لطفي منيعمهناك لحظات صفاء ذهن يمر بها الشاعر يحلو له ان يمارس فيها الدعابة والمزاح وهي اللحظات التي يتجدد فيها النشاط الانساني ان صح هذا القول ، ونورد اليك عزيزي القارئ فكاهة من فكاهيات القمندان وهي حكاية ليس الا مما روى وكتب عن الروح المرحة لامير القوافي.[c1]فكاهيات القمندان[/c]لقد كانت من عادة الامير علي بن احمد فضل محسن الملقب " الرصاص" وهو ايضاً من الشعراء المبرزين عاصر القمندان كان من عادته ان يخرج من داره بعد الظهر الى دار اخرى تسمى " الثريا" لمضغ القات وكان مظهر هذا الامير ملفت للنظر رغم كبر سنه من حيث العمامة الحرير المعتلية رأسه والفوطة الدقلة الموضة حينها، وقد خط شيب رأسه ولحيته وسعى القمندان الى ممازحته بعدد من الابيات الشعرية طلب من شخص اخر يدعى عوض مسعود ان يضعها تحت الوسادة التي يتكئ عليها هذا الامير حتى اذا جاء لمضغ القات قرأها تقول هذه الابيات:بس الهوس يا وجه المشيبة بسخلي الهواسة لمن عاده ببسباسهوقت الشبيبة مضى قم غير الملبسلبس الصغر في الكبر يزري بلباسهمالك لياقه من الاعيان في المجلسدع مجلس اهل الصبا يزهر بجلاسهحافظ على الشعر الابيض فيك يدنسلبيض كما الثوب الابيض في تدناسهوعندما جاء الامير علي بن احمد فضل الى المجلس قرأ هذه الابيات وسأل الحاضرين هل احد اعطاكم ورقة لي ولم يجد الجواب الشافي وعاد الى الثريا في اليوم التالي وطلب احد خدمه ويدعى شيخ بن عوض وقال له : خذ هذه الورقة وكانت عبارة عن ابيات شعرية اريدك ان تضعها في غرفة نوم القمندان تحت الوسادة التي ينام عليها تقول هذه الابيات:ماشيبه الا الذي وسط الغدر يدهسيمسوا يقودوه من حفرة ومطحاسةمادام مخلوق عاده بالقدم يدعسمن قاله شيبه يقع له دعس في راسهقم يادويدار قم فك الكبت بلبسباخرج مع الناس بابترع على الطاسةانا الحريوة والعروسة الآن تتكلفسفي ليلة واحدة تقع دخلة وكلفاسةوفعلاً ان الأمير علي بن احمد فضل ارسل رسوله في نفس الليلة إلى حارة قيصى وخطب ابنة عبدالله الجعدي وطالب بالتعجيل بالزفاف في نفس الليلة.وفي ثالث يوم من ايام الزواج ذهب الى المقيل بالثريا واذا برسول من عند القمندان يخبر الامير علي ان القمندان سيحضر المقيل معه وبعد نصف ساعة حضر القمندان ووراءه من يحمل بندل من اجود القات التعزي وسرعان ما تعانق القمندان والامير علي بن احمد وتصافحا وسأل القمندان عن الشخص الذي وضع الورق تحت الوسادة في غرفة نومه؟ ولما طلب الامير علي بن احمد السبب لذلك؟قال له القمندان سوف امنحه جائزة عما فعل.[c1] *** [/c][c1]مساجلة شعرية[/c]نسطر اليك عزيزي القارئ مساجلة شعرية دارت ذات مقيل في قصر السلطان فضل بن علي اخر سلاطين العبادل ومحتوى هذه المساجلة تدور حول هم عام كانت تمر به السلطنة العبدلية في لحج وهو دخولها اتحاد الجنوب العربي والذي كان مثار جدل واسع بين صفوف المتنورين من افراد الشعب والعودة الى مثل هذه المساجلات الشعرية يرينا ان مساحتنا الثقافية حينها لم تخل من الشعراء الافذاذ الذين يدلون بدلوهم دون خوف او مصالح ذاتية وانما يساهمون في تشخيص الامور الهامة والتحذير من مخاطرها ان وجب التحذير.