بخلاف الكثير من الدول العربية التي تترقب هطول المطر ، يستقبل المغاربة المطر وهم يشكون : رب نافعة ضارة .. وليس رب ضارة نافعة .فهطول الأمطار في المغرب يلقى عموما ابتهاجا عاما بين الناس ، ولكن المياه تأخذ في طريقها ضحايا .. يسقطون تحت أسقف منازلهم المتهالكة التي تنهار من مجرد زخات المطر حتى لو كان خفيفا ، ويرى البسطاء من المغاربة في ذلك قضاء وقدرا وقليلا من إهمال الحكومة أيضا .وفي شوارع الكثير من المدن المغربية سرعان ما تكثر البرك عقب سقوط المطر ، لدرجة يحتاج معها الناس إلى قوارب لعبور الشوارع .وفي شارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط الذي خضع قبل سنوات قليلة فقط لإصلاح عميق كلف ملايين الدولارات ، لا تحتاج الأمطار إلا إلى نصف ساعة حتى يصبح المارة مجبرين على تعلم القفز من طريق إلى آخر، أو التضحية بدفء أرجلهم وهم يغطسون في المياه المتجمعة على حواف الأرصفة .وفي الأحياء الهامشية من مدينة طنجة ، وجد شبان ومراهقون عاطلون مهنة جديدة وهم يقفون بين الأرصفة العامرة بالمياه الموحلة ويرتدون أحذية طويلة من البلاستيك ، ومهنتهم هذه تتمثل في حمل المارة على ظهورهم من رصيف إلى آخر مقابل بضعة دراهم ، وبدون هؤلاء (العبّارين) الأشاوس يصبح التنقل مستحيلا بين طرقات وأحياء تغرق في المياه عند أول زخّة مطر .
في المغرب .. المطر يوفر فرص عمل للعاطلين
أخبار متعلقة