عندما تواجه اليونان على ملعب «بيتر موكويبا ستاديوم»
منتخب الأرجنتين
كايب تاون / 14 اكتوبر / متابعات :يطمح المنتخب الأرجنتيني إلى حسم تأهله إلى الدور الثاني من مونديال جنوب أفريقيا 2010 بعلامة كاملة عندما يواجه اليونان اليوم الثلاثاء على ملعب «بيتر موكويبا ستاديوم» في بولوكواني ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية، لكن أبطال أوروبا 2004 لن يلقوا السلاح بسهولة بل سيقاتلون بشراسة لحجز بطاقتهم إلى الدور الثاني على أمل أن تصب نتيجة مواجهة كوريا الجنوبية ونيجيريا في مصلحتهم.ويمكن القول إن المنتخب الأرجنتيني بقيادة الأسطورة دييغو مارادونا كان أفضل المنتخبات على الإطلاق في الجولتين الأوليين من نهائيات النسخة التاسعة عشرة، حيث فاز على نيجيريا 1 -صفر في مباراة سيطر عليها بشكل كامل وحصل فيها على الكثير من الفرص، ثم تخطى عقبة كوريا الجنوبية 1-4 بفضل ثلاثية من مهاجم ريال مدريد الإسباني غونزالو هيغواين.وسيكون «لا ألبي سيليستي»، الباحث عن لقبه الثالث بعد عامي 1978 و1986، بحاجة إلى نقطة من أجل ضمان تأهله إلى الدور الثاني كمتصدر للمجموعة بغض النظر عن نتيجة كوريا الجنوبية ونيجيريا، كما أنه ضمن تأهله «منطقياً» بفضل فارق الأهداف عن منافسيه الثلاثة (+ 4) الذين يتصارعون على البطاقة الثانية.ويتصدر رجال مارادونا المجموعة برصيد 6 نقاط، فيما تحتل كوريا الجنوبية المركز الثاني أمام اليونان ولكل منهما ثلاث نقاط ونفس فارق الأهداف (- 1)، لكن المنتخب الآسيوي يملك أفضلية أنه سجل ثلاثة أهداف فيما سجل نظيره الأوروبي هدفين.وتقبع نيجيريا في المركز الأخير دون نقاط لكنها لا تزال تملك فرصة واقعية جداً للتأهل، لأنها بحاجة للفوز على كوريا الجنوبية بفارق هدف واحد فقط، شرط فوز الأرجنتين على اليونان بأي نسبة من الأهداف، وهو أمر وارد جداً ما سيرفع حدة الإثارة إلى أقصاها في هذه الجولة الحاسمة.ويعرف مارادونا المنتخب اليوناني جيداً، فإلى جانب مشاهدته شريط فيديو المباراتين اللتين خاضهما فريق المدرب الألماني أوتو ريهاغل أمام كوريا الجنوبية (صفر- 2) ونيجيريا (1-2)، فهو لعب ضده خلال نهائيات مونديال الولايات المتحدة عام 1994، وساهم في قيادة منتخب «التانغو» للفوز برباعية نظيفة بعد تسجيله هدفاً، فيما كانت الأهداف الثلاثة الأخرى من نصيب غابرييل باتيستوتا.
منتخب اليونان
لكن مارادونا يأمل أن تكون الأيام المقبلة أفضل من تلك التي اختبرها بعد الفوز على اليونانيين قبل 16 عاماً لأنه استبعد حينها من البطولة بسبب تناوله المنشطات، وهو لا يريد حالياً حتى التفكير بالأيام المقبلة أو بالمنافس المحتمل لمنتخب بلاده (من المجموعة الأولى) في الدور الثاني وهو قال بهذا الصدد: «رأينا فريقي يلعب، قمنا بتقييم اللاعبين، وألقينا نظرة عما ينتظرنا. نريد أن نسير على هذا المسار، لا نريد التفكير كثيراً بهوية المنافسين المحتلمين أو الفرق التي يمكن أن نواجهها في المراحل المقبلة».وكان مارادونا واجه الكثير من الانتقادات بعد استلامه مهام الإشراف على المنتخب بدلاً من ألفيو بازيلي، خصوصاً بعد التأهل بشق الأنفس إلى النهائيات حيث احتاج رجاله للفوز على الأوروغواي في الجولة الأخيرة من تصفيات أميركا الجنوبية لكي يحصلوا على بطاقة التأهل المباشر، لكنه نجح في إسكات المنتقدين تماماً في مستهل المشوار المونديالي الأول على الأراضي الأفريقية، وهو يأمل أن يواصل المسار حتى 11 تموز/يوليو ليرفع الكأس للمرة الثانية لكن هذه المرة كمدرب بعد أن توج بها كلاعب عام 1986.«لا أعلم إلى أي حد وصلت في عملية تطوري كمدرب»، هذا ما قاله مارادونا بعد الفوز على كوريا الجنوبية، مضيفاً: «لطالما كنت موجوداً لمساعدة اللاعبين وإرشادهم. لقد تعلمت الكثير في الأعوام الطويلة، إذا كان هذا الأمر يعني أنني تطورت كمدرب فعلى اللاعبين قول ذلك وليس أنا. لكن إذا كنت تملك فريقاً رائعاً مثل هذا، فالأمور تكون سهلة».وفي المعسكر الآخر، تسعى اليونان إلى إعادة مارادونا ولاعبيه إلى أرض الواقع وأن تضيف فوزاً آخر إلى ذلك التاريخي الذي حققته في الجولة السابقة على نيجيريا لأنه كان الأول لها في النهائيات بعد أن خسرت المباريات الثلاث التي خاضتها في مشاركتها الأولى عام 1994 دون أن تسجل أي هدف في مجموعة ضمتها أيضاً إلى الأرجنتين ونيجيريا أيضاً، ثم خسرت في الجولة الأولى من النسخة الحالية أمام كوريا الجنوبية (صفر- 2).لكن ريهاغل الذي كان مهندس الانتصار الأوروبي المفاجئ عام 2004 بدا متشائماً من قدرة اليونانيين على إسقاط مارادونا ومنتخبه، وقال بهذا الصدد: «الأرجنتين فريق من الطراز الرفيع جداً ويتفوق علينا بفارق شاسع. سيكون أفضل منا بشكل واضح وعلينا أن نرى كيف نتعامل معه. جميعنا نعلم أن المنتخب الأرجنتيني يملك إمكانيات مذهلة لكننا سعداء لحصولنا على فرصة المنافسة على التأهل».وسيكون التعادل كافياً لليونان من أجل التأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها، شرط فوز نيجيريا على كوريا الجنوبية في دوربن، وإلا سيكون على أبطال أوروبا الفوز على الأرجنتين وانتظار حسابات فارق الأهداف مع الأخيرة وكوريا الجنوبية، مع أفضلية كبيرة لمارادونا ورجاله.وعلق ديميتريس سالبينغيديس الذي كان صاحب الهدف التاريخي الأول لبلاده خلال مباراتها مع نيجيريا، على وضع فريقه قائلاً: «تعلمنا كثيراً من أخطائنا ضد الكوريين ولا نزال نملك فرصة التأهل. سنقدم كل ما لدينا أمام الأرجنتين التي تعتبر من أفضل المنتخبات المرشحة للفوز باللقب، وهي تضم بعض أفضل اللاعبين في العالم. ما يجب أن نفعله هو أن نلعب كرة القدم وحسب، 11 لاعباً ضد 11، بكل سهولة».