صباح الخير
خيراً فعلت نقابة الصحافيين حينما أقدمت على تلبيس وكسوة هيكل الصحافيين بميثاق الشرف ترحماً منها وإشفاقا عليه بعد أن كان عارياً لسنوات طويلة وأصابه الروماتيزم والهشاشة والهزال وبذلك قدمت بقصد أو من دون قصد العربة على الحصان.فعلى الرغم من خوفها علينا وعلى هيكلنا إلا إنني لم أجد في ميثاق الشرف إلا إرشادات وتحذيرات ولجاناً ومحاكمات وتأديباً تساهم في زيادة الضغط العصبي والنفسي على الصحفي أكثر من أن تفيده..لقد طالبت النقابة بجملة من الواجبات على الصحفي أن يتبعها بدقة لينال بذلك شرف الانتماء لهذه المؤسسة العريقة المغلوب على أمرها والتي تعيش وتنشط بالكامل على موازنة ونفقات انتخابية من خزينة الدولة.فلا بأس أن تحرص النقابة على سمعتها وسمعة أعضائها باعتبارهم صفوة المجتمع ولسان حال الرأي العام.ولكن قبل ذلك كان من المفترض أن تقدم النقابة حتى أدنى الحقوق لأعضائها من خلال السعي والنضال السلمي لإخراج هيكل كادر الصحافيين كبادرة حسنة تساعد في تحسين وضع معيشية الصحافيين ليعيشوا على الأقل حياة مقبولة المستوى تلبي احتياجاتهم بعيداً عن تسول البعض أو شراء الأقلام أو الكتابات المدفوعة الثمن وما ورد في الميثاق.لقد بحت الأصوات وجفت الأقلام وتقاعد الكثيرون ومات البعض قهراً وفقراً ولم يتحقق الحلم الكبير ولو شرارة أو بارقة أمل في ظهور ( الهيكل العظمي) للصحافيين الذي تم تلبيسه مقدماً بميثاق الشرف.أدعو الله في هذه الأيام المفترجة أواخر الشهر الكريم ومعي مئات الصحافيين والإعلاميين وكل من شارف على الخروج من خدمة بلاط صاحبة الجلالة أن نرى حتى ولو عظمة من الهيكل قانعين بها أحسن من سبلة من الوعود.فهل المؤتمر القادم سيفاجئنا بالجديد المفرح أم سيكون مؤتمر عزاء ومواساة على نعش الهيكل ودفنه إلى الأبد؟.. وخواتم مباركة.