القوات الامريكية خلال هجومها على بعض المناطق العراقية
الموقع القتالي المتقدم كاهيل(العراق)14:أكتوبر/ اندرو مارشال: يهز انفجار مدو الموقع القتالي المتقدم كاهيل.. ويقول الميجر جنرال ريك لينش "اعتقد انه كان قريبا جدا..هناك." يتعرض الموقع الأمريكي الصغير جنوب شرقي بغداد لهجمات متفرقة طوال النهار من مسلحين يطلقون قذائف مورتر من مخابئ في زراعات النخيل والمباني المتهدمة وفيما وصل لينش مع مراسلين صحفيين على متن طائرتين من طراز بلاك هوك بدأت موجة أخرى من الهجمات. أطلق مسلحون نيران بنادق ايه.كيه 47 على الطائرتين عند هبوطهما ودوت أصوات انفجار قذائف مورتر من جديد. وهرول لينش وفريق الصحافيين بحثا عن غطاء أكثر أمنا. يقول كولونيل وين جريجسبي قائد المجموعة القتالية التابعة للواء الثالث للأسلحة الثقيلة في الفرقة الثالثة مشاة التي يقودها لينش "نعلم دائما إننا في المكان السليم حين تقع مثل هذه الإحداث. ينزعجون كثيرا بسبب وجودنا هنا." يأتي الرد الأمريكي سريعا ومدمرا فتطلق قذائف المورتر ونيران المدافع الرشاشة من القاعدة وتحلق طائرة ايه-10 فوق الرؤوس وتطلق قذائف من مدافع جيتلنج وترد أنباء عن مقتل ثلاثة من المسلحين. أنها مواجهة معتادة في حرب العراق عندما يخرج مسلحون من مخابئهم لشن هجمات بأسلحة غير متطورة ويحاولون العودة في الخفاء قبل ان يتمكن الجيش الأمريكي من الرد بنيران اشد كثافة وأسلحة أكثر تطورا. ولكن طبيعة الحرب بدأت تتغير فبعد سنوات من الإحباط بسبب انتكاسات بدأ الجيش الأمريكي ينتهج إستراتيجية جديدة. وتشمل الإستراتيجية الجديدة إرسال 30 ألف جندي إضافي للعراق وتوزيعهم بين الأحياء السكنية في مواقع صغيرة مثل كاهيل بدلا من تمركزهم في قواعد متقدمة كبيرة بعيدا عن التجمعات السكنية. ويقول الجيش ان الخطة حققت نتائج مؤثرة. والهدف الرئيسي لزيادة القوات الحد من العنف الوحشي في بغداد الذي حرم سكانها من حياة طبيعية لكن نسبة كبيرة من القوات انضمت لفرقة لينش لمساعدته في وقف تدفق الأسلحة والمقاتلين على بغداد. يوجد في المنطقة الجنوبية بلدات سنية وشيعية ويقول لينش عن منطقته "لدينا متطرفون سنة وشيعة وما نطلق عليق النفوذ الفارسي ولكنه يرى ان من الخطأ التركيز أكثر من اللازم على العنف الطائفي في المنطقة. يضيف "هناك تركيز أكثر من اللازم على حرب أهلية والعنف الطائفي لأننا لا نراه. ما نشهده أعمال عنف" وقال ان نسبة كبيرة منها ناجمة عن وجود "مجرمين وقطاع طرق" يتصارعون لبسط نفوذهم وليس بسبب مقاتلين. وتراجعت أعمال العنف تراجعا حادا في بغداد حسب البيانات الأمريكية لعدد الهجمات وإحصاءات الضحايا العراقيين. ويرجع التراجع في جزء منه لضربات عنيفة وجهها زعماء قبليون لتنظيم القاعدة في محافظة الانبار وهدنه أعلنتها ميليشيا جيش المهدي التابعة لرحل الدين الشيعي مقتدى الصدر. ويقول لينش ان زيادة القوات في بغداد ساهم بشكل حاسم في وقف تدفق سيارات ملغومة ومسلحين انتحاريين على العاصمة عبر نهر دجلة والحد من عمليات تهريب الأسلحة من إيران. ويقول ان هناك انخفاضا كبيرا في أعمال العنف والجريمة في منطقته إذ شهدت تراجع تفجيرات القنابل على الطرق بنسبة 59 في المائة منذ بداية يوليو. ويقول "تراجع عدد الهجمات. رغم إننا نتعرض لهجوم الآن..." لكن يتردد سؤال مهم بشأن إستراتيجية الزيادة فهل ستبقي القوات الأمريكية لفترة زمنية كافية لضمان استمرار تراجع أعمال العنف؟ ومع تزايد الدعوات داخل الولايات المتحدة لعودة القوات قال الرئيس الأمريكي جورج بوش ان تحسن الأمن يعني ان يغادر مابين 20 و30 ألف جندي العراق بحلول منتصف العام المقبل. يقول الجيش الأمريكي ان السبيل هو ضمان ان قوات الأمن العراقية مستعدة لتولي المسؤولية. ويقول لينش "الشعب العراقي هو وحده القادر على الانتصار في المعركة ضد المتمردين. السبيل هو بناء قوات امن يمكنها الوجود بشكل دائم."، ولكن في الوقت الحالي ونظرا للتفاوت في قدرات الشرطة العراقية ووحدات الجيش ونقص الأفراد تشكل فرقة لينش مجموعات من السكان المحليين الذين يتم تسليحهم لحراسة نقاط التفتيش والتعاون مع القوات الأمريكية والعراقية. وقال لينش ان المتابعة الأمنية الدقيقة ستمنع مشاركة هذه المجموعات في تفاقم الصراعات العرقية والقبلية والإجرامية. ومع تدريب عدد اكبر من قوات الأمن العراقية تقل الحاجة لمجموعات المواطنين. ويقول لينش ان القوات الأمريكية لن تغادر البلاد قبل الأوان. ويضيف "فقدنا 117 فردا من قوة مارن هنا. لن أتخلى عن ارض فقدوا حياتهم من اجلها. ارفض ذلك."