استمرت لثلاثة أشهر حيث قام البرنامج بتقديم الدعم اللوجستي للعملية بالإضافة إلى القيام بعملية تقييم لحجم الضرر الذي سببه الجراد على السكان في المناطق المتضررة.