منبر التراث
[c1]مع دخول القوات الإنجليزية[/c]عند دخول القوات الإنجليزية لمدينة عدن سنة 1839م ، دخلت إلى المدينة وأهلها كلمات جديدة إلى قاموس لهجتها لم تكن معروفة من قبل ، وصارت مع الأيام ، والشهور ، والسنون من الكلمات المتداولة أو جزء لا يتجزأ من نسيج الكلمات الدارجة في عدن , ولكن مع تغير الأوضاع السياسية في عدن تلاشت تلك الكلمات الدارجة من قاموس أهل عدن . ومن تلك الكلمات الدارجة المعروفة بين أهل عدن هي كلمة “ كراني “ , وتلك الكلمة الدارجة أو العامة تعني موظف . وتلك الكلمة يعود أصلها إلى الكلمة الإنجليزية وهي ( Clerk ) ومعناه باللغة العربية : كاتب ، موظف مكتب ( كما جاء في قاموس الجزيرة ، إنجليزي ــ عربي , طبعة سنة 2002م ، صادر من دار سلطنة عُمان ) . ويبدو أنه مع الأيام ، والسنين الطويلة تحوير كلمة ( Clerk ) على لسان العامة ، وصارت ( كراني ) . [c1]“ باني هيس “[/c]والحقيقة أنه توجد الكثير من الكلمات الدارجة والعامة التي انتشرت بين أهل عدن عند دخول الإنجليز إلى المدينة ، وكان مع دخول الإنجليز الكثير من الهنود الذين عملوا في خدمة القوات الإنجليزية و مكثوا واستقروا في مستعمرة عدن ، وصاروا مع السنين جزء لا يتجزأ حياة عدن الاجتماعي ومن بين تلك الكلمات الدارجة والتي كانت مشهورة بين الناس وخاصة العامة منهم هي كلمة مركبة من كلمتين ، الكلمة الأولى هي ( باني ) , والكلمة الثانية ( هيس ) ولو جمعناهما ، فنقول ( باني هيس ) ومعناها الماء البارد ، كلمة ( باني ) تعني بالغة الهندية ( ماء ) وكلمة ( هيس ) تعني بالإنجليزية ( بارد ) وفضلاً عن ذلك هناك الكثير من الكلمات الدارجة الهندية التي كانت معروفة ومشهورة ومتداولة بين الناس .[c1]من التراث[/c]وهناك أيضاً الكثير من الكلمات التي تلاشت من قاموس لهجتنا العامة ، وصارت من التراث - كما قلنا سابقاً - ، ولكن هذا التراث يعتبر من تاريخنا الثقافي الذي ينبغي أن نسلط الأضواء عليه ، وننفض عنه الغبار فاللهجات العامة الدارجة تشي بكثير عن تاريخ حياتنا الاجتماعي الذي مازال الكثير منه يلفه الغموض الكثيف . ولا نذهب بعيدًا إذا قلنا أنّ في مناطق ريفنا اليمني الكثير من الأمثال الشعبية التي تعود أصولها إلى اللغة اليمنية القديمة والتي هي من اللغات السامية التي كانت سائدة ومعروفة في التاريخ الموغل في القدم . وهذا ما أكده الأستاذ الدكتور علي صالح الخلاقي في كتابه القيم ( الشائع من أمثال يافع ) والذي مازال الكثير منها حتى هذه الساعة متداولة في يافع والمناطق المجاورة لها . [c1]مع المؤسسات الثقافية [/c]وكيفما كان الأمر ، نقترح على المؤسسات الثقافية والعلمية كوزارة الثقافة ، وجامعاتنا العمل على جمع اللهجات العامة الدارجة وشرحها ، وتفسيرها ، والبحث عن أصولها وبذلك نحافظ على تراث لهجاتنا الدارجة العامية التي انقرضت بفعل عوامل إيقاع الحياة الحديثة التي دخلت هي أيضاً في مفردات قاموس لهجاتنا الحالية . فلهجاتنا القديمة التي توارت وراء حجب الأوضاع السياسية والاجتماعية الجديدة التي طرأت على مختلف نواح حياتنا . يجب بل ويتوجب الحفاظ والعناية الكبيرين بها لكونها من نسيج تراث الأمة الثقافي والتي تدخل في صميم تاريخنا الاجتماعي . فهل في الإمكان تحقيق ذلك المقترح ؟ .