فيما واشنطن تتمسك بموقفها الرافض لتقديم تنازلات للجماعات التي تعتبرها إرهابية
سول/كابل/ 14 أكتوبر/من: جون هرسكوفيتز:قال مسؤول أمس الجمعة إن حكومة كوريا الجنوبية أبلغت مسلحي طالبان الذين يحتجزون 21 كوريا في أفغانستان أن هناك حدودا لما تستطيع عمله لحل أزمة الرهائن التي دخلت أسبوعها الثالث. وجرت بعض الاتصالات مع طالبان ووصل وفد من كوريا الجنوبية الخميس إلى إقليم غزنة الأفغاني حيث يحتجز الرهائن في محاولة لإجراء محادثات مباشرة مع الخاطفين. وقال تشون هو سون المتحدث باسم الرئاسة في كوريا الجنوبية للصحفيين " هدفنا الرئيسي من خلال اتصالاتنا هو إيضاح أن هناك حدودا لما يمكن لحكومتنا عمله لتلبية مطالبهم للإفراج عن السجناء." وفي أفغانستان قال متحدث باسم طالبان أمس الجمعة إن الجماعة أجرت اتصالا هاتفيا آخر أمس الجمعة مع الفريق الكوري وأظهرت استعدادها لإجراء مفاوضات مباشرة سواء داخل البلاد أو خارجها. لكن المتحدث قاري محمد يوسف قال إن المسلحين في حاجة إلى الحصول على ضمانات أمنية من الأمم المتحدة إذا كان الكوريون يريدون إجراء المفاوضات خارج المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان. وقال يوسف الذي كان يتحدث هاتفيا من مكان مجهول إنه لا يعرف رد الفريق الكوري. ، وكان يوسف قال في وقت سابق إن طالبان تفضل عقد المفاوضات في منطقة تسيطر عليها وتتعهد بضمان سلامة المبعوثين الكوريين. وأضاف أيضا أن الجماعة ستبحث عرضا من فريق من الأطباء الأفغان يعمل في القطاع الخاص تطوع لعلاج الرهائن الباقين بعد ان وردت أنباء عن مرض اثنين منهم. وكانت طالبان قد خطفت 23 وقتلت اثنين من رهائنها الكوريين وهم رجلان واتهمت الحكومة الأفغانية بعدم التفاوض بحسن نية وتجاهل مطلبها بالإفراج عن سجناء من الجماعة. ومن بين الرهائن الباقين 18 امرأة. ، وهددت طالبان مرارا بقتل باقي الرهائن إذا لم يتم تلبية مطالبها. ، وبشكل منفصل التقى ثمانية برلمانيين من كوريا الجنوبية بمسئولين في الخارجية الأمريكية في واشنطن الخميس لطلب المساعدة. وقال النائب بارك جين للصحفيين بعد الاجتماع "أكدنا على الدعم والتعاطف الكاملين مع الرهائن الكوريين الذين يمرون بأوقات عصيبة." ودعت حكومة كوريا الجنوبية إلى "المرونة" وهو تصريح يقول محللون إنه موجه للولايات المتحدة لإقناع الحكومة الأفغانية بإبرام اتفاق مع الخاطفين. وتعالت أصوات العديد من السياسيين ذوي التوجه اليساري تطالب الولايات المتحدة باستخدام نفوذها لحل الأزمة لكن واشنطن تمسكت بشدة بموقفها الرافض لتقديم تنازلات للجماعات التي تعتبرها إرهابية مثل طالبان. ، وحذر آخرون في كوريا الجنوبية من أن مثل هذا الضغط قد يوتر العلاقات بين سول وواشنطن. ، وقال المتحدث الرئاسي "نحن نقدر أن الولايات المتحدة تتعاون فعليا بكل السبل وبأفضل ما تستطيع. هذه مسألة يجب إلا تؤدي لمشكلات مناهضة للولايات المتحدة." على صعيد أخر أكدت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان شنها غارة جوية على مديرية باغران بولاية هلمند جنوبي البلاد، مشيرة إلى أنها استهدفت اجتماعا لقادة طالبان في المنطقة. لكن شهود عيان ومتحدثا باسم الحركة ومسؤولا محليا أكدوا سقوط ما بين 200 و300 مدني بين قتيل وجريح.وقال بيان عسكري للتحالف إن قواته نفذت "ضربة دقيقة" استهدفت قائدين لطالبان -لم يوضح هويتيهما- خلال اجتماع لقيادات الحركة في منطقة نائية شمالي هلمند.وأوضح البيان أن الضربة الجوية نفذت "بعد التأكد من عدم وجود أي أفغاني بريء في المنطقة المحيطة". لكن البيان لم يعط تفاصيل عن حجم الخسائر.، وقد أكد محمد أنور النائب في البرلمان الأفغاني عن ولاية هلمند تلقي تقارير عن وقوع إصابات شديدة بين المدنيين.من جانبه قال قائد الشرطة في هلمند محمد حسين أنديوال إن العديد من مسلحي طالبان والمدنيين قتلوا في الغارة التي وقعت مساء أمس الأول، مشيرا إلى نقل عشرين جريحا إلى مستشفى مدينة لشكرغاه عاصمة الولاية. وأكد قائد الشرطة المحلية وقوع قصف شديد للمنطقة وسط تقارير عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، مضيفا أن السلطات أرسلت فريقا للتحقق من الأمر.، وأشار إلى أن أهالي المنطقة كانوا مجتمعين في مديرية باغران لمشاهدة عملية شنق علنية لشخصين اتهمتهما طالبان بالتجسس لحساب الحكومة الأفغانية، عندما نفذت قوات التحالف عملية القصف.من جهة اخرى أعلن متحدث باسم قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) مقتل جندي من الحلف وإصابة اثنين آخرين في انفجار استهدف آليتهم في ولاية نورستان شرقي أفغانستان أمس دون إعطاء مزيد من التفاصيل.، وينتشر جنود أميركيون شرقي أفغانستان في إطار القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن (إيساف) التي يقودها الناتو.وبمقتله يبلغ عدد جنود إيساف وقوات التحالف الذين قتل معظمهم في عمليات منذ مطلع العام الجاري إلى 128، فيما لقي 191 عسكريا أجنبيا معظمهم من الأميركيين مصرعهم في أفغانستان عام 2006.