لمن تكون الغلبة.. لزي التدريب الرياضي أم للملابس الأنيقة ؟
منتخب المانيا
فيينا / 14 اكتوبر / رويترز :لا يمكن أن يكون الاختلاف بين شخصين كبيرا كما هو بين لويس اراجونيس مدرب اسبانيا المعروف بفظاظته ويواكيم لوف مدرب المانيا الانيق الذي لا تظهر عليه كثيراآثار السنين. ولم يكن لتضاد أسلوبهما أهمية كبيرة عندما كانا يقودان فريقيهما لتحقيق الفوز رغم أن غالبية المعلقين عانوا للتكهن بطرفي المباراة النهائية لكأس الأمم الاوروبية 2008 لكرة القدم التي تقام غد اً الأحد. ويرتدي اراجونيس (69 عاما) على الدوام زي تدريب رياضيا وغالبا ما يغمر العرق شعره الأشيب بينما تثير طبيعته الفظة جدلا داخل الملعب وخارجه. وكان على المدرب العجوز الدفاع عن نفسه في مواجهة اتهامات بالعنصرية بعد تعليقاته ضد تييري هنري مهاجم منتخب فرنسا في 2004 كما أن انتقاد لاعبي فريقه ليس بالأمر الغريب عليه. وفي بداية البطولة قال اراجونيس إن لاعبه سيرجيو راموس لا يزال يتعين عليه تعلم الكثير من السلوكيات. وبعد ذلك دخل في مناقشة حامية مع راموس الذي يبدو أنه أثار مشكلة مع مدربه بشيء ما قاله أثناء التدريب. وقال اراجونيس للصحفيين مؤخرا «كلما تقدم مستواك كلاعب ينبغي أن تتحلى بسلوك أفضل.» لكن رغم نظراته الغريبة وسلوكه المتباين أدى فريقه بأسلوب رائع وطريقة هجومية في طريقه لبلوغ النهائي. وعلى النقيض لعبت المانيا بطريقة أكثر وضوحا وتعثرت في بعض الفترات خلال البطولة. وتسببت معاناة الفريق في خروج لوف المهذب عن هدوئه المعتاد. ولقن لوف لاعبيه درسا بين شوطي مباراتهم في الدور قبل النهائي ضد تركيا التي حققوا فيها الفوز 3 - 2 بعدما طرد في آخر مباريات الدور الأول التي حققت المانيا فيها الفوز بهدف نظيف على النمسا بسبب شجاره مع الحكم الرابع.
منتخب اسبانيا
وقال لوف «لن أوجه أي انتقاد للحكام. حاولت بمختلف اللغات أن أقنعه (الحكم الرابع في مباراة المانيا والنمسا) بتركنا نقف في المنطقة الفنية. ربما تجاوزت حدود اللياقة بعض الشيء.» وبشكل عام يندر أن يظهر لوف أي عصبية كما يبدو أصغر من سنوات عمره الثماني والأربعين بفضل شعره المنسدل وسرواله وقميصه الأنيقين. كما تختلف خبرة لوف عن اراجونيس حيث بنى الأول خبرته في تدريب أندية صغيرة في المانيا وتركيا. في المقابل يمكن لمدرب المنتخب الاسباني الاعتماد على خبرته الواسعة التي جناها من تدريب أندية اتليتيكو مدريد وبرشلونة واسبانيول وريال بيتيس واشبيلية وبلنسية وريال اوفيدو وريال مايوركا. هذا و سيكون بوسع اسبانيا انهاء 44 عاما من الانتظار كي تتوج بطلة لاوروبا اذا نجحت في تقديم نفس الاداء الذي تغلبت به على روسيا 3 -صفر في الدور قبل النهائي يوم الخميس عندما تواجه المانيا في المباراة النهائية لنهائيات كأس الامم الاوروبية لكرة القدم غداً الأحد. وعلى النقيض سيتعين على المانيا اللعب بطريقة أفضل كثيرا من التي لعبت بها في المباراة التي تغلبت فيها على تركيا 3 - 2 في الدور قبل النهائي ايضا يوم الاربعاء في بال اذا ارادت الفوز بكأس اوروبا للمرة الرابعة.
