حق الرد
وصل إلى الصحيفة رد فضيلة العلامة جابر محمد عيدروس حول ما نـُشر في الصحيفة تحت عنوان (أكاديميون وعلماء دين حول فتواهم لمفهوم الزكاة) وذلك بتاريخ 23 / 9 / 2007م، في الصفحة (12) من العدد 13888.وعملاً بحق الرد تنشر الصحيفة رد العلامة .. وفيما يلي نص الرد : الأستاذ/ أحمد محمد الحبيشي المحترم خواتيم مباركة وكل عام وأنتم بخير ، ويهمكم صلاح العباد لما فيه الخير مع اخلص تحياتنا لكم ،، وبعد : - تعقيباً على ما نشر في جريدة (14أكتوبر) بتاريخ 2007/9/23م الصفحة 12 من العدد 13888 ، وعملاً بحق الرد نرد على ما نشر تحت عنوان أكاديميون وعلماء دين حول فتواهم بمفهوم الزكاة وأدائها : فإننا نرد عليهم تصحيحاً لا تأويلاً كما يذهب به البعض إما بقصد أو بغير قصد ( ومن كانت نيته لله فقد وقع أجره على الله ومن كانت نيته لبيع فتواه من أجل منصب أو يستغل به عواطف الناس فحسابه عندالله ) ولا نطيل فيما ذهبوا إليه إلاّ أن المفهوم الحقيقي للزكاة هو كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم : - إنه بمقتضى الشرع والقانون فإن أداء الزكاة المفروضة على التجار أو أصحاب المحلات التجارية والمهنية والحرفية هي إخراج المكلف عن مال بلغ نصابه ودار عليه الحول ، والواجب أداؤها كسائر الفروض الخمسة بين العبد وربه طوعاً لما أمر الله بها ..وقد فرضها الله على المكلف بها بإخراجها بنفسه والتحري عند إخراجها على المستحقين من المحتاجين الفقراء بدءاُ من أولي ذات القربي الفقير والمحتاج ثم الجار المحتاج الفقير ثم عامة الفقراء والمساكين ثم إلى دين معسر ثم إبن السبيل ثم العاملين على من يقومون بجمعها مثل الجمعيات الخيرية ليقوموا بتوزيعها على الفقراء في كثير من الأحياء .. ، وقد أجاز النبي صلى الله عليه وسلم إخراجها إلى بيت مال المسلمين إذا لم يجد في البلد من هو محتاج لها من المصارف الذين ذكرهم الله .. وكذا أجاز النبي بإخراج جزء من النصاب تؤدى طوعاً إلى بيت المال ، ولا يشترط على المكلف مقدار ما سيدفعه لبيت المال إلا بما جادت به نفسه بينه وبين ربه ، وليس من حق بيت المال أن تحلف المكلف أو تفرض عليه بمزاجها إلا بالموعظة الحسنة وعظاً وليس قسراً ، لأن الله وحده عالم بالنيات والزكاة هي نوع من العبادات الخمس وأداؤها بين العبد وربه .. هكذا أخرجه إبن حنبل والشافعي رحمهما الله.. وقد أفتى بها كثير من العلماء وعلى رأسهم شيخ الأزهر الطنطاوي وعلماء المسلمين الذين لا يجاملون ولا يقصرون .. ومن يأتي بفتوى غير هذه فهو يتكذب على الله وعلى الرسول فقد باع فتواه بعرض من الدنيا لكرسي أو منصب ، وقد توعده الله في النار ). ، - وفي سائر البلدان الإسلامية والدول العربية الشقيقة مثل الأردن ومصر يكون إخراج جزء من النصاب طوعاً إلى مكتب شؤون دينية ووعظ وإرشاد لا تقسر المكلف على ادائها قسراً إلا بالموعظة والإرشاد وبما جادت به نفسه وتعتبر أداء الزكاة كسائر الفروض الخمسة تؤدى بين العبد وربه أما بقية البلدان العربية فلا تلزمهم إلا بالموعظة الحسنة والإرشاد والتذكير كسائر الفروض الأخرى الخمس ليخرجوها بأنفسهم على المحتاجين . - وفي الأديان الأخرى السماوية فإن الزكاة محلها الضريبة التي يدفعها المكلف سنوياً فستجد تفسيرها في التوراة وهي ( ضريبة الواجبات Duty tax) وجاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليحييها على الأمة الإسلامية وسماها بالزكاة وجعلها ركناً من أركان الإسلام ليقيمها العبد بينه وبين ربه المولى عز وجل .. وفي اليمن وحدها عن غيرها من دول العالم العربي الإسلامي التي تتعدد فيها الجبايات وتجمع جباية الضريبة + حباية الزكاة + الجبايات المتعددة الأخرى ... ..فيأتي رمضان ويأتي من يعكر فرحة الناس بقدومه ويملاؤها عليهم هماً وغماً، عندما يأتي رجل الواجبات بإشعار استدعاء صاحب المحل ليساوموه بدفع مبالغ خيالية جديدة غير شرعية وغير قانونية تفوق ما يدفعه المكلف في إدارة الضرائب ، حيث لا يعيرون أي إهتمام للجزء الذي يخرجه صاحب المحل من الزكاة على المحتاجين من ذات القربى والجار الفقير والفقراء من المساكين يخرجها بينه وبين ربه كما كان الحال سابقاً في نظام المحافظات الجنوبية الشرقية ، فهم يريدون يجبونها مبالغ خيالية بحسبة طريقتهم الغير شرعية وغير قانونية ولا يريدونها بحسبة الذمة الشرعية ولا يريدونها بمقدار السنة الماضية ولا يقدرون حالة الركود أو الخسارة نمت التجارة أو خسارة ، ونسوا أن معظم أصحاب المحلات التجارية هم من البطالة الذين لم يحالفهم الحظ في إيجاد وظائف حكومية لهم ، ورغم ما يدفعون من ضرائب سنوية شتى أنواع الضرائب المتعددة فترسل لهم إدارة الواجبات الإنذارات ويرسل لهم عساكر من الأمن المركزي كما كان الحال أيام عساكر الإمام .ويمكنكم التأكد من خلال الشكاوى التي تستقبلها الغرفة التجارية كل عام إلا أن هناك من يقف عائقاً وحاجباً عن رفع هذه المظلمة إلى الأخ رئيس الجمهورية . - إن سكوت الحكومة عن هذا النهج الذي تسلكه إدارة الواجبات في محافظة عدن بالذات في التعامل حول أداء الزكاة بالطريقة القسرية ( مع عدم معرفتها التامة بما يجري في الساحة اليمنية ) هو نهج غير شرعي وغير قانوني ومخالف لشرع الله .. وليس هذا فحسب بل بطريقة استبدادية وكهنوتية .. ومشوهة لصورة الإسلام وسماحته وتنفيراً للمسلمين وبالتالي هروب رؤوس الأموال والمستثمرين (أو كما يقول المثل العالمي من لا خير في أهله فكيف سيأمن الغريب على أمواله) . والله من وراء القصد [c1]فضيلة العلامة / جابر محمد عيدروس الشيخ عثمان/ عدن [/c]