مخرجات التعليم الجامعي وعلاقتها بسوق العمل في اليمن .. إلى أين تتجه؟!
استطلاع/ فايزة أحمد مشورةتعتبر المناهج التعليمية في الجامعات الركيزة الأساسية في عملية التحصيل العلمي التي من خلالها يستمد الطالب المعرفة العلمية ومن ثم تأهيله وتزويده بالمهارات وفق المستجدات العلمية الحديثة. إلا أن هناك ضعفاً في التعليم الجامعي في اليمن وضعفاً المناهج وعدم مواكبتها للتطور العلمي الحديث في مختلف التخصصات وبالذات للفتاة اليمنية الجامعية، هذا ما أكدته آراء طالبات في جامعة صنعاء حول واقع مخرجات التعليم الجامعي وعلاقته بسوق العمل والتنمية.الأخت أروى السياغي إعلامية ونائبة مديرة دائرة الإخراج في القناة الفضائية اليمنية قالت: البعد الواضح بين ما درسناه في الجامعة، وما واجهناه في الوظائف لاينطبق مع ما تم دراسته خلال الأربع السنوات من حيث التدريس الجامعي وسياسة التعليم الجامعي ومخرجاته، وإلى حد كبير أرى أن مخرجات التعليم ضعيفة وغير قادرة على تلبية إحتياجات السوق أي أننا غير قادرين على المنافسة، إن عدم إيجاد فرص عمل جديدة هو نتيجة غياب التخطيط السليم، فأنا وجدت نفسي قد أعيد تأهيلي وتدريبي في مجال العمل الذي قمت بدراسته خلال الأربع السنوات وواجهتني العديد من الصعوبات لفهم أساسيات العمل التلفزيوني حتى استطعت الوصول إلى كوني مخرجة استطيع ممارسة مهامي بتمكن، وذلك تطلب إعادة الدراسة والتدريب من جديد لكي أستطيع مواكبة العمل والتطور في مجال علمي وهذا يؤكد أن التخصصات التطبيقية في مختلف المجالات يحتاجها الطالب الجامعي على الرغم من أن سوق العمل في بلادنا لايحتاج إلى مؤهلات جامعية لأننا بحاجة إلى أيدٍ عاملة فاعلة كي نستطيع رفع مستوى التنمية في مختلف المجالات سواءً في الصناعة أو الزراعة، تعليم، صحة .. الخ كون الاقتصاد اليمني بحاجة إلى المهارات العالية فالمرأة كعنصر منتج تستطيع الدفع بعجلة التنمية إذا ما تم تعليمها وتدريسها لتأدية الدور الجوهري في قيادة حركة التنمية في المجتمع اليمني، وإكساب الفتاة المهارات العلمية والمهنية والثقافية سيجعلها قادرة على خلق واقع ومستقبل يتوازن مع حركة التنمية الذي يبدأ من التعليم الجامعي والتركيز على دور الجامعيات في المجتمع وذلك لقدرتهن على تمهيد الطريق للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأنا أرى أن اعداد الدراسات حول واقع التعليم الجامعي والتوعية بأهمية تقوية المناهج الجامعية كي تتمكن الفتاة من النهوض وتطوير نفسها قدماً نحو الإنتاج ومواكبة إحتياجات سوق العمل.[c1]تخصصي في غير مجال عملي[/c]أما الأخت/ هناء جميل ـ طالبة سنة ثالثة كلية الإعلام قسم إذاعة وتلفزيون جامعة صنعاء فتقول: أنا موظفة لكن وظيفتي في غير مجال الدراسة وأعمل في مركز تدريب وتأهيل، وعملي الذي أقوم به مختلف تماماً ما درسته في الجامعة فدراستي شيء والواقع شيء آخر هذا إلى جانب أن ما ندرسه هو في الأساس جانب نظري ولايتعلق بالعملي أبداً فالدراسة لاتطابق الجانب العملي وما نواجهه من صعوبات هو عدم وجود الجانب العملي الذي يؤهل الفتاة الجامعية بعد التخرج من تخصصها للعمل ضمن ما تعلمته وطبقتها أثناء فترة الجامعة، والصراحة أننا نجد أنفسنا أننا نحفظ معلومات ونجيب عليها في نهاية كل سنة أو ترم وما أن نخرج لانجد شيئاً راسخاً راسخ تعلمناه، وأستطعنا من خلاله الحصول على الاعمال التي تمكن المرأة مستقبلاً من المساهمة الفاعلة في التنمية والرقي بواقع المرأة اليمنية وذاك لأني لم استفد من دراستي التي استمرت أربع سنوات بينما أستطيع الحصول على مثل هذه المعلومات من الانترنت، أو أي كتب أو مجلات وأنا اطالب أن تستمر المرآة فيما هو نافع وذلك لن يتم إلا بالتطبيق وبشكل عملي وأنا أبحث عن ما ينفعني وذلك سيساعدني في التقدم لأي وضيفة بسهولة ولذلك أنا أنظر لنفسي أن أعيد النظر في تأهيلي وتدريبي من جديد ما يمكني من الحصول على العمل في السوق العمل بجدية.