كما يرينا هذا النوع الشعري سعة الصدر لاصحاب القرار السياسي حينها الاستماع الى الرأي الآخر وهذه ميزة تحسب لأصحابها في ذلك الزمان.يبدأ المساجلة الامير عبدالله محمد سلام بهذه الابيات:يابنت هذا اليوم خطابش يبانولي كثيرحد يدعي كنده وحد ينسب الى اهل نميروالشور شورش وخوتش ذي بايبيتوا في المصيرمانا مغسل للجنازة كيف ماسارت تسيرهات اسمعوني قولكم شوفه انا الموقف خطيروما عزمتم بعدكم في ظل والا في هجيريرد عليه الشاعر الغامض في شعره كما يحلو للبعض ان يسميه الشاعر الراحل صالح فقيه والذي مازال معظم انتاجه الشعري مجهولاً يرد بهذه الابيات:البنت قالوا عادها في السن ياهذا صغيرممدودة فوق المهد لاتحبي ولاتقدر تسيرمخلوق ترضع لكن الاسم هو الذي هز الاثيرخلاها تضمر كل واحد نحوها بيده يشيروالوقت ماهو خطبة او حراوة يا أميربل عندما تكبر وتبلغ رشدها باتستخيروالناس ذات الوقت تعرف من الكفء من القديرذي جاء خلصها بعقله بعد ماكانت اسيرمحروم ماتقدر تحرك رأسها أو تسيريتيم بين اثنين لا منقذ ولا ذا مجير وكل شيء له حل لاتعجل تمهل يا حذيرالامر ماهو سهل كم ليات له كم ياعصيروالكل في همة ولا هم التوعد والنذيرجميعهم في عزم قاطع عزم مقطوع النظير حتى يحقق يوم تبيض فيه الوجوه وتستنيروتأخذ الوعد المحقق فيه تقرير المصيروان تم هذا الوعد والمدة كما يظهر قصيرفذاك من اعظم مطالبنا وما دونه حقيروالنار تحرق من لمسها الا الذي فوق السريريرسم خطط محد بغافل عنها محد ضريرحتى يكون اعمى يقود أعمى ويسقط وسط بيرنخرج من الرمضاء وندخل في جهنم السعيرهذا الخبر ماحد موافق له ولاحد به بشيرواحنا نرى الهارب وذوي ودف يجعر جعيروكم قد تعذب غاندي وقاسي في طول المسيروجابهم بالصبر كان الصوم له اكبر مصيرويأتي الرد من الوسط الشعبي صوت الشاعر علي عوض مغلس ليصلهم في هذا الجدل الشعري ويبدو انه يعبر عن رأي الاغلبية الصامتة ويكون رده مسك الختام لهذه المساجلة الشعرية.ياذي فتحت القاف من قافك فهمنا ماتشيرخليك حاضر باش وذي ينثر نثيراجمع حواسك والفكر واسمع قولي ياخبيرلا ذا كما هذا ولا الأعمى سوى هو والبصيروالبنت ماهية سهل وأهل البنت ما هم حميروالبنت قالت ماتبا حد غير ذي باتستخيرمن اهلها وبني عمومتها كبير والا صغيرولا لها في الاجنبي مهما يلبسها حريروالاهل قالوا مانسلمها ولو غار المغيروالشور شورك يا أبونا في الصغيرة والكبيروالله له خير الامور وحسن تقدير المصير[c1] *** [/c][c1]طرائف .. مسرور مبروك[/c]تعددت ابداعات شاعرنا الشعبي مسرور مبروك وتخطت المقولة القائلة : صاحب البالين كذاب فقد برزت مواهب مسرور اول ما برزت في المسرح وذلك في بداية الاربعينات من القرن العشرين وتعددت مشاركته في المسرح من تمثيل الى إخراج الى تأليف حيث اخرج مسرحية عطيل للكاتب الانجليزي ويليم شكسبير واعد واخرج مسرحية شهامة العرب والف المسرحية الهزلية ( طرفيشة وشوربان) وارتقى بعد ذلك سلم الشعر الشعبي وبسط ابداعه الى الشعر الفصيح ونقتطف هاذين البيتين من إحدى قصائده الفصيحة:عشت فيما مضى من سابق زمانيعشت بين الغواني بل والقيانكنت محظوظاً كان حظي سعيداًعشت بينهن الحسان في عيش هانيونلقي الضوء في هذه العجالة