صباح الخير
بينما كنت أتنقل بين الكم الهائل من القنوات الفضائية وبالذات منذ اليوم الأول من هذا الشهر المبارك ضغطت أصبع يدي على إحدى القنوات العربية والجميع يعرفها بالطبع هي قناة (mbc1) في احد برامجها الذي يأتي بعد الإفطار في الساعة السادسة والنصف مساء ألا وهو (خواطر5).لا أطيل عليكم ناقش هذا البرنامج في أول حلقاته والتي تخصصت عن شعب اليابان ،والذي يقدمه منذ خمس سنوات الأستاذ احمد الشقيري باعتباره من أكثر البرامج الذي اثر وتاثر به الكثير من المشاهدين وخصوصا في هذا الشهر الفضيل.ناقش احمد الشقيري موضوعا جدا جميلا ورائعا ولم يكن يخطر على بال احد من قبل ألا وهو النظام المضبوط انتقالا الى المعرفة ما قد يؤدي إلى النهوض التنموي والاقتصادي في هذه الدولة الصغيرة المساحة الكبيرة الشأن في العالم باعتبارها ثاني اكبر قوة اقتصادية في العالم كله.المهم في البرنامج كان يتحدث عن مدرسة من نوع وطراز نادر فقد يكون غير موجود باعتباره نموذجا لاتمسة شائبة كعامل أساسي في التطور والتنمية سواء البشرية أو التكنولوجية إلى جانب حفاظهم وتمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم برغم النهضة الاقتصادية والثقافية التي يعيشونها فلم يؤثر عليهم ذلك البتة.تصور عزيزي القارئ مدرسة بل صرحا تدريبيا وتأهيليا على أعلى مستوى في كيفية تعليم صغارهم من سن الخامسة وما فوق الاعتماد على أنفسهم من خلال تدريبهم منذ نعومة أظافرهم على انتشال القمامة والأوساخ المرمية على الأرض بكل سعة صدر وحببوهم بالنظافة.هل تريدون معرفة هذه المدرسة فقد أطلق عليها (كيدزانيا)،ويوجد فيها العديد من الأقسام التي تختلف في وظائفها حيث يعلمونهم فيها مهام عمل رجال الأطفاء من خلال ارتدائهم للبزة الخاصة بالاطفائية وتزويدهم بأجهزة ونماذج قد تكون اقرب من الواقع .
بصراحة انه لشيء مذهل بحق،إلى جانب تدريبهم على كيفية إجراء العمليات الصغرى عبر احدث الإمكانيات وأخر ماتوصلت إليه التكنولوجيا الرقمية في هذا المجال منتقلين إلى كيفية التعامل مع البنوك حيث يذهب إلى البنك الأطفال بأنفسهم من دون أن يكون والداهم بصحبتهم !! (الاتكالية على النفس) .يحدثنا الشقيري في برنامجه الذي اثا الكثير من الجدل الايجابي حيث أراد مقدم البرنامج بصورة مبسطة أن يوصل رسالة مباشرة إلى الإخوة في العالم العربي بكيفية تطور ونهوض اليابان من الصفر بعد أن ضربت بالقنبلة النووية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية وقتل وشرد الآلاف من البشر ودمرت البنى التحتية للبلد ،وكيف قام الشعب بنقلة جبارة وقفزات اقتصادية أذهلت بها العالم .المهم في هذا الموضوع لماذا لانقتدي بشعب اليابان كنموذج يقتدى به في النهوض والرقي بدلا من بذل التركيز على الاستثمارات غير المجدية وبالأخص المولات فقد أصبحت من كثرة انتشارها والتصاقها جنبا بجنب تنسينا كيفية النهوض بالمعرفة والعلم من خلال تشيد وبناء صرح يوازي ما انشأه اليابانيون لكي يزرعوا في نفوس أطفالهم وأبنائهم منذ الصغر الاستعداد لمواجهة المستقبل بكل استعداد وتأهب مستعدين لأي نوع من التحدي بلا منازع !!وما علي إلا أن أقول خذوا الحكمة من الأطفال اليابانيين ياعرب!! ودمتم سالمين..للتواصل والردود يمكنكم إرسال تعليقاتكم عبر البريد الالكتروني الخاص بمشرف الصفحة :[c1][email protected][/c]
