تحت ظلال الإسلام
ومن شر ف هده الامة ما جعله الله تعالى لها من الفضائل العظيمة والمزايا الكريمة لمن صنع المعروف ، واغاث الملهوفين ، وسعى في قضاء حوائج الخلق ، ومنفعة إخواته ، واجتهد في تفريج كرباتهم ، وستر عيوبهم ، والشفاعة لهم ، وإدخال السرور عليهم ، وإجابة دعوتهم ، وعيادة مريضهم ، ونصر مظلومهم ، ورحمة ضعيفهم ، وإقالة عثرتهم والسعى في الاصلاح بينهم .وكل هذه المعاني مؤيدة بالاحاديث النبوية والاثار السنية الواردة عن كبار الصحابة والتابعين رضى الله تعالى عنهم اجمعين ، وهنا نذكر مقتطفات من هذه الاثار.فمن ذلك أن الساعي في نفع المسلمين هو احب الخلق الى الله لما جاء في الاحاديث .* عن انس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(الخلق عيال الله فأحب خلقه اليه أنفعهم لعياله ).ومعنى عيال الله فقراء الله .فالخلق كلهم فقراء الله وهو الذى يعولهم ويشهد لهذا الحديث ما جاء في مسند الشهاب عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «خير الناس أنفعهم للناس» . ويكون صانع المعروف آمن من عذاب يوم القيامة .. وأنه يوضع له منبر من نور يوم القيامة .. كما روي في الحديث عن كثير بن عبد الله بن عمر بن عوف المزني عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن عبادا خلقهم لحوائج الناس آلى ( أي حلف ) على نفسه ألا يعذبهم بالنار فإذا كان يوم القيامة وضعت لهم منابر من نور يحدثون الله تعالى والناس في الحساب ». ومن ذلك أن الله يغفر لصانع المعروف ذنبه ويكتب له براءتين براءة من النفاق وبراءة من النار ويعينه على إجازة الصراط يوم دحض الاقدام ويباعد بينه وبين النار سبع خنادق ويكون له من الاجر كمن خدم الله عمره كله . وقد ورد كما قلنا الكثير من الاحاديث الدالة على فضل صانع المعروف نذكر منها * عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخلق عيال الله فأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله.* عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله عز وجل خلقاً خلقهم لحوائج الناس يفزع إليهم الناس في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله.* عن نافع بن عمر رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قضى لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه فإن رجح ، وإلا شفعت له.* عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:« قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مشى في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله».* عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في منفعة بر أو تيسير عسر أعانه الله على إجازة الصراط يوم دحض الأقدام».* عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة ومن ستر على مؤمن ستر الله عورته ولا يزال في عونه ما دام في عون أخيه».والكتاب جدير بالاقتناء للانتفاع بما حض عليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة «آل عمران»:(وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يرى أحد من أخيه عورة فيسترها إلا أدخله الله الجنة».