تعد ظاهرة الخطف أو الاختطاف آفة اجتماعية خطيرة ذات أبعاد متعددة الأغراض، ولهذا ينبغي علينا عدم التهاون في عواقبها غير الحميدة، والتعامل معها بحذر وحزم شديدين، وبعيون متفتحة، يقظة على الدوام،فالمتتبع لهذه الظاهرة، يجد أنها تتطور من شكل إلى آخر بغية زعزعة الأمن والسكينة والسلم الاجتماعي من قبل مرضى النفوس الذين لاهم لهم إلا تشويه سمعة البلد والإساءة إلى أسرة يمنية باختطاف أحد فلدات كبدها وتركهم يعانون الخوف والأحزان والكآبة دون خشية من الله ولا ضمير، مستغلين بعض المفاهيم الاجتماعية المتخلفة الموروثة من عهود النظام الإمامي الكهنوتي للأسرة اليمنية التي اعتادت عدم الإسراع إلى إبلاغ السلطات الأمنية المختصة بأي عملية خطف لأبنائها أو بناتها القصر تحت حجة القيل والقال عن المخطوف أكان ذكراً أو أنثى وما قد يجلبه لهم ذلك من سمعة سيئة غير محمودة العواقب، فيسلمون أمرهم لله عز وجل ضعفاً من ألسنة الناس وتأويلاتهم الخاطئة.وتجدر الإشارة هنا إلى أن الصحف اليمنية قد اضطلعت بدوره المهني الموضوعي في متابعة أخبار تلك الواقعة - حينها - ونقلها بكل حيثياتها إلى القراء اليمنيين، كما لعبت دوراً وطنياً في تنوير وتوعية المجتمع اليمني بما ينبغي فعله في مواجهة مثل هذه الجرائم الغريبة على نسيج مجتمعنا اليمني.واليوم عاودتنا ظاهرة الخطف بشكل آخر، مركزه على خطف الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة، وحرمانهم من التمتع بحقوقهم في الحياة واللعب البريء مع أقرانهم في الشارع أو بجانب بيوتهم. وهي جريمة لا تغتفر وتقع تحت طائلة القانون رقم »34« لعام 1998م بشأن مكافحة جرائم الإختطاف والتقطع ولعل ما تعرضت له الطفلتان »حنان« و »أزهار« من محافظة تعز قد هزت مشاعرنا جميعاً في كل أسرة يمنية في عدن، وتداعت له منظمات المجتمع المدني السنوية وحقوق الطفل، مندده بهذه الواقعة المشينة التي أثارت الرعب والخوف في كل أسرة يمنية، ومناشدة سلطات الأمن بالكشف عن مرتكبيها وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل.وإذا كنا قد أولينا جل اهتمامنا بهذه الظاهرة - ظاهرة خطف الأطفال في محافظة تعز لذا نعتبر أنفسنا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له بقية أعضاء الجسد الواحد بالسهر والحمى وذلك إنطلاقاً من حبنا لمبدأ وحدة الإنتماء إلى الوطن الواحد الموحد أيضاً وإنساناًً وحفاظاً على الأمن والسلم الاجتماعي الذي ننعم به في ظل وحدتنا اليمنية المتينة!وفي الوقت الذي نشيد بكل الجهود المخلصة المتفانية التي بذلتها قيادة محافظة تعز وأجهزتها الأمنية في إعادة الطفلتين إلى أحضان ذويهما واستعادة ابتساماتهما البريئة إلى قلوب أسرتهما، فإننا نرجوامن تعزيز وتفعيل قانون مكافحة جرائم الإختطاف والعمل على تطبيقه لمن يسعون إلى خطف الأطفال من دويهم لسبب أو لآخر حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر!!سلال السيد محمد
|
اطفال
ظاهرة اختطاف الأطفال جريمة لاتغتفر
أخبار متعلقة