عدن/ سبأ :بدأت أمس في جامعة عدن فعاليات مهرجان الأدب اليمني السادس الذي ينظمه على مدى ثلاثة أيام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بمناسبة الذكرى الـ37 لتأسيس الاتحاد ويوم الأديب والكاتب اليمني والذي سيتم خلاله تكريم 74 أديبا من نجوم الفكر والثقافة والأدب اليمني والمؤسسين للاتحاد.وفي المهرجان الذي أطلق على دورته لهذا العام "دورة الشاعر لطفي جعفر أمان" ألقى مستشار رئيس الجمهورية عبد القادر باجمال كلمة هنأ فيها المكرمين في هذا المهرجان من مؤسسي الاتحاد العام للأدباء والكتاب اليمنيين بهذه المناسبة.وقال باجمال " أيها المجتمعون في هذا المكان من الأدباء والكتاب الذين تجلت فيكم جميعا روح الوحدة وفكر الوحدة وأمل الوحدة وتجتمعون في هذه القاعة التي أطلق عليها قاعة أبن خلدون ذلك الكاتب والمؤرخ والمفكر اليمني العظيم عبد الرحمن أبن خلدون الذي أسس بدرجة أساسية علم الاجتماع وبدون علم الاجتماع لن يكون هناك أدب ولا فكر ولا عقل ناضج لأنه ربط بناء الدولة بالمعمار والعصبية إلى أهمية العمران كشرط من شروط بناء الدولة ووجود الاستقرار الفكري والذهني للإنسان لكي يبدع في هذا العالم المتجدد.. معتبراً أن تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب كان سجلا عظيما ورائدا وطليعيا ومبكرا في خطواتنا الأولى إيمانا من الأدباء والكتاب والمثقفين بالوحدة اليمنية المباركة قبل إعادة تحقيقها.وترحم الأخ مستشار رئيس الجمهورية على أرواح المؤسسين لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وفي طليعتهم الأستاذ عمر الجاوي، مؤكدا أنه كان رائدا في العمل الوطني الثقافي والفكر السياسي ومعه في الوقت نفسه رجال طليعيون أخذوا المهمة ومن خلال فكره الوحدوي، اخترقوا بيروقراطية الشطرين وبيروقراطية الحزب والعقلية الشمولية والأمامية والعسكرية غير الناضجة.وقال: " أمس واليوم نقف أمام عدد من الرجال الذين أسسوا الاتحاد نقف أمام تراث وطني وتاريخي كبير وفكري وسياسي وأدبي وثقافي، نقف أمام هذا كله، ولم تكن ثمة إلا كلمة واحدة فقط لكل اليمنيين كلمة واحدة تؤكد وحدويتهم ووحدانيتهم"، مشيرا إلى ان القضية الأساسية التي ينبغي إدراكها إننا اليوم نقف أمام الكلمة الحرة الكلمة الصادقة الكلمة المؤرخة لكياننا ومصائرنا جميعا حاضرا كما كان وكما سيكون .وحيا باجمال في كلمته ما قدمه الأدباء والكتاب اليمنيين من إسهامات في مختلف مراحل مسيرة الاتحاد ونهضة الثقافة والأدب اليمني وما أثروا به الساحة اليمنية من أعمال جليلة في شتى مجالات الأدب والثقافة والفكر ليبقوا خالدين في الذاكرة الوطنية وفخرا لقادم الأجيال. والقى الدكتور عبد الله البار، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كلمة في الحفل أكد فيها على الوجود الظاهر للأدباء والكتاب اليمنيين في تاريخ الحركة الثقافية والأدبية المعاصرة في اليمن،وقال : " لقد كان لمؤسسي هذا الكيان الأدبي دورهم المذكور في تاريخ الحركة الوطنية والدفاع عن الثورة اليمنية والسعي حثيثا نحو تحقيق الوحدة اليمنية حتى رأت دولتها النور في ظل قيادة الأخ علي عبدا لله صالح رئيس الجمهورية صانع الوحدة اليمنية في العصر الحديث".