في وقت يستعد لإعلان إستراتيجيته الجديدة في العراق
واشنطن / وكالات : عين الرئيس الاميـركي جورج بوش امس الجمعة مايكـل ماكـونل رئيسا للاستخبارات الوطنية خلفا لجون نيغروبونتي الذي يتولى منصب نائب وزيـرة الخارجية كوندوليزا رايس. وسيصبح الدبلوماسي جون نيغروبونتي نائبا لكوندوليزا رايس في وقت يستعد بوش لإعلان إستراتيجيته الجديدة في العراق الأسبوع المقبل. وامضي نيغروبونتي اقل من عشرين شهرا رئيسا لوكالة الاستخبارات الوطنية. ويتولى مايكل ماكونل المدير السابق لوكالة الأمن القومي المسؤولة عن الاستخبارات الالكترونية، منصب نيغروبونتي على رأس أجهزة الاستخبارات الاميركية.وما زال يتوجب موافقة مجلس الشيوخ على تعيين المسؤولين الاثنين. في ما يلي الشخصيات الرئيسية التي ستشملها التعديلات التي قررها الرئيس الاميركي جورج بوش على فريق مستشاريه ومسؤولي الاستخبارات قبل أيام من إعلان إستراتيجيته الجديدة في العراق: - جون نيغروبونتي: تولى الدبلوماسي المحنك جون نيغروبونتي المعروف برجل المهمات الصعبة رئاسة أجهزة الاستخبارات الاميركية لمدة عشرين شهرا فقط، قبل ان يعود الى عمله الدبلوماسي ليكون المسؤول الثاني في وزارة الخارجية. ومن المتوقع ان يسمي الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة نيغروبونتي نائبا لوزيرة الخارجية الاميركية، في وقت يستعد للاعلان عن إستراتيجية جديدة في العراق. وقد شغل نيغروبونتي في الماضي منصب المندوب الاميركي في الامم المتحدة، ثم السفير في العراق. في ابريل 2005، اصبح اول رئيس لاجهزة الاستخبارات الاميركية مكلفا عميلة التنسيق بين حوالى 15 جهازا ووكالة مدنية وعسكرية، وذلك في اطار محاولة لاعادة تنظيم اجهزة الاستخبارات بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر وحرب العراق. الا ان المهمة كانت صعبة على الارجح حتى بالنسبة الى هذا الرجل المعروف بتكتمه وفاعليته. ولد نيغروبونتي (67 عاما) في لندن من والد ثري من اصل يوناني يعمل في قطاع السفن التجارية. واثبت براعة دبلوماسية خلال فترة ما قبل الحرب على العراق عندما كان سفيرا في الامم المتحدة بين عامي 2001 و2004. وفي الامم المتحدة ذاع صيته بانه دبلوماسي محنك وكتوم. وتكللت مفاوضاته حول قرار اول بشان العراق (1441) تم تبنيه بالاجماع في تشرين الثاني/نوفمبر 2002 بالنجاح. لكن مشروع قرار ثانيا لاعطاء موافقة ضمنية على شن الحرب باء بالفشل. ثم توجه الى بغداد في حزيران/يونيو 2004 لتدشين السفارة الاميركية الاولى في مرحلة ما بعد نظام صدام حسين. وتولى مهمة الإشراف الصعبة على الانتخابات في 30 كانون الثاني/يناير 2005، في بلد غارق في اعمال العنف. ويحظى نيغروبونتي بثقة شخصيات اميركية عديدة في المعسكرين الديموقراطي والجمهوري. وقال عنه المندوب الاميركي السابق في الامم المتحدة ريتشارد هولبروك (في عهد بيل كلينتون) ان "جون له نظرة ثاقبة ويفهم التناقضات" بينما رأى وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر ان نيغروبونتي يمثل "الاستقرار والمتانة. وهو صبور ودقيق". وكان نيغروبونتي اصبح في 1964 مستشارا سياسيا في سايغون خلال حرب فيتنام. واتقن اللغة الفيتنامية لدرجة جعلت كيسنجر حينذاك يختاره للقيام بالمفاوضات الاميركية السرية في ادارة الرئيس ريتشارد نيكسون من اجل ايجاد حل لمشكلة فيتنام. ودرس نيغروبونتي في اكاديمية اكستر ثم في جامعة ييل التي تعتبر جامعة النخب الاميركية. عمل في السلك الدبلوماسي من 1960 وتولى العديد من المناصب الدبلوماسية في اسيا وأوروبا واميركا اللاتينية. ويتكلم نيغروبونتي بطلاقة الفيتنامية والفرنسية والاسبانية واليونانية. في 1981، اختاره الرئيس رونالد ريغان ليكون سفيرا لبلاده في هندوراس في وقت كانت الولايات