بيشاور (باكستان)/14 أكتوبر/رويترز: قال مسؤول وسكان أمس الأربعاء أن متشددي طالبان الباكستانية قتلوا 22 رجلا كانوا قد خطفوهم هذا الأسبوع بعد الاستيلاء على بلدة في شمال غرب باكستان. واستولى مقاتلون موالون للقائد الطالباني بيت الله محسود على بلدة جاندولا الواقعة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى منطقة جنوب وزيرستان القبلية التي يسكنها البشتون على الحدود مع أفغانستان يوم الاثنين واعتقلوا نحو 27 فردا من قبيلة موالية للحكومة. وقال السكان أنهم عثروا أمس الأربعاء على 22 جثة من الرجال المخطوفين. وأبرز الحادث المخاطر التي يشكلها المتشددون في وقت تحاول فيه الحكومة الباكستانية إنهاء العنف من جانب محسود من خلال المحادثات بالرغم من مخاوف الولايات المتحدة التي ترى أن المفاوضات واتفاقات السلام تمنح المتشددين فرصة للتخطيط لهجمات. وقال بركة الله مروات كبير مسؤولي الحكومة في المنطقة «البعض (الجثث) بها طلقات رصاص لكن البعض قتل طعنا.» والرجال المخطوفون هم خصوم لطالبان وأعضاء بلجنة شكلتها الحكومة للترويج للسلام وهم من بلدة جاندولا التي كان متشددو طالبان قد استولوا عليها يوم الاثنين. وأضاف المسؤول «كانوا سيقتلون في نهاية الأمر لأنهم كانوا نشطاء جدا وبينهم نزاعات قبلية قديمة مع محسود.» ولقي 12 شخصا على الأقل حتفهم في القتال الذي جرى يوم الاثنين معظمهم من أبناء قبيلة بيتاني الموالية للحكومة. وبزغ نجم محسود وهو أحد أبناء قبيلة محسود في جنوب وزيرستان كأبرز زعماء المتشددين الباكستانيين خلال العام الماضي. واتهم محسود بشن سلسلة من الهجمات الانتحارية في أنحاء البلاد من بينها هجوم بالرصاص والقنابل قتلت فيه رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو يوم 27 ديسمبر. وقال سكان أن رجال محسود انسحبوا من جاندولا لكنهم سلموها لحلفاء لهم في قبيلة بيتاني. وأصبحت أراضي البشتون التي تتمتع بما يشبه الحكم الذاتي في باكستان على طول الحدود الأفغانية ملاذا لمتشددي طالبان والقاعدة منذ أطاحت قوات بقيادة الولايات المتحدة بحكومة طالبان في أفغانستان أواخر عام 2001. ولم تقع المنطقة التي يعتقد أن أسامة بن لادن زعيم القاعدة يختبئ فيها قط تحت السيطرة الكاملة لأي حكومة باكستانية وتقول الولايات المتحدة إنها أصبحت ملاذا للمتشددين الذين يخططون لأعمال عنف في باكستان وأفغانستان بل وأبعد من ذلك. وتحاول الحكومة الباكستانية التي تشكلت بعد انتخابات فبراير من معارضي الرئيس الباكستاني برويز مشرف إنهاء العنف من خلال محادثات مع زعماء القبائل على أمل إن يتمكنوا من الضغط على المتشددين في مناطقهم، لكن الولايات المتحدة تقول أن المفاوضات واتفاقات السلام مع المتشددين يمكن أن تمنحهم فرصة للتخطيط لهجمات ويقول قادة عسكريون أمريكيون في أفغانستان أن هجمات طالبان التي تنطلق من حدود باكستان زادت. ومن ناحية أخرى تواصل العنف أمس لليوم الثاني على التوالي في إقليم سوات بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي حيث وقع متشددون والحكومة الإقليمية اتفاق سلام الشهر الماضي. وصرح مسؤولون بأن المتشددين هاجموا موقعا للجيش ودوريات تابعة للجيش والشرطة وقتلوا جنديا وشرطيا وجرحوا ثمانية من رجال الأمن، كما نسف متشددون أمس أربع مدارس للبنات في الوادي بعد ساعات من اشتباكات أدت إلى مقتل تسعة من المتشددين وجندي وإصابة سبعة من رجال الشرطة. وكان الوادي وجهة للسياح حتى العام الماضي قبل أن يبدأ المتشددون مهاجمة الشرطة في إطار محاولتهم فرض حكم على طريقة طالبان. ووافقت السلطات على تطبيق الشريعة الإسلامية في إطار اتفاق السلام الذي ابرم الشهر الماضي لكن شكا المتشددون من أن الحكومة لم تف بوعدها بإطلاق سراح زملاء لهم سجناء.