باريس / 14 أكتوبر / رويترز :قال محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية نشرت في عدد أمس الاثنين إن إيران بحاجة لما بين ثلاثة وثمانية أعوام لتصنيع قنبلة نووية. وتابع "لا يمكنني أن أحكم على نواياهم ولكن بافتراض أن إيران تعتزم تصنيع قنبلة نووية فهي ستكون بحاجة إلى ما بين ثلاثة وثمانية أعوام أخرى لكي تنجح في ذلك. "كل أجهزة المخابرات تتفق على ذلك." وطالب البرادعي بعدم اللجوء إلى القوة العسكرية إلا إذا فشلت كل الخيارات الدبلوماسية قائلا ان هناك الكثير من الوقت أمام الدبلوماسية والعقوبات والحوار والحوافز حتى تأتي بثمارها. وقال البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام "أريد ان أبعد الناس عن فكرة ان إيران ستشكل خطرا من الغد وإننا نواجه من الآن مسألة ان نقصف إيران أو ان نسمح لها بامتلاك قنبلة. "لم نصل على الإطلاق إلى هذا الموقف. العراق مثال واضح على ان استخدام القوة يفاقم المشكلة لا يحلها." في سياق أخر قالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء ان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أبلغ نظيره الفرنسي في رسالة نشرت أمس الاثنين ان إيران لن تتخلى عن حقها في التكنولوجيا النووية بغض النظر عن التهديد بفرض مزيد من العقوبات. وتضغط فرنسا التي شددت من لهجتها إزاء إيران منذ تولي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السلطة في مايو ليفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات أكثر صرامة على إيران في الوقت الذي تتفاوض فيه في الأمم المتحدة بشأن فرض مجموعة ثالثة من العقوبات على طهران. وكتب متكي في رسالة لبرنار كوشنر وزير الخارجية الفرنسي نشرتها وكالة الطلبة يقول "إيران لن تسمح بقمع حقها في التكنولوجيا النووية من خلال استخدام أدوات مثل مجلس الأمن والعقوبات الاقتصادية وتهديدات أخرى لا يمكن ان تحرم أمتنا أو حكومتنا من قرارها ولو للحظة." ومضى يقول "القيام بتحركات وفرض عقوبات منفردة على الدول هو غير مشروع ويشكل انتهاكا واضحا لميثاق الأمم المتحدة...كما انه يتناقض مع التزامهم بحسم المسألة من خلال الدبلوماسية." وأضاف "لا يمكنكم الحديث عن الحوار وفي الوقت نفسه تمضون على طريق الضغوط والتهديد." واتفقت القوى الكبرى على تعليق فرض مزيد من العقوبات على إيران حتى نوفمبر على الأقل لمعرفة ما إذا كانت طهران تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لشرح أهدافها النووية والى ان يقدم خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي تقريرا في هذا الصدد. ويتهم الغرب إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية وهو ما تنفيه إيران التي تقول أنها تحتاج إلى التكنولوجيا النووية لتوليد الكهرباء والحفاظ على احتياطيها من النفط والغاز لأغراض التصدير.