مدير فرع المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بحضرموت لـ « 14 اكتوبر » :
التقاه/ حافظ فؤاد :تعتبر اليمن بشكل عام وحضرموت على وجه الخصوص من المناطق الملوثة بالألغام المضادة للأفراد والمركبات والمتفجرات من مخلفات الحرب والقذائف غير المتفجرة وذلك نتيجة للصراعات المتعددة بما في ذلك حرب 1962 - 1975 في الشمال بين الملكيين والجمهوريين ، وحرب الاستقلال 1967-1963 في الجنوب، وحرب 1970 - 1983 ضد العصابات اليسارية لحرب العصابات ، وكذلك حرب المنشقين في 1994 حيث تم وضع أغلبية الألغام الأرضية في المناطق الحدودية بين شمال وجنوب اليمن قبل الوحدة وتعد محافظة حضرموت من أكثر المحافظات تأثرا بالألغام حيث أنها تحتوي على 42 % من الأراضي المشتبة في كونها ملوثة تلويثاً كاملاً بالألغام. وقد أثرت هذه الألغام على البنية التحتية ما تسبب في حرمان الكثير من فرص اقتصادية واستثمارية كبيرة كما أنها تؤثر بشكل مباشر على انخفاض مساحة الأراضي الزراعية والسكنية وكثيراً ما تتسبب في وفاة أو إعاقة المزارعين والرعاة والذين غالبيتهم من الأطفال وفقدان الكثير من الثروة الحيوانية كالإبل والأغنام وغيرها. وللمزيد من التوضيح حول مكافحة الألغام في محافظة حضرموت التقت «14اكتوبر» مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بحضرموت العقيد ركن/ حسن علي سيف عبد الله والذي تحدث إلينا قائلاً: بداية أرحب بمندوب صحيفة 14اكتوبر وجميع الجهات القائمة على الصحيفة وأشكرهم على الحرص الشديد على متابعة مجريات الأمور والأحداث والفعاليات التي شهدتها مختلف قطاعات الجمهورية. كما هو الحال باهتمام الحكومة بالجانب الإنساني والمتمثل في اجتثاث وتطهير مخلفات الحروب المدمرة التي شهدها الساحة اليمنية منذ ما قبل قيام الثورة وما نتج عنها أو الناجمة عن الحروب السياسية والأيدلوجية والتي كان أبرزها ما خلفته آثار الحرب المدمرة فتنة صيف 94م. ونتيجة إلى الآثار السيئة على البشر والآليات والحيوان وما خلفتها الألغام من مآسٍ وضحايا ما بين إعاقات سواء من بشر أوحيوانات وبالذات الإبل ومن هذا المنطلق يأتي إنشاء البرنامج التنفيذي للتعامل مع الألغام للقضاء على الآثار المدمرة وليس من باب الصدفة، كما أن البرنامج أتى بدعم إنساني من الدول الداعمة له وفي مقدمة هذه الدول المملكة العربية السعودية وعمان وقطر والبحرين وكذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والنمسا واليابان وغيرها، ويعتبر هذا البرنامج ناجح بشكل كبير وقد حقق الكثير من الانجازات في ظل القيادة الحكيمة ممثلة بفخامة الأخ/ علي عبد الله صالح حفظه الله. [c1]الإحصائيات[/c]بالنسبة للإحصائيات لا توجد أي إحصائية دقيقة بسبب عدم وصول أي بلاغات في مختلف مديريات محافظة حضرموت والمهرة فما وصلنا إلى الآن 28 قتيلاً بسبب الألغام و360 راساً من الإبل وهذا في عموم المحافظة، ونستغل هذه الفرصة عبر صحيفتكم الغراء لدعوة كافة الجهات التنفيذية والأمنية في هذه المديريات إيفاء فرع المركز بالمعلومات الدقيقة عن المعاقين حركياً والناجم عن مخلفات الحرب وكذا ندعو أي معاق بسبب الألغام للحضور إلى قيادة فرع المركز مزوداً بالتقارير الطبية كي يتمكن الفرع من تقديم التسهيلات له من زراعة أطراف صناعية وغيرها وذلك على حساب المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام. [c1]خطط وإستراتيجيات [/c]المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام مسؤول عن تنفيذ الخطط والسياسات التي وافقت