[c1]صفاء إبراهيم لقمان[/c]تسعى بلادنا جاهدة للحاق بركب العالم الذي يعمل بجد واجتهاد في سبيل تقدمه وازدهاره، ولا يبني أحلاماً في الهواء بالأماني والتمني.وخلق عملية تنمية حقيقية على طريق التطور والتقدم تنشدها الدول بالحرص على ممتلكاتها وثرواتها ومقدراتها من الأموال والرجال.إنهم يعملون يا سادة بحديث الرسول الذي بين أيدينا ولا نعمل به: “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” .. كما أن الإتقان في العمل هو من شرعنا الحنيف.وعليه ، لا تتحقق التنمية المنشودة إلا بالعمل الجاد الذي يثمر عن كفاءات مهنية غير متدنية وما تطلبه هذه الكفاءات من شروط لتحقيقها.ولن ندخل في سراديب مغلقة، ودهاليز ملتوية، ولن ننظر إلى العالم المتقدم من حولنا ونقول هاكم الدول المتقدمة خذوا منها الدروس والعبر. لا يا سادة لن نفعل ذلك .. فعندنا نحن في حضارتنا وتاريخنا ما يكفي لمن اراد أن يعتبر، ولا يكفي التباكي على الماضي التليد، فأمامنا عهد وليد.ولنأخذ مثلاً بسيطاً واضحاً جلياً .. الكفاءات المهنية والعمل الجاد والإتقان كلها مطلوبة للتنمية وللرقي .. تعالوا معي في جولة قصيرة في شوارع عدن.لقد رصدت الدولة ومازالت ترصد وتصرف الملايين من الريالات من أجل مشاريع استراتيجية واحدى هذه المشاريع تعبيد وتأهيل الطرقات.فهذا الطريق من جولة طريق (عدن ـ تعز) ويذهب باتجاه حديقة الملاهي ومدرسة زينب علي قاسم الثانوية للبنات إلى بريد دار سعد.هذا الطريق لم تمر عليه فترة بسيطة لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة بل اقل وقد أهترأ ، والآن يعاد تأهيله مرة ثانية ومازال العمل لم يكتمل بعد فيه .. وهذا طريق شارع الفقيد محمد سعد عبدالله الذي يمر بمستشفى الوحدة ومستشفى الأمراض النفسية إلى بريد الشيخ عثمان .. بدأت التشققات فيه تظهر ومنذ فترة .. وهذا الطريق صرفت عليه الملايين كما هو الحال مع الطريق السابق ذكره .. ملايين صرفت هل هذه أمور تجعلنا نتحدث عن تنمية قادمة حقيقية.فمثل هذه المشاريع الحيوية تصرف من أجلها الملايين من أجل أن يكون الاستحقاق في استخدامها لعشرات السنين كما أعرف ويعرف الكثيرون ذلك. ولا أقول مئات السنين.هذه هي جولتي القصيرة والقصيرة جداً معكم في بعض طرقات عدن.ولكني أدعوكم أن تذهبوا بأنفسكم في جولة أخرى تصاحبكم فيها السلامة.واقترح عليكم أن تذهبوا إلى الجولات أبدأوا بجولة كالتكس والطريق البحري ـ خط رئيسي وهام ـ أنظروا إلى حال الطريق وخاصة في طريق العودة إلى الشيخ عثمان بعد الجسر مباشرة ، تشققات بل وحفر أجارنا الله من شرها.ثم أذهبوا إلى جولة المعلا المتعرجة نعم إنها متعرجة، سترون بأنفسكم ، ومنها إلى جولة العقبة ستجدون بالتأكيد جولة بدأت تهتري . ومنها باتجاه الشيخ إسحاق ستمرون على طريق تتأكل.وإذا واصلتم جولتكم فستجدون طرقاً يتم فيها الحفر لبعض المشاريع الأخرى مثل مد أنابيب لأعمدة النور وغيرها من الأعمال ولا يعاد ردم هذه الحفر وتظل لفترات طويلة وكأنها ليست مسؤولية أحد، وتجدون ذلك واضحاً في الطريق إلى البريقة.والغريب في الأمر وكأن أحداً لا يمر من هذه الطرقات ممن يهمه الأمر.التنمية والتطور والتقدم لا يتم هكذا .. وأتمنى لكم طريق السلامة وأنتم ذاهبون إلى طرق أخرى لم أذكرها ومنها طرقات تم تعبيدها وسفلتتها منذ عهد قريب جداً .. أما حيث المناهل على الطرقات فحدث ولا حرج.جملة هناك ملامح واحدة لكل هذه المشاريع التي تم تنفيذها في تأهيل الطرقات وبعد انتهاء العمل تجد طريقاً غير مستوية ، نتؤات .. وكما قال أحدهم “عراديد” ثم تشققات، ثم حفر، وسيحتاج الأمر إلى إعادة السفلتة .. تم تنفيذ الأعمال، وتم صرف الأموال.تفكروا معي كم هي الملايين التي صرفت ، هل هي عشرات الملايين ، بل أظنها مئات الملايين .. أليس كذلك.فقبل أن أختم أقول لقد استمعت إلى حديث الرئيس بافتتاحه أعمال المؤتمر 17 لوزارة الداخلية ـ واسمحوا لي بهذه العبارة الاعتراضية ـ لقد استوقفني حديثه عن الاستثمار وعن التنمية وأن الرشوة لا تساعد في شيء نعم، لقد صدق الرجل يا هؤلاء.
أخبار متعلقة