المتحدة تخوض صراعا مريرا ضد الاتحاد السوفيتي في نيكاراغوا والسلفادور. وخلال مهمته في هندوراس، تبنى اولاده الخمسة. كما تعرض خلالها لانتقادات واتهامات لدوره في تسليح متمردي الكونترا في نيكاراغوا وبغض النظر عن القتل والتعذيب الذي كان يمارسه نظام هندوراس. وهو متزوج من ديانا فيليرز الذي كان والدها الرئيس السابق لشركة الفولاذ البريطانية " بريتيش ستيل". الادميرال المتقاعد مايكل ماك كونيل: ويوصف مايكل ماك كونل الذي عين امس الجمعة على رأس أجهزة الاستخبارات الاميركية، بانه رجل ظل اعتاد النشاط على الجبهة السرية من "الحرب ضد الإرهاب". غير ان العديد من الخبراء يعتبرون أن هذا الادميرال المتقاعد لا يتمتع بالقامة السياسية التي يتسم بها سلفه جون نيغروبونتي الذي يغادر مهامه بعد عشرين شهرا من تعيينه فيها ليصبح نائبا لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. وقال الخبير في مؤسسة "راند كوربوريشن" غريغوري تريفرتون المسؤول سابقا في الاستخبارات الاميركية "انه رجل جيد ويعرف عالم الاستخبارات". وأضاف "قد تكون تنقصه الخبرة في الجهاز الإداري التي يتميز بها شخص مثل نيغروبونتي، لكن من المؤكد انه على اطلاع جيد بعالم الاستخبارات". وتولى مايكل ماك كونل إدارة وكالة الأمن القومي، احدى الوكالات الأكثر سرية في الولايات المتحدة المكلفة الاستخبارات الالكترونية، بين 1992 و1996 في عهد الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون وفي فترة كانت الاستخبارات تسعى لاعادة تحديد دورها ومهامها بعد انتهاء الحرب الباردة. ويعتبر العديد من الخبراء ان بطء الجهاز في الاقرار بان المخاطر لم تعد ناجمة عن دول عدوة بل عن مجموعات ارهابية هو الذي تسبب باخفاقات اجهزة الاستخبارات المتهمة بالعجز عن تدارك اعتداءات 11 سبتمبر. وماك كونل يندرج تاليا في لائحة طويلة من العسكريين السابقين الذين لعبوا دورا اساسيا في البنية التحتية للاستخبارات الاميركية، وقد عين مدير سابق آخر لوكالة الأمن القومي هو مايكل هايدن على رأس وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه). وان كان الاثنان اثبتا كفاءة كبيرة، إلا أن انتماءهما إلى الأوساط العسكرية يثير مخاوف واستياء على حد قول جيم بريكنريدج اختصاصي الاستخبارات في جامعة ميرسيهرست في بنسيلفانيا (شرق). وقال الخبير " اتصور ان ذلك سيثير مخاوف في الكونغرس في ما يتعلق باحترام مراقبة المدنيين" لعمل الاستخبارات. وفي حال صدقت التوقعات ووافق مجلس الشيوخ على تعيينه، فسيتولى مايكل ماك كونل مهمة صعبة تقضي بالتنسيق بين وكالات الاستخبارات الاميركية الست عشرة من مدنية وعسكرية. ويشير الخبراء إلى أن جون نيغروبونتي كان باشر هذه المهمة غير انه وجد صعوبات إزاء حجم التحديات الإدارية وقال تريفرتون بهذا الصدد "انه عمل يتضمن مسؤوليات اكثر مما يتضمن سلطة". ولد مايكل ماك كونل في منطقة ريفية من جنوب كارولاينا ( جنوب شرق) وهو حائز شهادة في الاقتصاد والإدارة العامة. أصبح ضابطا في البحرية عام 1967 وعمل بعدها كعنصر استخبارات في فيتنام واليابان والخليج والمحيط الهندي. وشغل خلال حرب الخليج الأولى في 1990-1991 منصب مستشار لقائد القوات الأميركية آنذاك الجنرال كولن باول في شؤون الاستخبارات. وبعد تقاعده عام 1996 من الجيش حيث خدم حوالى ثلاثين عاما، عمل نائب رئيس لوكالة "بوز آلن هاملتون" الدولية للاستشارات. زلماي خليل زاد : زلماي خليل زاد الذي سيتخلى عن منصبه سفيرا اميركيا في العراق لتمثيل بلاده في الامم المتحدة، دبلوماسي محنك ارسى سياسة الرئيس جورج بوش في افغانستان والعراق. وفي حال صادق مجلس الشيوخ على تعيينه الذي لم يتخذ صفة رسمية بعد، فان هذا المسلم السني المتحدر من أصل أفغاني سيحل محل جون