صباح الخير
في مناسبة وطنية هي 30 نوفمبر عيد الاستقلال الذي تم في عام 1967م تكون هذه المناسبة عمرها اليوم (41) عاماً، وهي جزء من نسيج الوطن الذي توحد وتوج وحدته في هذا التاريخ من عام 1989م لتكتمل الفرحة وتشمخ الثورة، بل الثورتان المجيدتان اللتان حققتا للوطن عزته وكرامته بعد انتزاع حريته التامةوغير المنقوصة..اليوم.. الثلاثون من نوفمبر .. يوم ليس ككل الأيام لأن له نكهة خاصة في مسار وطني كبير ننعم في ظله اليوم بحرية لا مثيل لها البتة .. كيف لا وقد عشنا فترات من العهود الإمامية والاستعمارية التي كان لها نهاية في عامين متتاليين (62م/1963م) صمم عليها شعبنا لتغيير مجرى الحياة التي سارت ما بين انتصارات وانتكاسات لكنها في الأخير أسست لمدماك متين على أساسه يقام هيكل الثورة المتين الذي لا تتزعزع بناه وأركانه أبداً.اليوم.. نحن في عدن التي شهدت ميلاد الاستقلال عام 1967م وشهدت أيضاً رفع علم الوحدة عام 1990م، نكون قد عشنا الفرح فرحين والعيد عيدين، لأننا لامسنا ذلك عن قرب وعشنا فترة ما قبل الاستقلال التي كان لها ما لها وعليها ما عليها، ولا يمكن تجاوزها مهما كانت المبررات المنطقية.. فلكل زمان ومكان ما يجعلهما في الذاكرة دائماً وأبداً، ولا يبرز الجديد إلا على أنقاض القديم .. وهكذا الحال، ودواليك تسير الأمور!الثلاثون من نوفمبر عيد الاستقلال الذي يسميه البعض جلاء، وهذا نطق مغلوط، فالجلاء تم في منتصف ليل الـ 30 من نوفمبر عندما غادر آخر جندي بريطاني من القاعدة البريطانية الجوية حاملاً علم بلاده من على السارية في خورمكسر لتشهد عدن فجراً خالياً من الانجليز وليشهد الناس علم دولة جديدة انتزعت استقلالها عنوة، وهو الذي كان مخططاً له في فبراير عام 1968م ليصبح جلاءً.لقد عاجل الثوار بضرباتهم مواقع المستعمر حتى أنهكت قواه، وقرر ترك المدينة ليلاً تاركاً بعض وحداته وجنوده وسفنه وطائراته لتلحق به بعد رفع العلم الوطني الجديد للجمهورية الوليدة في 30 نوفمبر 1967م.نوفمبر.. ونوفمبر.. مناسبتان عظيمتان أسستا لفجر يوم جديد أجمل وأشمل، ولمشهد لم يحدث في أي وطن سوى وطننا الغالي.ونحن نحتفي بهذا العيد الـ 41 نحني الهامات للثوار والشهداء الذين حققوا النصر وللقيادات التي قادت البلاد إلى النصر، والتي واصلت النضال حتى يوم تحقيق الوحدة لهذا الوطن الغالي عام 1990م.