عليها اللجنة الوطنية لمكافحة الألغام ومقرها بالعاصمة صنعاء ويستخدم المركز نظام إدارة المعلومات لمكافحة الألغام في إدارة بيانات مكافحة الألغام والذي من المتوقع أن تستكمل النسخة الرابعة للنظام خلال الأيام القليلة القادمة، أما بالنسبة للخطط المستقبلية حقيقة بدء البرنامج عمله على ثلاث مراحل وهي ما يسمى بالفحص الأول والثاني والثالث أو المسح منذ عام 2004م وفقاً لخطط البرنامج حيث تم حتى الآن تطهير الشريط الساحلي في محافظة حضرموت ابتداء من جول الهناء على الساحل وانتهاء بكود باطاهر إلى منطقة الغيل والتي فيها أكثر من 12 حقلاً مزروعة في هذه المنطقة وتم تطهيرها عدا بعض الأماكن لا زلنا طور العمل فيها ، لدينا خطط مستقبلية كثيرة منها حصر كافة الأضرار البشرية سواء الوفيات أو معوقين الناجمة عن مخلفات حرب صيف 94م في إطار المنطقة الشرقية وما زالت أعمال المسح والكشف عن الألغام جارية على طول الشريط الصحراوي والكثير من الفرق تمارس عملها على أكمل وجه سواء الفرق التابعة لفرع حضرموت أو فرق أخرى من فرع عدن ومن قيادة المركز التنفيذي بصنعاء، كما توجد لدى الفرع سرية لنزع الألغام والتي تم تأهيلها وتدريبها على كيفية التعامل مع هذه المخلفات. ويجري العمل حالياً في منطقة الصافق وفتحة وادي دهر وغيرها من المناطق. [c1]تأثير المنخفض الجوي على سير العمل[/c]بالنسبة لتأثير الأمطار والسيول الأخيرة التي شهدتها المحافظة فقد تسببت بالفعل في أضرار كبيرة جداً خاصة في مناطق وادي حضرموت وأثرت هذه السيول على عمل المركز بشكل سلبي جداً وجعلتنا نبدأ العمل من جديد لأنها جرفت الألغام من المناطق التي تم مسحها إلى مناطق أخرى، لذلك لا بد من إعادة العمل في أماكن كثيرة وخاصة أماكن جريان السيول ونحن نعمل على ذلك خلال هذه الأيام. ويتركز جل نشاطنا حالياً في المناطق المأهولة بالسكان والمناطق الزراعية ومناطق التحرك المستمر كالطرقات ومناطق الاستكشافات والتنقيب وغيرها. [c1]تعاون السلطة المحلية[/c]الحمد لله هناك تعاون كبير بين البرنامج والسلطة المحلية في حضرموت ونحن نقدر كل الجهود القائمة لإنجاح عمل البرنامج ونتمنى المزيد من التعاون حتى يتم تطهير جميع أراضي حضرموت إن شاء الله. [c1]صعوبات ومتطلبات [/c]حقيقة هناك العديد الصعوبات التي تواجهنا خاصة في محافظة حضرموت مثل بعض المناطق التي فيها رمال متحركة ما يؤدي إلى دفن الألغام إلى عمق يصل إلى أكثر من مترين مما يجعل مسحها صعباً جداً لعدم وجود الأجهزة التي تكتشفها في هذا العمق وكذلك الأحوال الجوية لها دور في صعوبة العمل. ونطلب ونهيب بكل المسؤولين والمعنيين والمواطنين في كل المديريات في محافظتي حضرموت والمهرة بذل المزيد من التعاون بإبلاغنا عن أي مشبوهات أو آثار أو أضرار ناجمة عن الألغام وفي حالة عدم التمكن من الوصول إلي مقر المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام يمكن إبلاغ أي مركز حكومي بهذه الأضرار، كما نهيب بكل الأخوة دعمهم لهذا البرنامج بما لديهم من وسائل لنتمكن من إنهاء هذا المخلفات وبصورة نهائية إن شاء الله. [c1]كلمة أخيرة[/c]أكرر الدعوة مرة أخرى لجميع الجهات الأمنية والتنفيذية والمواطنين إيفاء فرع المركز بالمعلومات الدقيقة عن أي حالة تعرضت لأي خطر ناجم عن الألغام سواء وفاة أو إعاقة إنسان أو حيوان ليتمكن المركز من مساعدة هذه الحالات والتخلص مما تبقى من متفجرات موجودة.... ومرة أخرى أتوجه بالشكر الجزيل لصحيفة 14اكتوبر ولكافة العاملين في هذه الصحيفة المشهود لها بالنجاح.