لويس اراجونيس
ورغم هذا الانخفاض في مستوى الالمان أمام تركيا الا ان المنتخب الالماني كان رائعا في دور الثمانية عندما تغلب على البرتغال 3 - 2 وسيعني الفوز على اسبانيا تتويج المانيا بطلة لاوروبا لأول مرة منذ 1996. وأفرزت البطولة الرائعة فريقين جديرين بالتأهل للمباراة النهائية باستاد ارنست هابل في فيينا حيث يجب ان تختتم ثلاثة اسابيع من كرة القدم الممتعة بنهائي يليق بهذا الحدث. وقال يواكيم لوف مدرب منتخب المانيا إن على فريقه الاستمتاع باللعب في المباراة النهائية بعد اللعب تحت ضغط في مباراتي دور الثمانية والدور قبل النهائي في بال. وأضاف لوف قوله في مؤتمر صحفي «الضغط الواقع علينا زال الآن الى حد معين.» وتابع «نحن الان في النهائي وأمامنا الكثير كي نفوز به يوم الأحد.» وقال لوف إن الايام الستة التي فصلت بين مباراتي دور الثمانية والدور قبل النهائي جردت الفريق من القوة الدافعة. وأضاف «اعتقد انه من الافضل اللعب كل ثلاثة أو اربعة أيام. الراحة الكبيرة قبل مباراة تركيا لم تكن جيدة لنا.» ومن المتوقع ان يواصل لوف الاعتماد على طريقة 4-5-1 التي لعب بها في مباراتي البرتغال وتركيا. ومن المرجح ان يتمثل الاختلاف في تشكيلة الفريق في عودة تورستن فرينجز الذي غاب عن لقاء البرتغال بسبب اصابته بكسر في احد ضلوعه في آخر مباراة لالمانيا في دور المجموعات أمام النمسا وكان قانعا بلعب دور البديل أمام تركيا.
يواكيم لوف
وقدم فرينجز اداء جيدا عندما اشترك في الشوط الثاني أمام الاتراك بدلا من زميله سيمون رولفس المصاب. وثمة مواجهات ثنائية محورية ستنتشر في كافة أرجاء الملعب لكن اكثرها اثارة سيكون بين مايكل بالاك قائد المانيا وفرانسيسك فابريجاس لاعب اسبانيا الذي من المتوقع مشاركته ضمن التشكيلة الاساسية لأن المهاجم ديفيد بيا سيغيب على الارجح عن اللقاء بسبب الاصابة. وقال فابريجاس بعد فوز اسبانيا على روسيا «لقد فعلناها وتأهلنا للنهائي والآن الكل يتوقع ان نحقق شيئا أكبر.» وستكون مباراة غد الاحد هي الاخيرة للمدرب لويس اراجونيس في قيادة منتخب اسبانيا. وسيكمل اراجونيس عامه السبعين الشهر المقبل وهو اكبر مدربي البطولة سنا. وستخوض اسبانيا اول مباراة نهائية في بطولة كبيرة منذ خسارتها أمام فرنسا في نهائي كأس اوروبا عام 1984 في باريس. ورغم مرور عقود أخرجت فيها اسبانيا العديد من اللاعبين الرائعين لم يحقق منتخبها غير انتصار وحيد في بطولة كبيرة عندما نال لقب كأس اوروبا 1964 بالفوز على الاتحاد السوفيتي في المباراة النهائية بمدريد. وستأمل المانيا ايضا في انهاء تسلسل غريب اذ انها تفوز ثم تخسر في المباريات النهائية الاوروبية بالتناوب. وبعد الفوز بكأس اوروبا 1972 خسرت في نهائي البطولة عام 1976 قبل ان تفوز باللقب عام 1980 وخسرت في النهائي عام 1992 قبل الفوز عام 1996. ورغم هذه الهزائم الا ان السجل الرائع للالمان في تاريخ البطولة الاوروبية سيكون حافزا قويا للفريق كما هو بالنسبة للمنتخب الاسباني لكن لأسباب مختلفة تماما.