أنا لا اعتبر شهادتي الجامعية مؤهلة للتقدم لأي وظيفة وذلك لأني لا أجيد المهارات العملية أما إذا توفرت لي الفرصة فذلك سيزيد من ثقتي للوصول إلى تنمية قدراتي ومواهبي ما سيمكنني من الحصول على العمل، فالعمل بالنسبة لي مسألة ضمير ولم أجد العمل الذي يناسب قدراتي ومواهبي أما دراستي فلا استفيد منها إلا كوني طالبة جامعية فقط لا غير أما إذا أردت أن أكون إعلامية حقيقية فلابد أن أبحث في مجالات أخرى كي أستطيع الدخول في سوق العمل والعمل على تنمية المجتمع وبنائه البناء السليم إلا أن الواقع غير والحلم غير.[c1]مناهج غير ملائمة[/c]وتقول الأخت/ إصلاح العبسي ـ طالبة إعلام جامعة صنعاء لقد كان طموحي الحقيقي هو الوصول للجامعة وهدفي هو أن اخدم ديني وشعبي ولا أهتم بالوظيفة أو شيء آخر لأني أعتبر نفسي الآن لم أخدم ديني وشعبي وإن شاء الله لابد أن يكون هناك تغيير وهذا التغيير هو توافق التخصص وأنا مع المواهب والقدرات، صحيح أننا نجد أن المناهج غير ودراستي غير أما التطبيق العملي الجميع منا يسعى إليه واتمثل أن أكون صحفية لكني بالرغم من كل الضغوط التي نواجهها إلا أني سابذل كل مجهودي للوصول إلى اهدافي.ليس كل من يتخرج من كلية الإعلام يجد له وظيفة من نفس تخصصه ولو لاحظنا فإننا نجدهم إما يشتغلون محاسبين أو في مجالات لا علاقة لها بما يدرسه.[c1]الحصول على الوظيفة عملية شاقة[/c]بدورها تقول الأخت/ سحر الشرجبي طالبة (علم النفس) إن التعليم في اليمن هو غير كل التعليم فبعد التخرج لانستطيع الحصول على وظيفة، وإذا وجدت الوظيفة فإنه لايجدها من نفس تخصصه ونادراً ما يصادف الحصول على وظيفة، وهذا يعني أن وضع المرأة بالذات في الحصول على الوظائف أسهل من حصول الشباب على الوظيفة فالاولوية للمرأة وذلك لأنها أكثر انضباطاً وتحب الالتزام والانتباه.[c1]تخصصات لاتلائم سوق العمل[/c]أما الأخت/ هناء الأهدل ـ طالبة بالقسم الفرنسي بكلية اللغات فتقول بالنسبة للتخصص الجامعي وملائمته للسوق فذلك نادراً ما يحصل فالخريج الجامعي عند تخرجه من الجامعة فإنه لايتخرج مباشرة للعمل إلا بعد معاناة، أما الآن بدأ الشباب يتجهون للغات والحاسوب أما التخصصات البقية فأنا اعتقد بأن فرصهم للحصول على وظيفة ضئيلة جداً، والفتاة الجامعية وبشكل ملحوظ مهضومة في حصولها على الوظائف التي توائم تخصصها وبدأت الآن تشق طريقها في الاتجاه الصحيح تنال حقها في التعليم، لكن المرأة في مجتمعنا مظلومة وذلك نجده في وظيفتها كعدم قبول رأيها والتذمر من قراراتها فالعادات والتقاليد والتخلف في التعامل مع المرأة لازلنا نعانيه حتى اليوم كعرقلتها في العمل بالرغم من قدرتها وتعلمها الذي يؤهلها بالدرجة الأولى إلا أنهم يضعون الشروط لعرقلتها واخضاعها واجبارها على الاستسلام والخروج من عمل لآخر، بالرغم من أن المرأة نجدها أفضل من الذكر والمرأة تستطيع عمل أي شيء من أجل النهوض بالتنمية وأنا اعتبر العادات والتقاليد أكبر عائق ما يحرمها من حقها في التعليم وأن مكانها البيت والعقلية ليوم لن تتغير عند بعض أفراد المجتمع والنظرة إلى المرأة مازالت متخلفة في نظرهم لا كلمة لها ولا قرار وهذا يدل على أن نظرة الرجل للمرأة مهما تعلمت مكانها البيت أو يكون هو عالة عليها.