(أوكايمدن)
لطبيعة المغرب سحـر خاص وتميـز لا يتـوفر لكثير من البلدان، فالشمس ساطعة، في أغلب أيام السنة،والشواطئ تربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي، والرمال ساخنة، تمتد في العمق الأفريقي، والخضرة تغطي السهول. وبين الشواطئ الزرقاء والسهول الخضراء والرمال الذهبية، تمتد سلسلة جبال الأطلس لتواصل حكايتها مع برودة الشمال وسخونة الجنوب، مزدانة ببياض ثلـج يغـري الناظرين، فيما تمتد سلسلة جبال الريف شامخة في الشمال. وفي المغرب، ما أن يحل فصل الشتاء، وتعلن النشرات الجوية عن سقوط الثلوج بالمرتفعات، حتى يبرمج الكبار والصغار زيارات إلى إحدى المحطتين الشهيرتين بالمغرب: ميشليفن، الموجودة على مشارف مدينة إيفران، وأوكايمدن، الموجودة على مشارف مدينة مراكش. وتبعد أوكايمدن بنحو 60 كلم عن مراكش، التي تعد أشهر وجهة سياحية بالمغرب، الشيء الذي يجعل من المحطة الشتوية القريبة منها تنويعا سياحيا جميلا على مستوى الزيارة، بالنسبة لمن قصد المدينة الحمراء، المعروفة، في الأصل، بساحاتها وبناياتها التاريخية وطقسها الدافئ . ويتراوح علو قمم منطقة أوكايمدن مابين 2600 و3270 متراً، وهي تصنف كأهم محطة للتزحلق على الجليد بالمغرب، الشيء الذي يجعلها الأكثر استقطاباً للزوار، خلال فصل الشتاء. هناك من يقول إن « أوكايمدن » تعني في الأمازيغية «وادي الرياح الأربع»، أما بعض زوارها فاختاروا أن يطلقوا عليها عنوان « سطح مراكش البارد ». وبين المعنى الأمازيغي وبرودة السطح ، تعتبر أوكايمدن، اليوم، أعلى محطة للتزحلق على الجليد في أفريقيا، وملاذا مفضلا لرواد الرياضات الشتوية، على الرغم من أنها لا تتوفر فيها سوى ميدان واحد لممارسة رياضة التزحلق على الجليد، تبلغ مساحته 300 هكتار. وتستمر فترة وجود الثلوج بمنطقة أوكايمدن أكثر من 120 يوماً، تمتد من منتصف ديسمبر إلى منتصف أبريل، غير أن فرصة التزحلق على الجليد، بالشكل المطلوب، عادة ما تنحصر ما بين شهري يناير وفبراير. ويرى زوار منطقة أوكايمدن، الذين يستمتعون بتنوع وروعة طبيعتها، أن المحطة تشكل فضاء للترويح عن النفس والترفيه، خاصة في الأوقات التي تسجل فيها التساقطات الثلجية. وتعتبر أوكايمدن أفضل محطة تزحلق خصوصاً أنها تمتلك أعلى «تيليسييج» (عربات معلقة بسلك واحد) بأفريقيا، يصل علوها إلى 2300 م ، فضلا عن عدد من الفنادق والمطاعم والمنتجعات الجبلية .