المالكي استبق خطاب بوش بدعوة جيش المهدي لتسليم أسلحته
واشنطن/ بغداد / وكالات :رفض الديمقراطيون خطة الرئيس الأميركي جورج بوش لتعزيز القوات الأميركية بالعراق، معتبرين أنها تشكل خطرا على الأمن القومي. ودعوا إلى خفض عدد هذه القوات خلال فترة بين أربعة وستة أشهر.واتهم قادة الأغلبية الديمقراطية التي تهيمن على الكونغرس بمجلسيه، بوش، بأنه لم يتعظ من درس هزيمة حزبه الجمهوري في انتخابات نوفمبر الماضي باتخاذه قرار إرسال أكثر من عشرين ألف جندي إضافي إلى العراق.وقال القادة الديمقراطيون في بيان إن “هذا الاقتراح يعرض أمننا القومي للخطر بإضافة أعباء على أعبائنا العسكرية المفرطة أصلا مما يخلق صعوبة في مواجهة أزمات أخرى”.ودعا هؤلاء القادة، وبينهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية بالشيوخ هاري ريد، إلى مد القوات الأميركية الموجودة حاليا في العراق بالموارد التي تحتاج إليها لمواصلة القتال.لكنهم أصروا على نقل الأعباء إلى العراقيين بعد أربع سنوات من غزو بغداد لإسقاط نظام صدام حسين، وعلى “بدء عملية إعادة انتشار لقواتنا خلال الأشهر الأربعة أو الستة المقبلة”.وشدد بيان الديمقراطيين على أن المشاركة العسكرية الأميركية بالعراق “توجه رسالة خاطئة ونحن نرفضها” داعين إلى إستراتيجية دبلوماسية فعالة داخل المنطقة وخارجها” من أجل المساعدة على إحلال الاستقرار في العراق.وكان السناتور الديمقراطي ريتشارد دوربين قد رد على خطاب بوش فورا مؤكدا أن إرسال الجنود لن يضع حدا للحرب الأهلية. وقال إنه حان الوقت للعراقيين كي يقفوا ويدافعوا عن بلادهم، مطالبا حكومة نوري المالكي بقرارات حاسمة لوقف الحرب الأهلية وتفكيك المليشيات وتحسين مستوى الحياة للعراقيين.ووصفت السناتور الديمقراطي عن ولاية نيويورك هيلاري كلنتون سياسة بوش في العراق بأنها “مشوبة بعدم الأهلية والغطرسة” مشددة على أنها لا تدعم إرسال مزيد من الجنود إلى هناك.وفي طوكيو رحبت الحكومة اليابانية، التي أنهت وجودها العسكري بالعراق في يوليو الماضي، بقرار بوش بإرسال مزيد من الجنود إلى العراق.وذكر بيان لوزير الخارجية تارو آسو أن الحكومة اليابانية “تثني على إعلان إرسال المزيد من القوات إلى العراق لتحقيق الاستقرار فيه”. وأضاف أن طوكيو تأمل بأن تتمكن المساعي الأميركية من تحقيق استقرار العراق واستعادة الحياة الطبيعية فيه بصورة فعالة.وفي سيدني عبر رئيس الوزراء الأسترالي المحافظ جون هوارد عن دعمه لخطة بوش إرسال جنود أميركيين إلى منطقتي بغداد والأنبار، معتبرا أن هزيمة الولايات المتحدة بهذا البلد ستكون “أكبر نصر دعائي يمكن للإرهابيين أن يكسبوه”.ووصف هوارد المتحالف مع بوش خطاب الأخير “بالواضح جدا والهادئ وقبل كل شيء الواقعي”. وأكد أن أي تراجع لواشنطن بالعراق ستكون له عواقب كبيرة على استقرار الشرق الأوسط، مضيفا أن ذلك سيشجع الإرهاب أيضا في “منطقتنا”.وفي العاصمة العراقية بغداد أعلن أن رئيس الحكومة نوري المالكي دعا مليشيا جيش المهدي الموالية للزعيم الديني مقتدى الصدر إلى تسليم أسلحتها، قبل ساعات من خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش الذي كشف فيه أنه سيدعم خطة أمن بغداد الجديدة بآلاف الجنود.وأوضح نائب عراقي مقرب من المالكي، رفض الإفصاح عن هويته، أن الأخير وافق بضغط من الولايات المتحدة على”التصدي للمسلحين حتى لو كان بعضهم موالين لأقوى حلفائه السياسيين” وخصوصا الزعيم الديني مقتدى الصدر.وقال النائب أن المالكي حذر قبل خطاب بوش الذي بثه التلفزيون الحكومي العراقي أن حملة الحكومة لن توفر المليشيات. وأضاف أن الحكومة أبلغت التيار الصدري أنه “إذا كنا نريد بناء دولة لا خيار أمامنا سوى التصدي للجماعات المسلحة”.يُذكر أن بوش أشار بخطابه إلى أن القوات الأميركية والعراقية بات “لديها الضوء الأخضر للدخول إلى الضواحي” في إشارة ضمنية لمدينة الصدر، مضيفا أن المالكي تعهد له بألا “يتسامح” مع ما أسماه الاضطرابات السياسية والطائفية.وكان المالكي قد أعلن السبت الماضي أن حكومته ستطبق خطة جديدة لأمن بغداد، مشيرا إلى أن الخطة تشمل قيام قوى الأمن المدعومة من الجيش الأميركي بتطهير الضواحي واحدة بعد الأخرى.وقال جنرال عراقي فضل عدم الإفصاح عن هويته بالسياق إن الخطة قد تتضمن إرسال ألوية كردية للتصدي لجيش المهدي الذي يتمركز بمدينة الصدر، مضيفا أن الخطوة ستتخذ لأن الوحدات الشيعية بالجيش لا ترغب في مقاتلة مليشيا شيعية .وكانت قوات الأمن العراقية، مدعومة بقوات أميركية برية وجوية، قد هاجمت الثلاثاء والأربعاء الماضيين تجمعات لمسلحين سُنة في شارع حيفا وسط العاصمة ما أدى لمقتل نحو ثمانين مشتبها فيه سقط خمسون منهم الثلاثاء.وتسعى الحكومة في إطار الخطة الجديدة، حسب الجنرال العراقي، لاكتساح مواقع جيش المهدي إضافة إلى من أسماهم المتطرفين السُنة المنتمين إلى تنظيم القاعدة وفصيلين متحالفين معها هما جيش أنصار السُنة ولواء عمر.من جهة أخرى أعلن مصدر عسكري أميركي أن القوات الأميركية قتلت ثمانية مشتبه فيهم، وألقت القبض على سبعة آخرين خلال مواجهة مع مسلحين بالطارمية شمال بغداد.وفي الموصل، أصيب تسعة أشخاص بينهم أربع تلميذات جراء انفجار قذيفتي هاون أطلقهما مسلحون مجهولون اليوم على مدرسة للبنات.وكان مسلحون مجهولون قد قتلوا أول من أمس عشرة حجاج عراقيين وأصابوا ثمانية عشرة آخرين، بعد أن أطلقوا النار على حافلتين تقلان حجاجا كانوا عائدين من السعودية إلى مدينة بابل جنوب بغداد .