في منتدى بن شامخ
متابعة / جمال شراء قالوا قديماً رب صدفة خير من الف ميعاد ..؟ وهو قول قد يكون فيه كثير من الصحة لكن وفي رأيي المتواضع ان الموعد المنظم والترتيب كحيثيات لقاءٍ ما تم ايفاء اللقاء حقه يوازي الف مره صدفة تحدث او فرصة تفرضها المفاجأة . اقول ما سلف وقد حملتني مواعيد منتدى بن شامخ بمجموعته المتآلفة من اعضاء جمعية تنمية الموروث الشعبي وحضور مميز من رواد المنتدى عملنا معاً كجسد واحد لاستقبال موعد مرتقب وذكرى محسوبه الاداء وتحضير ما يلزم لها وبطاقة خلاقة ذاب فيها نصيب الفرد في بوتقة الجماعة لما لا وموعدنا الضافي وبذلنا اللائق يعادل فيما يعادل هامة وقامة ابداعية آثرت وآثرت في قوام ادبنا الشعبي وحراك التراث المحلي في المنطقة المحيطة بل والوطن بأجمعه ، ذلك هو الشاعر الاديب المناضل احمد سيف ثابت الانسان المعطاء والمؤسس الفنان والمكافح المتواضع .. صفات قلما تجتمع في شخص الا وكان له موعدمع المجد والشهرة . لقاء مستحق .. واحتفاء لائق ولعل يوم الخميس الماضي وهو يشهد ذكرى هي السادسة في سلسلة ذكرياتنا بمجموع مشاعرنا تجاه هذا العملاق منذ رحيله هي عطاء نتمنى بان يليق به واسقاط واجب لا ينتظره هو كونه في غير عالمنا ولكننا ننتظره نحن كلفته تقدير ووقفة احترام نسوغها كرد جميل وايفاء حق . في منتدانا " بيتنا الثاني " منتدى بن شامخ ابت الا اصداء المكان ان تشارك في الاحتفاء وترديد تعابير الود المنبثه من خوافق الممتنين لشاعرنا الراحل ولعل اجماع الجمع الطيب في المنتدى على انسانية الفقيد الراحل وحسن سيرته وسلوكه كان القاسم المشترك في مداخلاتهم ومشاركاتهم . - الاستاذ الشاعر علي حيمد مداميك الجمعية وبشائر الوحدة والبداية كانت الاساس والواجب للقاء بروح شاعرنا الفقيد وهي ترفرف في محيط مجلسنا وكانت قراءة فاتحة ناموسنا وقاموسنا " كتاب الله " لنضفي القدسية موازية للتقدير والتبجيل المستحق للراحل العزيز . اعقب ذلك كلمة مختصره للاستاذ الشاعر " علي حيمد " الذي خص بالشكر الجمع الحاضر ومنهم ممن سبق الحدث بالمشاركة كتابة على صفحات صحيفة 14 اكتوبر الغراء في نفس يوم الاحتفاء وهو ما اضفى على مراسيم الاحتفاء رونقاً جاء في اوانه ومكانه . ثم اشار لليد البيضاء للشاعر الراحل احمد سيف ثابت على الجمعية ذاتها كونه وبمعية اخيه الشاعر الراحل احمد بو مهدي كانا اول من وضع المدماك المتين لها . ثم عرج " علي حيمد " الى ذكر مناقب الراحل وامتيازاته كشاعر وبالذات في وطنياته المغناة مما يحدو بنا ان نرى من خلالها كنصوص تعج بالمشاعر والاحاسيس الوطنية الحقة ويليق بنا ان نرى من خلالها بانه كان كشاعر من اوائل المبشرين بوحدة الوطن وليس ادل على ذلك من غنائيته " معبودتي اليمن " التي يقول مطلعها . ياجميلة والظفائر***تبن وحسان يا كحيلة والحواجب***مخاء وعمرانياكعيبة والكواعب***صبر وشمسان يا ضحوكة والمباسم***تعز وبيحان وهي غنائية شهيرة صدح بها الفنان الكبير محمد عبده زيدي وابدع في وضع اللحن اللائق بها وفي سياق وطنية شاعرنا الراحل فاجأنا الفنان والباحث المتألق عصام خليدي بعمل تلفزيوني موسوم بـ " المرأة اليمنية " تم عرضه على الحضور خلصنا بعد مشاهدته من ان الراحل الكبير ومن خلال الاوبريت هذا اظهر وطنيته بجلاء حين نادى وبسياق شعري جميل الى المساواة المستحقة لشقائق الرجال واعطائها حق المشاركة في بناء المجتمع الاوبريت كان من الحان الراحل احمد محمد ناجي واداء الفنان عصام خليدي والفنانة مريم برتوش واخراج الفنان الراحل فيصل عوض . مؤسسة ابداعية قائمة بذاتها العمل التلفزيوني المتاح لم يكن الاسهام الوحيد للفنان الخلوق عصام خليدي فحسب اذ انه حين انبرى كمشارك في المداخلات وبعد الشكر الجزيل لكل من ساهم في هذه الاحتفائية عرض للاسهامات الجليلة للفقيد في غير محل مدللاً على ان الفقيد الراحل كان يمتلك طاقات نشاط خلاقة كان الشعر احدها فهو مثلاً لا حصراً المؤسس الاول لكل من : * جمعية تنمية الموروث الشعبي عام 1996م مع اخيه احمد بو مهدي * مشارك في جمع التراث الشعبي لمحافظة عدن * اصدار كتاب رائع يحوي 600 قصيدة لـ 100 شاعر بمعية زميله الشاعر الراحل سالم علي الحجيري ثم اصدار جزء آخر بنفس العنوان * معد برامج اذاعية وتلفزيونية شهيرة وعده تعني بالتراث الاصيل والاغاني ذات الصيغة الوطنية وغيرها الكثير من الاعمال