(78) ألف عانس في الأردن.. وأسباب العنوسة اقتصادية
عمان/ إيلاف: بعد موجة الغلاء التي ألقت بظلالها على المجتمع الأردني باتت العنوسة تهدد المجتمع لا سيما بعدما كشفت دراسة لجمعية العفاف الأردنية عن وجود 87 ألف فتاة تجاوزن سن الثلاثين ولم يسبق لهن الزواج، فبعد أن اعتادت الفتيات في مقتبل عمرهن، وضع شروط في مخيلتهن لفارس الأحلام، بدأن في الغالب التنازل عن بعض أو جميع هذه الشروط عند سن الثلاثين فالمهم أصبح أقل أهمية والتعجيزي أصبح مرناً فجأة.الشباب الأردني يرى أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة العنوسة وتأخر سن الزواج حيث يشرح لنا إبراهيم ناصر 35 عاما أسباب تأخره عن الزواج قائلا حب الأهل للمال وكأن ابنتهم سلعة يبيعون ويشترون بها هو ما أجّل زواجي إلى الآن مشيرا إلى ارتفاع المهور بشكل لافت . [c1]غلاء المهور وكثرة الطلبات[/c]كما يرى عبد القادر أن غلاء المهور والمبالغة في الطلبات التي يعجز الكثير من الشباب عن تلبيتها تعتبر السبب الأول في تنامي هذه الظاهرة ، يشاركه بالرأي باسم محمد 30 عاما حيث يقول المغالاة في المهور هي السبب الرئيس لعدم التفكير بالزواج. طلبات الفتاة هي التي تؤخر زواجها هذا ما قالته أمل مبارك 24 عاما حيث أشارت إلى أن الطلبات التعجيزية التي تطلبها الفتيات عند قدوم أي عريس يؤخر زواجها. في المقابل أوضح عيسى علوش ان المواصفات التي يضعها الشاب لفتاة أحلامه هي سبب من أسباب انتشار العنوسة في الوقت الراهن . احمد عايش يقول ارتفاع تكاليف الحياة المعيشية ومن ضمنها أجور المساكن يعتبر من العراقيل أمام بناء أسرة .بدوره يرى منصور أحمد 25 عاما ان ارتفاع المستوى التعليمي للفتاة يؤدي الى تأخر سن زواجها الى ما بعد الثلاثين .يشاركه بالرأي حسن العبادي الذي يرى أن سبب العنوسة هو رغبة الفتيات في إكمال التعليم إلى ما بعد الجامعة وبهذا يكون قد مضي قطار العمر ومضى معه قطار الزواج.في المقابل ترفض سلمى المومني 30 عاما إطلاق كلمة عانس كصفة، مشيرة إلى أنه لولا عنوستها لما استطاعت تحقيق أحلامها في الدراسات الجامعية العليا . عمل المرأة يقلل من فكرة الارتباط هذا ما باحت به أمل نادر32 عاما حيث أشارت إلى ان الأوضاع الاقتصادية تدفع بالمرأة إلى العمل بعد إكمال دراستها لتساعد أهلها بنفقات المنزل ما يؤدي في الغالب إلى تناسي أو إضاعة فرص الزواج . حسنة علي 36 عاما تقول لا اعتقد أن عدم زواجي لغاية الآن يسبب لي مشكلة مشيرة إلى أن وجود فتيات عانسات حققن من الانجازات ما لم تستطع المرأة المتزوجة تحقيقه معتبرة أن الزواج قد يكون حجر عثرة في تحقيق طموح الكثير من الفتيات. رؤى حسونة 25 عاما تقول ان كلمة عانس تؤرق جميع الفتيات مهما كان مستوى تعليم هذه الفتاة فكل فتاة تحلم بان تصبح أما . [c1]نظرة المجتمع اختلفت[/c]من جهته يقول أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي أن تأخر سن الزواج أصبح أمرا مقبولا في الأردن للأسباب الاقتصادية والبطالة الموجودة في المجتمع مشيرا إلى أن الفتيات يصلن إلى أعمار متقدمة ولكن في النهاية يتزوجن وان 3% فقط من النساء الأردنيات لا يتزوجن . مبينا ان الفتاة في الوقت الحالي تطمح الى ان تكمل تعليمها وتعمل لفترة معينة ثم تفكر بالزواج وان نظرة المجتمع اختلفت بالنسبة إلى سن الزواج بسبب العامل الاقتصادي . مدير جمعية العفاف الخيرية الأردنية مفيد سرحان يقول إن ظاهرة العنوسة عادة ما ترتبط بتأخر السن عند الزواج وأحياناً قد تصل إلى تجاوز قطار الزواج للعديد من فئات المجتمع وبالذات فئة النساء، وهي تعني حرمان حق من حقوق المرأة وهو حقها في الزواج.، وقد اشار السرحان الى ان متوسط سن الزواج ارتفع بالنسبة للشباب ليصل إلى 30 عاماً وبالنسبة للفتيات 29 عاماً. إضافة إلى وجود أكثر من سبعة وثمانين ألف فتاة أعمارهن تزيد عن الثلاثين عاماً ولم يسبق لهن الزواج مما يتطلب من الجميع التعاون لمساعدة الشباب والفتيات على الزواج.واوضح السرحان أن هناك أسباباً عديدة لانتشار ظاهرة العنوسة منها، الأسباب الاقتصادية فانتشار البطالة بين الشباب وعدم توفر فرص العمل أمام الكثيرين، وانخفاض وتدني مستوى الأجور والرواتب مقارنة مع متطلبات الحياة الأساسية من مأكل وملبس ومسكن وعلاقات اجتماعية يجعل الشاب غير قادر على التوفير والادخار والتهيئة للزواج، كما أن ارتفاع أجرة المساكن تجعل الشباب يحجم عن الزواج واستئجار بيت مستقل لأنه في هذه الحالة سيحتاج إلى دفع أكثر من نصف راتبه أجرة للبيت وقد يلجأ بعض الشباب إلى السكن المشترك مع الأهل، الأمر الذي يؤدي إلى مشكلات اجتماعية في كثير من الأحيان،ومن الأسباب الاقتصادية الأخرى ارتفاع المهور وتوابعها وارتفاع تكاليف حفلات الزفاف وتأثيث المنزلوحسب وكالة الأنباء الألمانية فان الإحصائيات في 2005 أشارت إلى أن الخليجيات يسجلن أكبر نسبة عنوسة في العالم العربي، ففي حين تسجل فلسطين أقل نسب العنوسة 1% تأتي بلاد الشام (سوريا، الأردن، ولبنان) في المرتبة الثانية 5% وتنفردعُمان عن باقي دول الخليج العربي ومعها المغرب بـ 10% ويتضاعف الرقم في السودان والصومال ليصل إلي نسبة 20% أما السعودية واليمن وليبيا فقد سجلت نسبة عنوسة فيها 30% ويرتفع قليلا في كل من البحرين والكويت والإمارات ليصل إلى 35%.