قلعة زاتسفاي أحيت مهرجانها السنوي الذي يجسد حياة الأجداد في القرون الوسطى بلباسهم وحرفهم ، مهرجان هذه السنة تميز بمشاركة عربية تخللها نصب خيمة وحفلة موسيقية أطربت قلوب الناس وعرفتهم على سحر الشرق وعراقة تقاليده . كما جرت العادة بداية كل خريف، احتضنت قلعة زاتسفاي «مهرجان الفرسان» بحضور الآلاف من سكان المناطق المجاورة والسياح ، ويقبل الناس على هذا المهرجان كونه يعيد عجلة التاريخ إلى الوراء من خلال تجسيد عادات وتقاليد القرون الوسطى بشكل ينقل الزائر إلى أجوائها التي أضحت طي النسيان ، ويأتي الكثيرون أيضا إلى القلعة خلال أيام المهرجان وعلى مدار السنة للاطلاع على بنائها الفاخر وفنها المعماري اللافت ، إضافة إلى موقعها المتميز في منطقة الراين، وبالتحديد في منطقة الايفل المشهورة بطبيعتها الجميلة. ويعود بناء القلعة إلى النصف الثاني من القرن الرابع عشر، مع العلم أن الوثائق تتحدث عن اكتشافها في عام 1398 ميلادية. يحج أهل المناطق المجاورة إلى القلعة خلال أيام المهرجان لإحياء تاريخ أجدادهم عن طريق نصب خيم بجوارها ، يتم في هذه الخيم طهي بعض المأكولات التقليدية، ويرتدي نزلاؤها ألبسة صنعوها بأيديهم كما كان عليه الحال في القرون الوسطى ، وهناك الحداد الذي يصنع الأسلحة، والفارس البطل الذي يقاتل الأعداء. ولا ننسى العجوز التي تتجول في الطرق وتحكي قصص الخيال للأطفال. وللفرسان النصيب الأكبر من هذه التظاهرة الثقافية، فبزيهم العسكري الذي يعود تاريخه إلى قرون مضت يمتطون ظهور خيلهم ويشهرون سيوفهم اللامعة في استعراض قتالي رائع لحماية القلعة العائمة فوق الماء من سطوة الأعداء، مشهد لمعركة ساخنة يجسدها أهل المنطقة بكل ما امتلكوا من خيل وأسلحة تقليدية إحياء لذكرى تاريخ قلعة أجدادهم التي مازالت تحكي أيام مجدها للأجيال. وعلى ضفاف البحيرة التي تضم القلعة اصطفت عدة فرقة فلكلورية ألمانية بالآت موسيقية لتقديم بعض الأغاني التي كانت تنشد قديما في بلاط هذا البناء التاريخي.