أحلى إبتسامة
محمد صداعي علي في اكثر من صحيفة محلية قرأت خبراً عن نية الاخ العزيز الشاعر والاديب والانسان على حيمد علي ناجي لاصدار اول ديوان شعري له كباكورة لاعماله الادبية والفنية وكنت اعتقد ان هذا حلم راود هذا العزيز الانسان ولكن هذا الحلم اصبح حقيقة وتم اصدار هذا الديوان الذي تفضل مشكوراً واهداني نسخة منه واول مالفت انتباهي هو تسمية الديوان باحلى ابتسامة مع ان هذا الرجل عانى من الهموم والمشاكل وفقد اعز الناس لديه فقد والده الشيخ الجليل المناضل الوطني الكبير المرحوم حيمد علي ناجي وفقد اخاه المهندس الشهيد حسين حيمد علي ناجي احد شهداء 31 يناير 68م رحمة الله عليهم ورضوانه ومع ذلك واجه كل تلك المشاكل والهموم بصبر وحكمة وظلت الابتسامة لاتفارق شفتيه كيف لا وهو ابن تلك الارض التي انجبت خيرة الرجال واعظم القادة وابرز المثقفين وخيرة المناضلين تلك الارض التي قال فيها الشاعر المرحوم ابوبكر العندي :ليت ساري المزن من نجد هنا نابعا عيني فيسقي ابين تلك ارض لم ازل صبأ بها هائماً في حبها مرتهنا ابين التاريخ الناصع البياض ابين الخير والمحبة والتسامح ابين التي لاتتنكر لكل من عرفها لانها ينبوع لاينضب ولانها ارض الراوبي الخضر يستمد منها كل انسان كلما لذ وطاب له ومن مدنها مدينة المناضلين مدينة الدرجاج التي انجبت شاعرنا العزيز امير السلى والمرح والبساطة الشاعر علي حيمد علي كما غيره من المناضلين والقادة والشعراء وفي مقدمتهم جميعاً المناضل الوطني الكبير علي صالح عباد ( مقبل ) والمناضل الوطني الشهيد محمد عبدالرحمن الهشوش والمناضل الوطني الشهيد ناصر علي محسن او الكاتب الصحفي المعروف بتقدمي عربي والهشوش صاحب اجمل القصائد الثورية والعاطفية منها : يارعوينا وراك تزرع التربة وتصبح في خلاك .ومنها العاطفية مثل اغنية :محبي لا بدافتنة هوه ناري وهوه الجنة واغنية ياحبيب الروح ، ومن الدرجاج ايضاً الشاعر المناضل سعيد هادي عسيري صاحب الرائعة الوطنية : المسيرة يارفيقي ابداً لاتنتهي . ولان ابين غنية بمثقفيها وادبائها لايتسع المجال لذكرهم فقد ظل الاهمال وعدم الاهتمام بإنتاجهم الادبي والفني ولم تتبنَّ اي جهة جمع وتوثيق تلك الابداعات واصدارها مما عرضها للضياع مع ان البعض لهم صولات وجولات في مختلف فنون الابداع الا كل من وصل الى عدن التاريخ الناصع البياض حاضنة السياسيين والادباء والشعراء والفنانين والمثقفين عبر تاريخ اليمن القديم والحديث وعدن بالنسبة لليمن مثل القاهرة بالنسبة لليمن فمن وصل الى عدن انفتحت له كل الابواب المغلقة وهذه حقيقة لايستطيع ان ينكرها الا جاحد ومن عدن برزوا جميعاً في مختلف مجالات الحياة وهذا ما حصل مع شاعرنا الرقيق علي حيمد ولان ديوانه جاء الى كثاني ديوان بعد ديوان الاخ الشاعر احمد ناصر جابر ديوان ( السديرة ) وكم شعرت بالفخر والاعتزاز لوصول هذين الديوانين الى من اخوين عزيزين ومن شاعرين جمعهما وادي حسان الهادر الممتد من يرامس عبر الدرجاج وحتى بحر العرب ، ولان ابن حيمد ارتبط بصحبة جميلة انجبت مولود رائع الجمال ترعرع وتربى في عدن وجمع بين عدن وابين ولحج مثلث الخير ، ولابن حيمد صحبة من كبار الفنانين مثل محمد سالم بن شامخ رحمه الله ، عصام خليدي ، فضل كريدي ، نجيب سعيد ثابت ، انور مبارك عبدالكريم توفيق ، وعباد الحسيني ، ومن الشعراء علي عمر صالح وعبدالرحمن ابراهيم وهاني جرادة ونجيب مقبل وعبدالله باكداده ومحمد سالم باهيصمي ومن الشخصيات الاجتماعية انور خان وابوبكر الوزان وعوضين وفرحان علي حسن وغيرهم ، كل ذلك يجسد النسيج الاجتماعي لعدن النور والعلم والثقافة ، ومن هنا وعند اطلاعي على هذا الديوان الرائع كم كبر امامي مقدمي الديوان الشاعر عبدالرحمن ابراهيم والفنان الاصيل عصام خليدي والكاتب خالد قائد صالح وكم كبرت امامي جمعية تنمية الموروث الشعبي التي جسدت وحدة ومحبة هذه الكوكبة لبعضها البعض ومساعدتهم لبعضهم البعض في ابراز كل شيء طيب وجميل لرموزها . لقد كان ابن حيمد في مقدمته وفي اهدافه انسان بكل ماتحمله الكلمة من معاني وقد اختار شاعرنا الرقيق اجمل عنوان واحلى ابتسامة لامير السلى والمرح والبساطة الشاعر علي حيمد ومن كثر اعجابي بهذا الديوان قرأته اكثر من مرة واستعرضته طولاً وعرضاً و على الرغم من ان هذا الديوان كلف ابن حيمد الكثير والكثير ولم تقدم له اي جهة اي مساعدة باستثناء جامعة عدن الا انه قد احسن عملاً عندما ابتعد عن المزايدة السياسية والمديح الكاذب واغاني اللحظة والانسان موقف وابن حيمد رجل موقف . وقد احتوى فيما احتواه من قصائد رائعة اغنية ابين ولحج القمندان التي مثلت الرابط القوي بين دلتيي ابين ولحج مع عدن .لقد مثل الديوان واحة فسيحة يستطيع كل من يطلع عليه ان يتنقل بين قصائدة الخمس والسبعين ففيه العاطفة الجياشة وفيه التفاؤل وفيه الحرمان والالام بسبب معاناة الحبيب وهجره ، هكذا تظهر عليك الاشياء بين كل قصيدة واخرى ومع انني لست بشاعر ولاناقد ولكن بفهمي البسيط والمتواضع عشت مع هذا الديوان لحظات سعيدة وكلما حاولت ان اكتب شيئاً عنه لم اقتنع بالكتابة بل اقول مزيداً من القراءة لديوان هذا الشاعر المتواضع الذي لاتفارقه الابتسامة وصاحب الحضور الفاعل في المجتمع ، لذلك نقول ان ديوان ( احلى ابتسامة ) يستحق من كل ذي شأن ان يقتني نسخة منه لعل وعسى ان يكون حافزاً لابراز اعمال الشعراء والادباء والفنانين المغمورين لكي تصبح مادة بيد الاجيال القادمة .