مع الأحداث
لا يكتفي الزوجان المنفصلان بالطلاق بعضهما عن بعض ولأسباب واهية أو عادية بسيطة أحياناً، لا يكتفيان بهدم بيت الزوجية الذي أقامه الله على ميثاق غليظ وربطه برباط وثيق من المودة والرحمة، فيسعى أحد الطرفين أو كلاهما إلى نار الطلاق غير آبه بالنتائج المأساوية له،. بل إن بعض المنفصلين بالطلاق أو الخلع يبدأون معارك حامية تحشد من أجلها كل وسائل المكر والتزوير أحياناً على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، دون مبالاة بضحايا ذلك الصراع من الأطفال الذين يكونون في حضن الأم أو الأب، حيث يكون هؤلاء الأطفال على مدار وميدان تلك الحرب الضروس فلا يلقي المتصارعون لهم بالاً حتى يصير الحطب ناراً والنار رماداً أسود يعلوه الموت والخراب وتشتد المكائد المتبادلة بين الطرفين عندما يكون الصراع على الأولاد، فقد لا تتورع أم طفل عن ملء قلبه حقداً على والده خلال وجود الصغير لديها مدة الحضانة، فإذا انقضت المدة وجاء والده مطالباً به، فإن الصغير يرفض الذهاب إلى والده ويعلق أنه يكرهه، وهذا الموقف البريء المغذى من مصدر قد يكون غير بريء، يغضب الأب ويجعله يحقد على صغيره فلا يلتمس له عذراً بأنه بنى موقفه على ما تغذى به من حقد ضده، لأن الطرف الثاني وهو الأم تريد أن يظل الطفل لديها فلم تجد سوى المكر وملء قلب الطفل بالحقد على والده الذي قد يكون كما وصفته من حيث الظلم والقبح وقد يكون أفضل من الأم خلقاً وديناً ولكنها في سبيل حرصها على بقاء الطفل لديها وحرمان والده منه لا تجد أمامها وسيلة سوى تصوير والد الطفل لديه في صورة قبيحة كريهة، والأمر نفسه يحصل من بعض الآباء الذين يعملون جهدهم لتشويه صور الأمهات أمام أطفالهن لزرع الكراهية لهن في صدور أولئك الأطفال، حتى لا يتورع بعض المطلقين لأزواجهم عن رميها بما يطعن في شرفها وعفتها وهي من التهمة براء، فكيف سيكون مستقبل طفل شُوهت مشاعره عمداً من قبل والده أو والدته حتى ينتصر أحدهما على الآخر؟![c1]*«عكاظ » السعودية[/c]