بولتن، الدبلوماسي موضع الجدل الذي تمسك الرئيس بوش به فيما لم يوافق الكونغرس عليه. وزلماي خليل زاد الملقب احيانا في واشنطن "الملك زال" هو مثل جون بولتن من صقور ادارة بوش ومقرب من نائب الرئيس ديك تشيني. وسيصادف تعيينه في حال الموافقة عليه، في وقت تسعى الأمم المتحدة جاهدة لتطبيق قرارات تهدف الى الضغط على ايران وكوريا الشمالية بشأن برنامجيهما النوويين وكذلك لتسوية أزمتي دارفور في السودان ولبنان. وقبل تعيينه في العراق عام 2005، كان الدبلوماسي البالغ من العمر 55 عاما سفيرا للأمم المتحدة في افغانستان حيث كانت له مساهمة كبيرة في اطاحة نظام طالبان في نهاية 2001 وعين ممثلا خاصا للرئيس بوش في كابول. ولعب خليل زاد دورا محوريا في إقامة بنية حكومية جديدة في افغانستان وتنظيم انتخابات رئاسية عام 2005. غير أن اندفاعه الشديد وحماسته في التحرك جعلته أحيانا في موقع ملتبس بالنسبة الى وزارة الخارجية المسؤولة رسميا عن السياسة الاميركية في هذا البلد. غير ان مهامه في افغانستان قد تكون بدت له سهلة بالمقارنة مع المهمة المستحيلة التي أوكلت إليه عند تعيينه في العراق. وكان خليل زاد على اطلاع بالعراق وبالوضع فيه. وقد ارسله الرئيس بوش قبل اجتياحه في اذار/مارس 2003 للقاء معارضين لنظام صدام حسين بهدف ارساء قواعد لحكومة انتقالية كان يجري البحث بصددها. ويتمتع خليل زاد بصفة نادرة جدا في أعلى مراتب الادارة الاميركية وهي انه يتقن اللغة العربية. وقد ساعد في صياغة الدستور العراقي الجديد وإجراء استفتاء وانتخابات أدت إلى تشكيل الحكومة. غير انه فشل في محاولته لفرض موقع للسنة في العملية السياسية سعيا لخفض التوتر. وادى العنف المستمر منذ 2003 إلى مقتل اكثر من ثلاثة ألاف جندي اميركي وعشرات الاف المقاتلين والمدنيين العراقيين. ولد زلماي خليل زاد في مزار الشريف شمال افغانستان ودرس في الجامعة الاميركية في بيروت وحصل على اجازة دكتوراه من جامعة شيكاغو عام 1979. عمل مسؤولا في مجموعة "يونوكال" النفطية الاميركية وفي وزارتي الخارجية والدفاع وفي مجلس الامن القومي حيث كان يعنى بشؤون الخليج وآسيا الوسطى. وكان خليل زاد ايضا من القنوات الدبلوماسية النادرة بين الولايات المتحدة وايران. وقد اذنت له الادارة الاميركية قبل بضعة اشهر باجراء محادثات مع طهران انما بشأن العراق حصرا، وقد رفضت ايران ذلك. رايان كروكر: السفير الاميركي الحالي في باكستان سيشغل منصب سفير الولايات المتحدة في بغداد خلفا لخليل زاد. وكروكر (57 عاما) احد الخبراء المحنكين في الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الاميركية ويتقن اللغة العربية. كان سفيرا في لبنان والكويت وسوريا وشغل مناصب دبلوماسية أخرى في ايران وقطر والعراق ومصر. وكروكر ليس غريبا عن الاوضاع المضطربة في الشرق الاوسط اذ كان سفيرا في بيروت خلال الاجتياح الاسرائيلي في 1982 والهجوم على المارينز في 1983. وقد منح عدة اوسمة تقديرا لجهوده من بينها فتح السفارة الاميركية في كابول في 2002. الاميرال وليام فالون: قائد القوات المسلحة الاميركية في المحيط الهادىء سيعين بدلا من الجنرال جون أبي زيد على رأس القيادة الاميركية الوسطى التي تشرف على الحربين في العراق وافغانستان. كان طيارا في سلاح البحرية خلال حرب فيتنام وقاد فرقة هجومية خلال حرب الخليج (1991) وشارك في عملية حلف شمال الأطلسي في البوسنة. ديفيد بتراوس: - الجنرال ديفيد بتراوس: المكلف اصلاح القوات الامنية العراقية من يونيو 2004 إلى سبتمبر 2005 وسيحل محل الجنرال جورج كايسي لقيادة القوات المسلحة الاميركية في العراق. تميز الجنرال البالغ من العمر 54 عاما بإدارته لمدينة الموصل في شمال العراق بعدما قاد الفرقة 101 المجوقلة خلال غزو العراق في 2003.