في ورقة عمل يمنية قدمت للمؤتمر السنوي الـ (38) للسكان والتنمية بالقاهرة
أمين عبدالله إبراهيميعتبر الايدز من أشد الأمراض خطورة في هذا العصر الذي نعيشه اليوم، وتنحصر طرق انتقال فيروس نقص المناعة البشري المكتسب الايدز إلى الإنسان عبر الاتصال الجنسي غير المشروع أو غير المحمي مع شخص مصاب، ونقل الدم الملوث ومشتقاته الملوثة بالفيروس، والمشاركة في استعمال المحاقن الملوثة بالفيروس وخاصة بين متعاطي المخدرات، كما ينتقل أيضاً من الأم المصابة إلى طفلها.وتشير ورقة العمل التي حملت عنوان (تناذر نقص المناعة البشري الإيدز وأهمية التشريع) والتي أعدها وقدمها الدكتور/ عبدالباري دغيش ـ عضو مجلس النواب عضو لجنة الصحة العامة والسكان بالمجلس في المؤتمر السنوي الثامن والثلاثين لقضايا السكان والتنمية والذي عقد بالقاهرة بجمهورية مصر العربية أواخر العام المنصرم، إلى إنه بالرغم من إنحصار الإصابة بفيروس الإيدز في تلك الطرق المحددة إلا أن انتشاره وتزايد الإصابة به مازال قائماً، ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بالبشرية أن جعل انتقال هذا الفيروس الخطير مقتصراً على وسائل وطرق محددة، إذ لو كان معدياً بالوسائل العادية لكان ذلك نذيراً بهلاك الإنسانية، لأن الفيروس يتطور بطريقة ذكية ويخفي على العلماء طريقة تكاثره، وبالتالي لم يتم التوصل حتى الآن اللقاح يقي منه أو لعلاج ناجع له.وأوضحت الورقة بأنه نتيجة لوصول الفيروس إلى دم الإنسان بإحدى الطرق المعروفة، تظهر على المرء أعراض مرضية عابرة تستمر لأيام قليلة ثم تبدأ مسيرة الكمون الطويلة الخطرة التي غالباً ما تمتد لسنوات طوال ما بين 6 ـ 15 عاماً في المتوسط، وهذه الفترة تحتل أهمية وبائية بنقل الفيروس إلى الغير ـ دون دراية ـ ليبدا الفيروس بمهاجمة وتحطيم الجهاز المناعي شيئاً فشيئاً، فيصبح جسم الإنسان حينئذ عرضة للأمراض الانتهازية الفتاكة والأورام السرطانية الخطيرة.كما أوضحت هذه الورقة أيضاً بأنه نظراً لعدم وجود لقاح حتى الآن يقي البشر الإصابة بالفيروس، يتم الاعتماد أساساً في مواجهة هذا المرض على التوعية والإرشاد والوقاية منه عبر تجنب الأسباب والسبل المؤدية إليه باتخاذ التدابير الوقائية للحد من انتقاله إلى الغير، كما يتم مواجهته عبر تقديم العلاجات الحديثة الفاعلة ضد الفيروس والتي أسهمت بتحويل الإيدز إلى مرض مزمن مثله مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وتلك العلامات هي مثل غيرها من أدوية الأمراض المزمنة ليست ناجعة ولاتشفي نهائياً من المرض لكنها تتيح للمتعايش مع الفيروس حياة فاعلة ومنتجة وشبه طبيعية.وأكد الدكتور/ دغيش في ورقته بأنه رغم الجهود المبذولة للحد من انتشار فيروس الإيدز، إلا أنه مازال يصيب الملايين على امتداد العالم، فلا تكاد تخلو دولة من الإصابة به مع تفاوت نسبة المتعايش معه من بلد لآخر، وتتراوح أعمار المصابين بين 15 ـ 45 سنة على الأغلب، ويتضح من هذا أن الفيروس يهدد الفئات العمرية الشابة والمنتجة، لذلك ينظر إلى إشكالية الإيدز على أنه أكثر من مجرد مشكلة صحية، فهو يجسد مشكلة اجتماعية وتنموية تهدد الوجود الإنساني والمقدرات الاقتصادية الوطنية،كما يعتبر من المشاكل العابرة للحدود والتي تستدعي التعاون والتعاضد الوطني والاقليمي والأممي لمواجهته في معركة بدأت رحاها بالدوران في كل دول العالم، وهاهم ضحايا الإيدز من بني الإنسان يتساقطون صرعى بالآلاف في بقاع العالم المختلفة، لهذا فليس بمستغرب أن تكون مكافحة الإيدز واحدة من الأهداف التنموية للألفية الثالثة والتي وقعت إعلانها ووافقت عليها جميع الدول المنضوية تحت راية الأمم المتحدة ومن ضمنها الجمهورية اليمنية، حيث تخاض المعركة هنا في بلادنا اليمن ضد الايدز عبر برامج حكومية وغير حكومية عديدة، غير أنه ومن أجل تحقيق النصر في هذه المعركة تبرز اليوم الحاجة بجلاء للتدخل التشريعي إلى جانب إسهام المجتمع بشكل عام وفي المقدمة إسهام الخطباء والمرشدين الذين يعول على دورهم الإيجابي في تبصير الناس بخطورة المرض وطرق الوقاية منه وكذا الإسهام بمعالجة العديد من المشاكل المرتبطة بالمرض والتي من أهمها مسألة الوصم الاجتماعي بالعار للمعايشين وما يترتب عن ذلك من مظاهر التمييز السلبي تجاههم والذي يتجسد في الانتهاك السافر لحقوقهم الإنسانية الاساسية والعامة والمكفولة لهم بمقتضى الدستور والقوانين النافذة والاتفاقيات والعهود الدولية الموقعة والمصادق عليها من قبل الجمهورية اليمنية.