وأضاف "إننا في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين نزهو إذ نقف معكم اليوم لنكرم رجالا عظماء أمكنوا الأجيال اللاحقة من الأدباء وشداة الأدب من ان يكون لهم كيان أدبي ونقابي عظيم اسمه (اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين) ، وهو حدث في ذاته عظيم فما بالك لو علمت أنهم لم يقفوا بصنيعهم عند حدود شعار هذا الاتحاد وكفى فكانوا -إلى ذلك- إرادة فكر وأدب وقادة ثقافة وإبداع".وعبر عن فخر واعتزاز الأمانة العامة للاتحاد أن يكون لها شرف تكريم هؤلاء المبدعين الأفذاذ في كل عام لان في ذلك اعترافا لهم بالفضل.. مشيرا إلى أن العديد من الشخصيات الأدبية والثقافية كان لها الإسهام في تأسيس الاتحاد يوم نشوئه الأول غير أن أسماءهم لم تتضمنها وثائق الاتحاد المطبوعة ولا احتوتها قرارات بعض مؤتمراته. وقال الدكتور البار: لقد عز علينا ألا نرى هذه الأسماء مدرجة في قوائم المؤسسين مثلما صعب علينا ان ندرجها في أسماء المكرمين اليوم لأننا لم ننطلق في عملنا هذا عن هوى إنما اتكأنا على مستند موثوق من وثائق الاتحاد" ، معربا عن أمله في أن يتم تثبيت مبادئ التكريم ليغدو حدثا متسلسلا في تاريخ الاتحاد خاصة والحركة الأدبية والثقافية عامة.وأوضح ان صور التكريم عديدة ومتنوعة ليحرص الإتحاد على الوفاء ببعضها في حدود إمكانياته، داعيا إلى إنشاء جائزة الدولة التقديرية وجائزتها التشجيعية والتأكيد على منح أوسمة الإبداع ومنحها لمن يستحقها من المبدعين ومن هو جدير بها منهم، لافتا إلى انه ليس من ضير على أجهزة الدولة المعنية في ان تدعم مشروعات الأدباء والكتاب الإبداعية بمنح إجازات تفرغ ليتمكنوا من انجاز ما لا يستطيعون انجازه حين تعوقهم صغائر الأمور وعظائمها .وقال الدكتور البار: انه ليس بكثير على الأدباء والكتاب أن يرتقوا إلى هذا المرتقى وليس بقليل على الدولة وهي راعية هذا الشعب كله من أقصى الأرض اليمنية إلى أقصاها ان تمنح هذه الثلة المباركة من الأدباء والكتاب اليمنيين بعض ما يستحقونه من تكريم وتقدير يستوي في ذلك ان يكونوا مؤسسين أم سائرين على الدرب . وأضاف: نحتفي بيوم الأديب والكاتب اليمني في ظلال دولة الوحدة وبهاء اشراقتها لان هذا اليوم حدث وحدوي ووطني وحديث، فهو وحدوي لأنه المؤسسة الوحدوية الأولى في عهد التشطير وهو وطني لأنه ضم في كيانه طوائف من كل إرجاء اليمن وعلى مختلف الرؤى والمواقف وهو حديث لأنه صنع لنا أول منظمة مجتمع مدني حديثة في اليمن.ونوه إلى أهمية إقامة هذا الاحتفال في عدن قائلا : وأنا نقيم هذا الاحتفال ونبتهج به في مدينة عدن وهي مدينة الوحدة لان سكانها من كل بقاع اليمن فما من محافظة ولا قرية إلا وفي عدن من يسكن فيها، ومن عجب ان يتباهى بها كل ساكنيها ولا يرون أنفسهم إلا منها ولا يعرفون إلا بها وحسبك مني مثلا ان أشهر إعلامها هو ابوبكر بن عبدالله العيدروس التريمي الحضرمي ولا يعرف إلا بالعدني، مؤكدا أن الشعب اليمني خلق موحدا ويأبى التشطير والتفريق.وأشاد رئيس الإتحاد بجهود أعضاء اللجنة التحضيرية للمهرجان الذين نسقوا وتمموا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وقال : لولا جهودهم وسعيهم المشكور ما كان لهذا الاحتفال بهذا اليوم ان يكون على صورة مرضية وإذا شابها بعض قصور فلان النقصان من سمة الإنسان وإنما الكمال لله وحده وسبحانه.