الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان هو أول من بدأ بناءها عام77 للهجرة
مقديشو/ متابعات: للوهلة الأولى يخيّل للمتجوّل في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو أنه يزور أطلال مدينة تاريخية، لكنه لا يلبث أن يكتشف أن كل ما يراه على جانبي الطريق ليس سوى ركام مبان دمرتها القذائف ونخرتها طلقات الرصاص وحولتها إلى خراب منذ أن دخلت البلاد في أتون حرب أهلية قبل 16 عاما أكلت الأخضر واليابس ودمرت شبكات الماء والكهرباء والصرف الصحي. السير في أزقة مقديشو ليس نزهة، فمعظم الطرق مدمرة وممتلئة بالحفر، ومعظم السيارات التي تجوبها من ذوات الدفع الرباعي أو ما يشبهها، وتفوح روائح كريهة في بعض المناطق جراء خراب شبكة الصرف الصحي، كما تنتشر بشكل عشوائي بيوت من الصفيح للنازحين بسبب الحروب المتعاقبة، تزيد من تشويه منظر المدينة التي كانت فيما مضى تتبوأ مركزا تجاريا هاما في منطقة القرن الأفريقي لوقوع سواحلها على المحيط الهندي. ويرى مؤرخون أن تاريخ المدينة يعود إلى القرن الثالث الميلادي، وتذكر بعض كتب التاريخ أن أول من بدأ بناءها هو الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وذلك عام 77 للهجرة. وأما اسمها مقديشو فقد تعددت فيه الروايات والمعاني، لكن أكثر تلك الروايات شيوعا تقول إنها محرفة عن كلمتي “مقعد شاه” أي كرسي الملك، إشارة إلى المكان الذي اتخذه الحاكم الفارسي مقرا لحكمه عندما حكم الفرس المدينة أوائل القرن السادس الهجري. ومنذ اندلاع الحرب الأهلية عام 1991 لم يقطع سكان العاصمة الصومالية الأمل في إعادة مدينتهم إلى سابق عهدها. وبعد ان تصمت أصوات المدافع وفوهات البنادق واستقرار الأوضاع الأمنية في المدينة يتوقع السكان ان تعود المدينة لسابق عهدها. المهندس عبد الرشيد محمد أحمد مدير شركة شرق أفريقيا للهندسة المعاصرة (EAMECO) التي تضم إحدى عشرة شركة للمقاولة والبناء تعمل في مقديشو كشف عن أن شركته والشركات الأخرى بدأت بوضع خطط ودراسات لإعادة إعمار وبناء وترميم المدارس والجامعات والمساجد والطرق وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وتعتمد تلك الدراسات على الخرائط القديمة للدولة. وقد قدمت قبل بضعة أيام خططا ودراسات لثلاثة مشاريع يتعلق الأول منها بالطرق والثاني بالمدارس والثالث بالمياه بناء وعود الدعم لتلك المشاريع من الهيئات والدول المانحة بعد استقرار الوضع في البلاد. وبخصوص الزمن الذي قد تستغرقه عملية إعادة الإعمار، وإرجاع المدينة إلى سابق عهدها إبان حكم سياد بري على الاقل أشار المهندس عبد الرشيد إلى أن هذه العلمية قد تستغرق ما بين ثلاث وخمس سنوات، موضحا أن ذلك رهن باستمرار استقرار الوضع الأمني وتوفر الدعم المالي اللازم. وطبقا لتقديرات أولية تحتاج مشاريع ترميم الطرق إلى نحو 60 مليون دولار أميركي لإعادة رصف نحو 300 كلم من الطرق في أنحاء مقديشو. أما إعادة ترميم المدارس الابتدائية والثانوية البالغ عددها نحو 80 مدرسة في المدينة فتحتاج إلى ما لا يقل عن 20 مليون دولار أميركي. وتقدر تكلفة إعادة إعمار شبكة المياه والصرف الصحي بما لا يقل عن 30 مليون دولار باستثناء مولدات الكهرباء الضخمة المطلوبة لضخ المياه. ويشير المهندس عبد الرشيد إلى أن لجنة الإعمار بصدد إعداد دراسة لإعادة ترميم المستشفيات المدمرة والأماكن الصحية ووضع مخططات لإعادة إعمار المباني الحكومية المدمرة التي تشكل 40% من مباني العاصمة. كما تدرس خططا لإعادة بناء شبكة الكهرباء، حيث يعتمد سكان العاصمة الصومالية حاليا على مولدات صغيرة للحصول على الكهرباء.