مقاهي «الإنترنت».. بين الممارسة المحمودة والاستخدام الهدام
عدن/ رندا باعشن :أصبح الانترنت اليوم يمثل نافذة مفتوحة على العالم لكل الناس بسلبياته وايجابياته التي تؤثر في المجتمع بحسب الاستخدام والتوجهات فهو المقصد الذي يؤمه عامة الناس من الشرائح المثقفة حال البحث عن معلومات سواء كانت في مجال التكنولوجيا أو كافة العلوم الحياتية إذ يمثل نقطة اتصال بين بني البشر في كل انحاء الدنيا . وتشير المعطيات إلى أن الاهتمام الفعلي بالأنظمة المعلوماتية الحديثة واستخداماتها في اليمن لم يبدأ إلا في عقد التسعينات من القرن المنصرم.. ونتيجة لذلك إضافة إلى أسباب وعوامل أخرى اجتماعية واقتصادية وغيرها فقد ظل انتشار أجهزة الحاسوب في اليمن محدوداً ومتدنياً حتى وقت قريب. وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ومن خلال نزولها الميداني استطلعت آراء عدد من المهتمين حول فوائد ومخاطر الانترنت وخرجت بالمحصلة التالية : [c1]آثار سلبية !![/c] يرى البعض ان الدخول إلى الانترنت ماهي إلا وسيلة للدخول إلى المواقع اللا أخلاقية وهو ما يخشاه البعض وخصوصاً على شريحة الشباب ، وذهب البعض إلى أنه وسيلة لإقامة علاقات مع الجنس الآخر فثقافة البلد تحد من قيام مثل هذه العلاقات على أرض الواقع ، وقد أثير جدلاً واسعاً في العالم العربي منذ عدة أعوام عن الآثار السلبية المحتملة للانترنت على الشباب، وما يسببه استخدام الانترنت من الانجذاب نحو عالمها بعيداً عن الحياة الاجتماعية والتعليمية والعائلية، وإمكانية زيادة الإحساس بالوحدة وربما الاكتئاب بين الشباب، وقد أثير هذا الجدل في الغرب أيضاً وتمت بالفعل دراسته في عدد من الأبحاث العلمية. [c1]واقع استخدام الحاسوب في اليمن.. [/c]وفي مسح قام به المركز الوطني للمعلومات أستهدف دراسة واقع استخدام الحاسوب الشخصي لدى الأفراد بحيث تم اختيار عينة تتألف من 1000 فرد أجاب على الاستبيان 841 فرد ، وأظهرت نتائج المسح عدد من المؤشرات التي جاءت بان :عدد المستخدمين للحاسوب في المنازل بلغ (396) مستخدم من بين (841) مستخدم شملتهم الدراسة وتركز اغلبهم في حملة البكالوريوس وكانت الفئة الغالبة استخداماً للحواسيب في العينة هي فئة الذكور بنسبة 03ر 76 بالمائة مقابل 97 ر23 بالمائة للإناث.•من حملة البكالوريوس وبنسبة 02 5ر 50 بالمائة وتتراوح أعمار الأكثر استخداما للحواسيب من (21-25) سنة بنسبة 99 ر30 بالمائة تليها الفئة العمرية (26-30) بنسبة 75ر 30 بالمائة، ثم الفئة (31-35) بنسبة 53ر14 بالمائة ، وتتوزع بقية النسبة على الفئات الأخرى بنسب متفاوتة. بالرغم من الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشعب اليمني إلا ان اقتناء جهاز الكمبيوتر في المنزل أصبح من الضروريات وفي حالة عدم القدرة على شرائه يضطر مستخدمه اللجوء إلى مقاهي الانترنت التي أصبحت منتشرة بشكل كبير للاستفادة من خدمات هذه المقاهي في مجال الحاسوب وشبكة الانترنت . ولما لهذه المقاهي من أهمية في تلبية احتياجات المواطنين من شبكة الانترنت إلا أنها لم تعط الحرية الكافية المطلقة بل ينبغي لها ان تلتزم بالضوابط والقيم والأخلاق التي يحث ديننا الإسلامي على التمسك بها ومراعاة عادات وتقاليد المجتمع اليمني التي تمنع هذه المقاهي من أن تفتح أمام المراهقين والشباب (والذين هم أكثر زوار هذه المقاهي) المواقع المخلة بالآداب العامة فهذه المقاهي تخضع لرقابة صارمة وهناك عدة شروط يجب أن تتبعها. [c1]مقاهي الانترنت في تزايد.. [/c]وفي رصد لهذا النشاط المتزايد في محافظة عدن يوضح مكتب المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية فرع عدن أن عدد التراخيص