البيئة النفسية
مواهب با معبدظهر في أواخر العام الماضي مرض فيروسي حاد انتشر انتشاراً جغرافياً خاصاً يشبه انتشار مرض الملاريا ويدعى هذا المرض بمرض (حمى الضنك) وكان انتشار هذا المرض بداية هذا العام وكأنه موجة وبائية فيروسية في بعض محافظات الجمهورية.. وحمى الضنك جزء من منظومة فيروسية تسمى الحمى النزفية الفيروسية وهي مجموعة أمراض تشترك فيما بينها بأعراض وعلامات منها الحمى والتعب وفقدان الشهية والإعياء وفي الحالات الشديدة قد يصاب المريض بالنزيف الظاهر أو الباطن وقد يتعرض المصاب بهذا المرض إلى تشنجات أو يدخل في غيبوبة تفضي به إلى فقدان الحياة.حمى الضنك مرض تسببه مجموعة من الفيروسات تسمى فيروسات الضنك التي تنتقل عن طريق البعوض المسمى (aedes) ولا تنتقل العدوى من شخص إلى آخر وإنما تتكاثر هذه البعوضة في المياه المخزونة لأغراض الشرب والسباحة ومياه الأمطار المحجوزة للزراعة أو المتجمعة في الشوارع والطرقات والراكدة والمتبقية في البراميل والإطارات وعند مكيفات الهواء وحول المسابح البحرية.لحمى الضنك شكلان سريريان : الأول بسيط وهو الغالب حيث يشبه الزكام الفيروسي إلى حد كبير في بداياته ثم تشتد الحمى حتى تصل إلى 40 درجة مئوية وفقدان الشهية وأيضاً فقدان الذوق والغثيان والقيء والكسل والطفح الجلدي ويمكن هنا أن تنخفض حرارة الجسم ولكن بعد مرور يوم أو يومين يظهر الطفح الجلدي من جديد وينتشر في جميع الجسم ما عدا الكفين والقدمين وفي اللحظة التي يظهر فيها هذا الطفح الثاني ترتفع الحمى من جديد لتعطي ما يسمى بالحمى ثنائية الأطوار التي تستمر عدة أيام ثم تنخفض من جديد ليدخل الطفل أو الشخص المريض في مرحلة الوهن أو الكآبة. أما الشكل الثاني من حمى الضنك فهو الشكل النزفي وهو مرض خطير وربما قاتل وتسببه نفس فيروسات الضنك أيضاً إلا أنه لا يحصل في الإصابة الأولى للفيروس بل يغلب أن يكون في إصابات ثانية لنفس الفيروس أو بعد إصابة بفيروسات ضنك جديدة ويجب أن ننتبه للموجات الوبائية القادمة التي تكون أكثر خطورة من الموجة الأولى التي تكثر فيها حالات النزيف المميت فلقد سجلت لنا الذاكرة الطبية التاريخية حصول موجة وبائية لحمى الضنك النزفية في كوبا لسنة 1981م حيث راح ضحيتها المئات ولما دقق الأطباء في الأمر تبين لهم أن وباء 1981م القاتل الذي تسبب به فيروس الضنك من نوع dengue2 كان قد سبقه وباء خفيف لفيروس dengue1 في عام 1977م حيث يتطور لدى المريض صدمة ونزيف بشكل سريع ومفاجئ. أول هذه العلامات التي تظهر على المصاب بحمى الضنك أن الأطراف تكون باردة ورطبة بينما وسط المريض حار، والوجه متورد، مع تعرق المريض وألم في منطقة الشرسوف، وأيضاً تظهر علامات غضب مثل تهيج وقلق وعدم ارتياح. إما التدهور المفضي إلى الموت لا سمح الله وذلك حتمي إذا حدث نزيف دماغي خطير، أو التحسن والشفاء بإذن الله وهنا يأتي دور الطبيب المخلص والشاطر فيجب عليه أن يتدخل في الوقت المناسب ببعض اللمسات الذكية وينقذ روحاً بشرية. من أهم أعراضه ارتفاع في درجة الحرارة والسبب في ذلك هو نوع من الفيروسات الخاصة من مجموعة flavividea وهو ينتقل إلى الإنسان عبر نوع خاص من البعوض يسمى aedes وأيضاً صداع شديد وآلام مفصلية وعضلية وطفح جلدي أحمر لامع وهذا ينتشر بداية في الأطراف السفلية والصدر ومن ثم في جميع أنحاء الجسم وقد يكون هناك أعراض هضمية مثلاً كألم بالبطن وغثيان وقيء وإسهال، وفي بعض الحالات تكون الأعراض بسيطة وعدم ظهور الطفح الجلدي وقد يؤدي بالشخص إلى الإصابة بالرشح أو الزكام أو التهاب فيروسي في الجهاز التنفسي العلوي. أما عن الأشخاص المعرضين للمرض وكيف يصابون بالمرض فعلى الرغم من إمكانية حدوثه وانتقاله في أي مكان في العالم إلا أنه أكثر انتشاراً في المناطق الاستوائية ومناطق الشرق الأقصى ولا ينتقل الفيروس من شخص إلى آخر مباشرة وبسهولة وإنما ينتقل الفيروس عبر البعوض من الشخص المصاب إلى الشخص السليم، ويبقى الفيروس داخل البعوضة فترة طويلة وبذلك تستطيع نقل المرض إلى عدد كبير.أول النصائح الوقائية من الإصابة بمرض حمى الضنك هي أن علينا إزالة أماكن توالد وتكاثر البعوض الناقل للفيروس، وأيضاً التغطية المحكمة لخزانات المياه، وعدم تخزين المياه في أوعية مكشوفة، وعلينا أيضاً إزالة المياه الراكدة، واستخدام طارد الحشرات من المنزل، واستخدام الناموسيات، وتأمين نوافذ وأبواب المنازل وهنا من أجل الوقاية من لدغات البعوض وتكاثرها في المنزل، تبليغ السلطات المحلية عن وجود أي حالة، والتعاون معها لإعطائها المعلومات الصحيحة الصحية من قبل فريق المكافحة لعمل الإجراءات اللازمة ورش منزل الشخص المصاب وأيضاً المنازل المجاورة.