على طرائف مسرور مبروك او ما عرف بشعره الهزلي والذي استطاع شاعرنا فيه توظيف هذا اللون الشعري لنقد كثير من الظواهر الاجتماعية والمظالم السياسية في ذلك الزمان ويلعب بوتر اللهجة الشعبية الدارجة ومن خواص مسرور الاخرى اننا نستطيع القول انه جاء في وقت كان فيه زينة الجلاس بخفة دمع وظرفه وسرعة البديهة لكل شاردة وواردة وتنتقل قفشاته بسرعة البرق من هذا المجلس الى ذلك المقيل وظلت الى وقتنا الحاضر تتردد مقاطع من طرائف اشعاره التي سنعرج اليها في هذا السياق.[c1] *** [/c][c1]الطرفة الاولى:[/c]في فبراير 1965م، كان مسرور مبروك احد الاعضاء البارزين لنادي الاتحاد الرياضي بالحوطة ونظرا للتقارير المرفوعة عن هذا النادي والنشاط التحريضي الذي يمارس من بين اعضائه اضطرت السلطة حينها الى اغلاق هذا النادي وبهذا الفعل تجمع شباب النادي وساهم أن ينقل عفش النادي من اكبات وافرشة وكرات وملابس رياضية فوق جاري حمار وسط الشارع الرئيسي لمدينة الحوطة وهنا انفجر مسرور غاضباً:كم مشنب ملا البرحة صبح داكيرباه لمن نشتكي مجروح القلب ناكيهوه الرشيد الذي منهم انا باكيلاجعفر البرمكي هارون حرق بلاكيخلاني امشي كاني وسط عاكيجي فوق ذايركي وذا لن يركانيامر برفع سماني وبواكيعبر بي التانكي بفراشي والمتاكيمع الكبت والامياز يحكي الحاكيفي جاري الدونكي عفشي ومافي حشاكيمن ياترى في الخليقة ينصف الشاكيلامحكمة مالكي باتحمكه او شاكي[c1] *** [/c][c1]الطرفة الثانية[/c]جرت العادة في جلست القات ان يصاحبها جو من المرح ونورد هنا رد مسرور مبروك على احد الجلاس الذي اظهر موهبة فجائية في الشعر وراح ينكد على حال مسرور ويتطفل في الادب الشعري والبلاغة ويدعى هذا الشخص ابراهيم عطا فقال مسرور فيه:لقريحه شعرورة قد شعررتواتت بما لم ياته الشعراءلابي الشاعر الاديب تحيةفي طيها يشكر له وثناءبلغت بعرك الى بمجلسفاحتار في تفسير الشعراءفي عالم الشعر جاءت آيةمن بين كل قصيدة عصماءما مثلها مشاعرة لمشعررقد صغتها بنظام يابن عطا[c1] *** [/c][c1]الطرفة الثالثة [/c]في إحدى جلسات المقيل للشاعر الساخر مسرور مبروك هبت ريح وامامه مداعته التي لايفارقها قط وقد كانت مداعته عبارة عن كوز من المدر فسقطت المداعة في كل ماتحمله من ماء ونار وبوري وقفشة وتنباك وثار مسرور بذلك اعظم ثورة وهجي الكوز هجاء مراً وقال فيه :ياكوز عذبتني ايش السبب ياكوز ماشي يجوزانا اخدمك وانت مركوزقصير بطنك مجحرز وسطها طنبوز مسرور عزك عزوزخلاك مشرف ومعزوزجاء الريح هزك هزوزبرغم انك مبحول ممتلئ مدلوزوكعدلك ياكويزوزالريح ذي كعدلك ياكوز به كازوزماجز راسك جزوزماضر ستره ولابوزوهناك نماذج اخرى من الشعر الطريف لمسرور مبروك ونكتفي بالآتي:إذا معك باتعلق لي كرى الموتر فوق الذي في الكمرهات لي الان بانشر لي منشرهي لا المعلا قط ماتعقدفي التكسي ذا الخبرون هاف ان كنت تقدروان تبالك بهالد ومن الاصفرباجزعه في المصرلدو والا مكر كراذا معك نص شلن زائد فهاته باشتري تمباكومني لك الشكر زائدعلى ماقدمت يمناكوان عندك زلط واجد دبل في الجيب اترجاكتهب لي بس شلن واحد
|
رياضة
لحج .. مدينة الشعر والفن والطرفة
أخبار متعلقة