التي منحت لمقاهي الانترنت أكثر من 90 مقهى وذلك بعد نزول الجهة المختصة في مراكز المكتب الخدمية لمعاينة الموقع . وأصبح هذا الرقم اليوم في تزايد مقارنة مع السنوات الماضية فان عدد المقاهي كان حينها لا يتجاوز 20 مقهى في عام 2005م وهذا التزايد يرجع لإدخال مؤسسة الاتصالات وتقنية المعلومات لخدمة ( ADSL ) وتعمل حاليا على إنزال المعلومات والتصفح السريع بحسب السرعة المطلوبة . وعن الشروط المتبعة عند فتح المقهى قال المهندس/علي محمد المعمري/ رئيس قسم المعلومات والجودة في مؤسسة الاتصالات السلكية واللاسلكية لدينا اتفاقية تحتوي على عدد من الشروط تفرضها المؤسسة عند منح ترخيص للمقهى وتتمثل في عدم السماح للأطفال دون سن 13 بالدخول إلى المقهى وتصفح الانترنت وعدم الدخول على المواقع المخلة بالآداب وان تكون واجهة شاشات الحاسوب متقابلة دون الحواجز بينها مع توفير الإضاءة والتكييف والتهوية اللازمة .. مشيرا إلى ان هناك فريق من قسم المعلومات يعمل بالنزول الدوري ومتابعة مقاهي الانترنت للتأكد بان المراكز تمارس العمل بحسب الاتفاقية . [c1]رقابة أصحاب المقاهي[/c]وفيما يتعلق بالرقابة على المقاهي يقول صاحب إحدى المقاهي في مديرية خور مكسر /العباس الجفري/ بما أن مرتادو المقهى غالبيتهم من الذكور فمن الطبيعي أن يحاول بعضهم الدخول على مواقع إباحية تتنافى مع الآداب الأخلاقية والاجتماعية ولكن الصفحة لا تفتح أمامهم لأنها تكون محذوفة وان حاول البعض فتح مثل هذه الصفحات يتم في هذه الحالة تحذير المتصفح بإغلاق الصفحة أولا وان لم يستجيب يتم إخراجه من المقهى. وحول السؤال عن المواقع التي يرتادها الزوار أجاب بدون تفكير (الشات) (الدردشة) وبنسبه كبيرة جدا لا غير.من جانبه يفيد الأخ وضاح عوض مشبح /20/ عاما ثانوية عامة ان المواقع التي يتصفحها هي مواقع المحادثات (الشات) التي يدخل إليها باسم مستعار ويقضي كل يوم ما يزيد عن الساعة والنصف لمجرد تسلية وتمضية الوقت بالإضافة إلى التعرف على أصدقاء جدد عبر هذه المواقع . مراد عمر هيثم /27/ عام موظف في شركة خاصة قال أنا لا ادخل إلا على المواقع الإخبارية ومواقع المعلومات وأحيانا ادخل على الماسنجر وليس الشات فانا لا أحب هذه المواقع . وعن أهمية الماسنجر بالنسبة له أجاب انه يستخدم الماسنجر للتحدث مع أصدقاء معروفين مرة واحدة في الأسبوع ولا تزيد مدة هذه المرة عن الساعة الواحدة لارتباطه بعمل يمنعه من ارتياد المقاهي باستمرار . أما الأخت رحاب مهدي سالم /21/عام طالبة في كلية الآداب تقول أكثر المواقع التي ارتادها هي المواقع الفنية وخصوصا ستار أكاديمي وسوبر ستار للتصويت بالإضافة إلى أني أحب أن أتصفح مواقع القنوات الفضائية وخصوصا الجزيرة الإخبارية وأحيانا ادخل على المنتديات . [c1]الشريعة الإسلامية والانترنت.. [/c]فيما قال مسؤول في مكتب الأوقاف والإرشاد في عدن أن استخدام الانترنت مثله كمثل استخدام التلفزيون له سلبياته وإيجابياته لذا عند استخدام هذه التقنية يجب أن تراعى الشريعة الإسلامية والثوابت الأخلاقية فيجب استخدام الانترنت لأسباب البحث العلمي أو الثقافة العامة والمعرفة للغرض الذي أنشئ من اجله ولا يلجأ المستخدم إلى مواقع مخلة بالآداب ويقول مجرد تسلية فمثل هذه المواقع تسقط الأخلاق والقيم وتعرض الشباب الذين هم عماد المستقبل للخطر . لذا يجب أن ينتشر الجانب التوعوي أكثر أولا من قبل الآباء والأمهات في المنزل عبر مراقبه أولادهم والتحاور معهم وتوجيههم وثانيا من خارج المنزل فالمعلمون وخطباء المساجد لهم دور كبير في توجيه هؤلاء الشباب وأخيرا هناك دور الأعلام سواء كان مرئي أو المسموع أو مقروء مثل حوارنا هذا .