كما القى رئيس جامعة عدن الدكتور عبد الوهاب راوح كلمة رحب فيها بالأخوة الأدباء والكتاب اليمنيين في مدينة عدن والعاصمة الاقتصادية والتجارية لدولة الوحدة التي دخلت العصر وقادت حركة التنوير والتغيير والتحديث في اليمن، وقال: شكرا على اختيار جامعة عدن مقرا لانعقاد هذا المهرجان وان تكون الجامعة على مستوى الثقة وأمانة المسؤولية فيما يجب عليها نحو إنجاحه والخروج بتحقيق الأغراض التي تم قيامه من أجلها. وأكد الدكتور راوح أن هذا الاتحاد يعتبر أول مؤسسة مدنية في اليمن حيث كان الاتحاد يحمل رسالة الفكر والثقافة والهم الوطني قبل ان يوجد أي نشاط آخر، وقال : إذا كان كثر من الدول اليوم تزين هويتها الوطنية بحدودها السياسية فإن اليمن تأتي حدودها السياسية متينة ومؤسسة على وحدتها الثقافية.واضاف: كانت اليمن ولم تكن حدودها.. ما الذي احتفظ لليمن بيمانيتها واحتفظ للإنسان اليمني بيمانيته غير المشترك الثقافي الذي وحد بين الجميع فجاءت الوحدة تجسيدا لوحدة الإنسان لتلحق الجغرافية بالإنسان، تلك الجغرافيا التي أعيدت هيكلتها في 22 مايو وصوب اليمنيون تاريخهم بعد ان تم تشويه هذا التاريخ بدخول المستعمر، فانتصر الإنسان اليمني لوحدته وإنسانه فتوحد القرار السياسي وتوحد الإنسان في 22 مايو بزعامة موحد اليمن علي عبدالله صالح حفظة الله.من جانبه القى وكيل المحافظة وحيد علي رشيد كلمة في الحفل أستهلها بالترحيب بالحاضرين جميعا وتهنئة الأدباء المكرمين، وقال : يطيب لي باسم محافظ محافظة عدن ان أشارككم اليوم في هذه الاحتفالية الخاصة بالأديب اليمني التي هي جزء من فعاليات يوم الأديب والكاتب اليمني ومهرجان الأدب اليمني السادس ودورة الشاعر لطفي جعفر أمان .وأضاف : يطيب لنا ان نتذكر بكل إجلال وتقدير الدور الريادي الذي لعبه الأديب والكاتب اليمني عبر الكلمة الحرة , كانت شعرا أو نثرا في سفر هذا المشروع الوطني العظيم الوحدة اليمنية التي عشناها ونعيشها بكل حواسنا وجوارحنا".. مشيرا إلى أن المشروع الوطني الكبير يتجلى أمامنا من خلال الانجازات التي تشاهد في المحافظات اليمنية المختلفة ومن خلال هذا الانتصار العظيم الذي صار اليمني من حقه في هذه الأرض الطيبة ان يجول في وطنه من أدناه إلى أقصاه رافعا رأسه.وتابع القول : ان كثيراً من المشاريع اليوم التي تكلف في الأرض بقيمتها المليارات في الخدمات المختلفة كما في الطرق أو في الكهرباء أو كانت في المشاريع الثقافية والأدبية المتعددة هي بحاجه أول ما تكون إلى كلمة صادقة من رجل صادق نستطيع ان نجسد هذه الكلمة بمشروع ينعم من خلاله المواطن اليمني بالخدمات التي يطلبها.كما القى الأديب عبد الرحمن الملاحي كلمة عن المكرمين شكر في مستهلها قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين على هذا المبادرة الطيبة والتي سعد هو وزملاؤه بها لتعد بمثابة تقدير وشكر وعرفان للجهود التي بذلت ويبذلونها في ترسيخ دعائم الاتحاد وركائزه.حضر افتتاح المهرجان الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين هدى ابلان وعدد من مدراء عموم المكاتب التنفيذية وعدد من القناصل بمحافظة عدن والأكاديميين والأساتذة وعدد آخر من الأدباء والكتاب اليمنيين.
|
تقارير
باجمال: الأدباء والكتاب اليمنيون تجلت فيهم جميعا روح الوحدة وأملها وفكرها
أخبار متعلقة