الأغنية اليمنية في مرحلة اليأس !!
عبدالرحمن ابراهيم ربما لا يختلف اثنان في رأيهما حول ازمة الاغنية اليمنية في الظرف الراهن بعد ان شهدت نوعاً من الانتعاش في الثمانينات من القرن الماضي نتيجة لتشجيع الجهات الرسمية مؤسسات الدولة المسئولة للشعراء والملحنين والمطربين / التلفاز / الاذاعة ووزارة الثقافة / على حين ان الواقع الحالي للاغنية وهذا ما يجعلنا نتحسر كثيراً بكل تجلياته الصعبة خلق في النفوس المرارات بحيث اصبحنا ننظر الى الاغنية كأنها داخلة ( مرحلة اليأس )!! نكتب النصوص اذا حاولنا ان نكتب عندما نستشعر الرغبة الملحة للكتابة .. ونقدمها للملحنين يتحمس زملائنا الملحنون ويباشرون عملية التلحين غير انهم يصدمون بالعقبات التي يضعها المسئولون التعساء في اجهزة المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون عند تقديم الاغاني وعرضها للتسجيل .. كل ذلك يصدر نتيجة الجهل وقصور الرؤية ومحدودية الثقافة لدى القائمين على هذه المؤسسة ( الفضائية / ق2/ البرنامج العام / البرنامج الثاني !! كيف يمكن ان نتصور ان تخطو الاغنية اليمنية خطوات الى الامام في ظل الاهمال الذي يعاني منه الشعراء والفنانون .. الاهمال الذي يؤدي بالمبدع سواء كان شاعراً او مطرباً الى الاكتئاب او الموت المجاني يومياً اذا لم يتوازن نفسياً وعقلياً !! الاغنية اكثر اشكال التعبير الفنية قرباً الى الوجدان علينا جميعاً ان نعي ذلك وندرك الدور المؤثر الذي تضطلع به الاغنية .. وعندما ندرك ونعي كما يدرك ويعي الاخرون من حولنا ستجد الاغنية اليمنية نفسها في حالة توثب ومعانقة للازدهار لكن للاسف لا يوجد تفكير وان وجد الوعي بخطورة دور الاغنية والثقافة عامة فان ممارسة سياسة التهميش لكل ماهو نير ومضيء للحياة الاجتماعية وطغيان التجهيل في بعض الاحيان بطرائق غير مباشرة ومحاصرة اعناق المبدعين بحبائل الاهمال والتجويع تجعل صانعي الاغنية ينكفئون على دواتهم ويعلنون سواء بصوت هادئ او بصوت عال مسموع للجميع الصمت الذي يجر الاغنية الى سبيل الانحسار واليباب !! كيف يمكن لشاعر او ملحن ان يتحمس في ابداع اغنية وهو يصطدم يوميا بمعوقات الغباء والقمع االرسمية ؟! واذا تجاوز كل تلك الغباءات ونجح في الوصول الى استديوهات الاذاعة والتلفاز وسجل اغنية سيصطدم عندما يجد اغنيته مركونة في احدى زوايا مكتبة الاذاعة والتلفاز و سيصدم مرة اخرى بل سيلعن نفسه الف مرة عندما يمارس عليه القائمون على الاجهزة المعنية عقدة ( السادبة) لحظة استلام حقوقه التي تظل مؤجلة الى ان ينسى ان له حقاً شرعياً !! >> هذا الزمن الرديء ليس زمن الفن والادب والثقافة انه زمن الجهل والتجهيل والفوضى !! زمن ينكمش فيه الابداع بتلاوينه المختلفة وينكسر المبدعون الحقيقيون !! زمن المتسلقين اشباه او انصاف او ارباع المبدعين !! اصفهم بهذا الوصف حتى لا يقال بأني متشائم وسوداوي النظرة ؟! >> سل اين اعمال كبار الشعراء والفنانين ؟! ستجد الاجابة عند المستمع والمشاهد والمتابع للفقرات الفضائية التي تبثها قناتنا ( اللافضائية ) على سبيل المثال فنانون يسجلون اغانيهم بعد جهد و وساطات لكي تحتل حيزاً في المكتبة تتراكم فوقها غبارات الاهمال والنسيان المتعمد على حين اننا نسمع ونرى يومياً الاغنيات اليمنية المتواضعة المستوى او الاغنيات الهابطة ونروج لها اكثر من اصحابها التي تخدش الذوق الجمالي في ذهن ووجدان المستمع اليمني !! اصبح الصغار في هذا الوطن الطيب يعرفون نانسي عجرم وهيفاء وهبي اكثر من معرفتهم بأحمد قاسم ومحمد سعد والزيدي والمرشدي وفتحية الصغيرة .. الخ !! اليس هذا عيباً بل جرما ما تقترفه اجهزتنا ووسائلنا الاعلامية ؟! >> اتساءل هنا : الى متى ستظل بلادنا مقبرة للمبدعين ؟ انه مجرد سؤال ولدي يقين المؤمنين بأن الكثرة الكثيرة منا يمتلك القدرة الكافية على الاجابة على هذا التساؤل المشاكس . فهل لدينا الجرأة لاعلان الاجابة ؟! .