- أصبحت قضية الأمن الغنائي اليوم حديث الساعة في حياة المواطنين والتي بدأت تبرز على السطح في ظل إرتفاع أسعار المواد الغذائية الاساسية ارتفاعاً جنونياً لا يحدها حداً بل أخذت هذه القضية تؤرق المستوى المعيشي لكل أسرة يمنية وتبث في نفسها عدم الطمأنينة وأصابتها بالخوف من مغبات المستقبل المجهول وما يخبئه لها القدر من كوارت وتداعيات غير منظورة نتيجة عدم وجود مخزون استراتيجي من المواد الغذائية في البلد لأكثر من ستة أشهر على الأقل نتيجة استيراد يحتكرون قوت الشعب اليمني ويرفعون أسعاره بطريقة جنونية بقصد الربح السريع الفاحش الخاضع لنا فوق العرض والطلب لحرية السوق بين التاجر والمستهلك .- وقد بادر منتدى د. فضل الربيعي مدير عام مديرية دار سعد رئيس المجلس المحلي بالمديرية كعادته اسبوعياً من كل يوم أحد في تنظيم ندوته بعنوان "الأمن الغذائي" دعا إليها أساتذة متخصصين أمثال د. أحمد السيد و د. نجيب ثابت للحديث عن هذا الموضوع الوطني الحيوي الذي أصبح يهم كل مواطن في اليمن .- وقد عرف د. أحمد السيد في مستهل محاضرته مفهوم " الأمن الغذائي" فقال : إن الأمن يعني الطمأنينة وإزالة الخوف أما اصطلاحياً فإنه يهدف الى تحقيق لأهداف حسية ومادية ومعنوية تتعلق بتوفير المأكل والمشرب ورفع حاسة الذوق لدى الانسان ورفع حالته المعنوية عندما يشعر بأن الغذاء متوافراً لديه لأن الانسان بطبيعته الفطرية بحاجة ماسة الى الطمأنينة والأمن لكي يواجه أي كوارث طبيعية أو نشوب صراعات أو حروب طارئة وقد ينشأ مفهوم الأمن الغذائي عبر مراحل تطور الانسان البدائي فردياً وكمجتمع ثم تطور الى إطار الدولة وهناك ثلاثة عوامل يمكن أن تؤدي الى تحقيق الأمن الغذائي هي إقامة مجتمع إنساني تسوده وساطة الدولة في ظل نظام سياسي قائم على الحرية والعدالة الاجتماعية وتحصين المواطن من تداعيات الحروب وكيفية استغلال الموارد الاقتصادية لصالح الامة والعمل على تلبية حاجات الناس من الغذاء وتنمية الطبقات في المجتمع وخلق التكافل الاجتماعي بينها بحيث لا تسود طبقة على أخرى.- كما أكد المحاضر (د. أحمد السيد) بأن اليمن مؤهلة بالفعل في توفير الامن الغذائي لمواطنيها إذا ما وضعت لها استراتيجية مخططة في الجوانب الزراعية والحيوانية والسمكية تؤمن احتياجات الناس من الامن الغذائي ولكن الوضع الحالي الذي تعيشه اليمن يشير الى عدم تقنين المبيدات التي يتم رشها على الزراعة قد تسببت في إحداث الضرر بها وأن الزارع اليمني بوجه عام لم يعد مرتبطاً بالاراضي فتركها عرضة للقحالة وعلينا أن نؤكد هنا بضرورة محاربة المبيدات المضرة التي اصابت الانسان بأضرار خطيرة مثل السرطان كما أضرت بالحيوان أيضاً ولا يخف علينا أن هناك أي عوامل خارجية أدت الى إنحرافات الامن الغذائي في بلادنا حتى نكون عالة على استيراد القمح من دول محتكرة لذلك مثل أمريكا وكندا واستراليا وأن يكون لها اسواق مفتوحة في تصريف منتوجاتها الزراعية أو الصناعية سواء بالترغيب أو الترهيب ويظل الاعلام يلمع وجه امريكا متخذاً من الظروف المناخية التي سببها الاحتقان الحراري في العالم مجرد تعميمه وتضليل بقصد بسط سيطرتها على العالم والتحكم في أمنه الغذائي .- وقد خرجت الندوة بالتوصيات التالية :-1 إتخاذ قرار سياسي شجاع من الدرجة الاولى أساسها إعادة بناء المؤسسات الاقتصادية القائمة .-2 إتخاذ خطوات عملية جريئة لحل أزمة الأمن الغذائي .-3 تشكيل لجنة في مجلس النواب للأمن الغذائي.-4 تشكيل مجلس الامن القومي الغذائي في البلاد .-5 التخطيط الاستراتيجي الزراعي لتلبية احتياجات المواطنين من الغذاء وإصدار قانون خاص بشأن الأمن الغذائي يلزم فيه المزارعين بهذه الاستراتيجية. -6 أن تتخذ الدولة اجراءات احترازية صارمة بشأن التقنين من استخدام المبيدات الضارة بالزراعة.-7 أن توفر الدولة أعلى نسبة من الاكتفاء الذاتي للأمن الغذائي .-8 بناء مخزون استراتيجي من الحبوب.
الأمن الغذائي : قضية وطنية يجب الاهتمام بها
أخبار متعلقة