صباح الخير
مليار ونصف المليار مسلم، ما الذي يجمعهم على كلمة واحدة ويجعل قادتهم يجتمعون طارئاً وعادياً واستثنائياً في قمة تحتضنها “منظمة المؤتمر الإسلامي” التي تشكلت بعد نكبة فلسطين .وأكثر من ثلاثمائة مليون عربي عقد ملوكهم ورؤساؤهم وأمراؤهم اجتماعات عادية وغير عادية على مدى ستين عاماً خلال فترات الصيف والشتاء والربيع والخريف في عدة عواصم عربية تجمعهم قمة في مبنى (جامعة الدول العربية) التي تأسست من أجل القضية الفلسطينية.هؤلاء القادة العرب، ملوكاً ورؤساء وأمراء الذين يجتمعون مرة كل عام حالياً بعد الاتفاق على انتظام القمم سنوياً في مارس من كل عام بإستضافة إحدى الدول التي يأتي دورها حسب الحروف الأبجدية وبحسب إمكانية كل دولة، هؤلاء القادة يعقدون الاجتماعات وتصرف خلالها ملايين الدولارات لوازم السفر والضيافة وغيرها، والنتيجة أن القضية التي يقطعون آلاف الكيلو مترات جواً من أجلها، لم يتفقوا عليها منذ عام 1948م.. وتستمر المأساة وتخللها ماتسمى بعمليات (سلام) مع العدو، لاتتحقق، الأمر الذي يدفع بأبناء الشعب الفلسطيني إلى مواصلة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي الآخذ في التوسع في كثير من الأراضي الفلسطينية التي يجبر أهلها على المغادرة ومحاصرتهم في مناطق ضيقة.وإذا كانت المقاومة الصامدة للفلسطينيين تعطي قضيتهم وقضية العرب الكبرى (فلسطين) التواصل في إحيائها، فإن هناك من يعتقد أن التفاوض أو (المقاومة السياسية) هي أحد الأساليب بدلاً من (المغامرات التي لاتحمد عقباها) ومن ينادي بذلك ربما تناسى بأنه لاتوجد أرض كانت محتلة لم يتم تحريرها إلا بالمقاومة.. حتى إذا كانت هناك ماتسمى المقاومة السياسية فإن ذلك يعتبر رديفاً لأي عملية تفاوض على السلام، تعكس قوة المقاومة فعلها في هذه العملية. واليوم وبعد حروب 48 -67- 73م خاضتها الجيوش العربية مع العدو الإسرائيلي الذي مازال يحتل أراضٍي عربية في فلسطين ولبنان وسوريا.. واليوم وحيث وجدت مقاومة ناجحة في لبنان ومقاومة صامدة داخل فلسطين.. يمكن القول أن هذه المقاومة قد استطاعت أن تكسر النظرية التي كان يروج لها العدو الإسرائيلي (بأن العرب لايقدرون على إسرائيل).. واليوم وفي ضوء هذه المقاومة المسلحة داخل فلسطين، استطاعت (المقاومة السياسية) أن تؤتي ثمارها على الأقل البداية المطلوبة منها.. وهذا ما حدث لـ (مجلس الأمن الدولي) يوم 6 مارس الحالي عندما قال الصوت العربي (لا) لاستمرار إدانة الشعب الفلسطيني في كل قرارات المجلس، حيث أفشل مندوب ليبيا مع عدد من الدول الأخرى الدعوة لانعقاد المجلس لبحث العملية الفدائية في القدس الغربية مؤخراً وإصدار قرار يدين المقاومة. وكانت (لا) العربية تنطلق من أهمية (توازن إصدار القرارات السياسية في المجلس) وهذا ما أغضب (إسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية بشدة لا سابق لها.وفي أواخر الشهر الحالي سيجتمع الملوك والرؤساء والأمراء العرب، أو من يمثلهم في قمة دمشق الاعتيادية السورية التي تأتي في ظروف سياسية غير التي هي بالأمس، حيث تؤكد الأحداث والوقائع أن الوقت قد حان لأن يجيد العرب التعامل مع الغير في الحفاظ على حقوقهم معززين ذلك بالعودة إلى العقل والتحليل الدقيق للواقع وتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف، حتى لا يستمر هذا الوضع العربي الضعيف نفسياً ومعنوياً.. وأتذكر أن الرئيس علي عبدالله صالح قد قال سابقاً “إن من يحترم نفسه تحترمه أمريكا والعالم أجمع”.. فهل آن الأوان لتغيير مافي النفوس ونستلهم العبر والدروس.