نشأت ظاهرة النسيان وفقدان التركيز عند الانسان في موضوع ما نتيجة تجرد عمليات الوعي في تصورات ورؤى تتحكم فيها جوانب معنوية تفتقر إلى الخبرات والتجارب النظرية والتطبيقية المنعشة للمشاعر واهتماماتها بشتى المجالات والمناحي المتسببة - عرضياً - في تعطيل أجهزة التفكير عن التذكر والحديث والحركة .علماً بأن هذه الوضعية لن يكتب لها العمر الطويل في حال خوض المرء غمار المعترك والمعمعة يبدأ في استعادة معظم قدراته بالتدريج واكتساب الخبرات المساهمة في ولادة وعي جديد يفتح الآفاق أمام تجاوز مشكلات التفكير والتطلع إلى مايدور حوله بمشاركة جميع الحواس بما يكفل إتمام إعادة عملية بناء مخزوناته في ضوء احساس جديد بالحياة وكأن للزمن عاملاً حاسماً تصبح فيه كل ساعة وكل يوم يمر من العمر متقدماً عن ذي قبل في قدراته على التركيز في الموضوعات ببضع دقائق .إن أكثر مايمكن قوله في هذا المقام في إطار المعالجات التمهيدية ، لإيقاظ الوعي وإحياء وظائفه هو اتحاد طرق ووسائل تقوم بمهام تحرير العقل المتمثلة -على سبيل المثال - في الاعتكاف المتواصل على مطالعة الصحف وقراءتها ومتابعة الأحداث عبر الوسائل الاعلامية واستغراق هذا الأمر في غضون شهرين على أقل تقدير بما يضمن استعادة عمليات الوعي المعقدة في البناء والتركيب في الفهم واستجابة الجسم لها .وهذا ما يوضح العلاقة المتبادلة بين الجوانب المعنوية المحتوية أيضاً على جوانب مادية تخدم عملية التطوير لديه والعكس صحيح . حيث تبدأ العمليات المادية في التأثير على أجسادنا وتتدخل في تشكيل جوانب كثيرة من شخصيتنا المعنوية بما يسهم في ضبط الحكم على الأشياء وفقاً لمعطيات الفطرة سواء في ما تنشغل به أو نصنعه في إطار تنظيم النفس وتصحيح إتجاه مساراتها بموجب الاولويات وبما لا يستوقفنا عن التأمل في كل شىء في ضوء الخبرة المكتسبة لاحقاً وبمقتضى الأهمية القصوى للقضايا الأساسية وحذف ماليس ضرورياً في الذاكرة لتجديد نشاطها وصرف طاقاتها بما يتيح لها فرص العمل وبالقدر الذي لا يمكن الاسغناء عنها ويخلو من تهديدات اختبارممكناته في أمل تحقيق مجردات كان يخشى عدم تحقيقها من الناحية المادية والزمانية وفوق ما هو ممكن ومتاح بوصفه قابلاً للتطوير وخاضعاً لتفاصيل خبراته القديمة والحديثة المكتسبة . [c1]أحمد علي عوض[/c]
|
ثقافة
سبل إيقاظ الوعي وإحياء وظائفه
أخبار متعلقة