الدالة على علو كعب هذا العملاق الراحل وجنوحه الى العطاء دون انتظار جزاء او شكور كل ذلك اعطى الحق للخليدي المتألق كباحث فني ان يطلق لقباً يحكي ان الشاعر الراحل كان مؤسسة ابداعية قائمة بذاتها . تطور جلي .. في عطائه الشعري الاستاذ / هاني جراده الراصد الادبي المتميز كان في مداخلته كعادته وبثوب المتبصر وبغير مجاملة لاذعاً في قراءة النتاج الادبي للراحل احمد سيف ثابت وبين بعض مكامن عدم الاستقامة في ذلك النتاج عبر أكثر من نص شعري مبدياً ان ذلك كان من بدايات عطاء الفقيد لكنه ابدى اعجاباً ملحوظاً في نص شعري بذاته وهو " انا والعقل في حير ة " مصوراً التماثل العجيب بين هذا النص الكامل في سبكة وفكرته وموسيقاه امام بيت واحد وحيد للشاعر العربي الكبير احمد شوقي عندما يقول : نظرة فابتسامة فموعد فلقاء. وتحدث عن تلك المحاكاة الرائعة ولكن في كامل النص مع ظهور بعض التشويش الذي شاب النص مما لا يلغي روعة البناء الشعري لدى الفقيد الراحل وتمكنه من اعتلاء ناصية العامية الفصحى ان جاز التعبير ومن هذا النص وما تلاه بدأ الشاعر الراحل في تحاشي كثير من التكرار واجتناب ما يعيب نتاجه وذلك في اشارة على تطور ايجابي مستحق يليق بمكانة الشاعر وذيوع شهرته . اوسان على درب .. ابيها وفي وسط الجو المشحون بالاداء وتناول ابداعات شاعرنا الراحل فاجأنا اتصال هاتفي كان المتحدث من خلاله الشاعرة الواعدة " اوسان احمد سيف ثابت " التي ابت الا ان تشارك وتزجي الشكر للكل دون استثناء واتت على ذكر مناقب ابيها كوالد مشبع بالحنان والذي غذى فيها الى جانب اسس التربية السليمة ملكات الشعر بالتشجيع وتقويم موهبتها . كما القت على المسامع قصيدة " مرثيه " في والدها نالت استحسان الجميع .. وختمت مكالمتها بالتوصية من الجهات المسؤولية للاهتمام بأسرة الفقيد ورعاية الارث المتبقي والذي لم ير النور بعد . تناغم الفن والوجدان عنون الفنان الواعد نجوان شريف ناجي مداخلته بهذا العنوان وعند سرده الموافق لعنوانه ادركنا كم كان مصيباً .. فقد حكى عن الثنائيه المميزة والتي جمعت الفقيد احمد سيف ثابت بابيه الفنان الراحل شريف ناجي وكيف عاصر تلك الحقبة وراى مميزاتها ونتاجاتها نصوصاً مثل " حنين " مش يقع يا ناس -اللي تناسى صحابه ما فضة الاقديمي - الحبايب- الصبر- وغيرها كثير وقد اكد نجوان من خلال سرده ومعاصرته لتلك العلاقة ان الثقة الرائعة قد جمعت ابيه والراحل الشاعر فكان العطاء الجزيل الذي خص كل ما فيهما بالاخر جواب المعادلة المتبادلة الى ذلك توازي العمل بالسلوك الراقي والخلق الحميد الذي ميز الاثنين رحمهما الله مما افضى الى تناغم جميل بين فنهما ووجدانيهما الاستاذ الشاعر نجيب مقبل - من فئة الكبار .. وفوق الاعتبار وبينما نحن نلملم اوراقنا احب استاذنا الشاعر نجيب مقبل الا ان يسهم متسنم عبر الهاتف ووصف الشاعر بأنه من العمالقة الكبار رغم تخصصه في الشعر الشعبي والغنائي وان الاحتفاء به فوق الاعتبارات التي تتطلبها مراسيم الاحتفاء - وانه " رحمه الله " عاش فقيراً ومات كذلك لكنه ترك ارثاً غنياً رائعاً اسكنه في قلوب محبيه ومريديه - رغم انف من اراد له ان يموت فقيراً . ولعل تميز حضور هذه الاحتفائية كان متمثلاً اكثر في حضور جمع من ممثلي المسرح اليمني ونخص بالذكر الفنان الممثل البارع هاشم السيد وهو رئيس نقابة الفنانين اليمنية للمهن التمثيليه والذي تكلم بحسرة واسف على ان يجود الفنان أي فنان ويخلص في عطائه ثم يراد له ان يختم حياته مركوناً في زوايا النسيان . مناشداً كل من له يد ومسؤولية ان يقوم بزيادة جرعات الاهتمام بمن تبقى من مواكب المبدعين في مجالات الفن بالذات وان لا يلقوا مالقيه كثير من امثال شاعرنا الفقيد احمد سيف ثابت وكما كان الكل مجمعاً على انسانية وعطاء وجهد وكفاح شاعرنا الفقيد فكلنا مجمعون على ان الاماني العذاب من ان لانرى مبدعاً الا وقد اخذ مكانته واستحقاقه من جهات الاختصاص تملئ قلوبنا . * ادار الفعالية وباقتدار تام الاعلامي المعروف عبدالقادر خضر ولعل ختام مجلسنا عادة محببة ينبرى لها اخوان الطرب في منتدانا المتواضع في مقره المتواضع وفي مستقره الكبير في قلوبنا فكان لعصام خليدي ونجوان شريف الطرب الفصل ليكون الختام مسكاً . غفر الله لفقيدنا العزيز احمد سيف ثابت وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين