عدن .. البحر والنوارس والصيادون.. ثلاثي الحياة هناك وثلاثي الحب والجمال.. يقولون حين تسترخي فوق مقعد على الشاطئ حاول ان تظل عيونك تتهادى فوق المياه ذات الامواج الناعمة اللطيفة ثم عليك ان تنتبه ان ذلك لن يستمر طويلاً .. دعك من العواصف والاعاصير وعيون زوجتك .. دعك من كل شيء اجبرتك الحياة على الامتزاج به.. وعش قليلاً مع ذلك الكائن أمامك، مع البحر موطن البحارة وسماء الطيور.. أيها البحر يا سيد العاشقين جد علينا قليلاً برذاذك المبعثر على شاطئك فنحن من ساكني الجبال ومستوطني المدينة ولا شيء نملكه كي نعطيك اياه غير نبضات قلوبنا فهل ترضى بذلك؟!(محمد علي الجنيد) مدينة ضاربة في عمق التاريخ!تقع عدن جغرافياً في أقصى الطرف الجنوبي الغربي من الجمهورية اليمنية وفلكياً على خط عرض (12:47ْ شمالاً وخط طول 44:75 شرقاً) وتبعد عن صنعاء عاصمة اليمن مسافة 430كم وتحدها من الشمال والغرب محافظة لحج ومن الشرق محافظة أبين ومن الجنوب خليج عدن والبحر العربي وتعود نسبة عدن لعدن بن عدنان كما ذكر الطبري وابن المجاور .. وعدن عاشرت العديد من الطامعين والمحتلين وعاشت فترات مختلفة تحت السيطرة والاحتلال ولكنها قاومت واستمرت في المقاومة والنمو حتى استقرت وأصبحت فردوس اليمن وثغرها الباسم.مدينة عدن محصنة طبيعياً وذلك لاستنادها على ظهر الجبل انه يحتضنها بين ذراعيه خشية عليها من أيدي الغزاة الطامعين، هكذا هي الطبيعة يراف بعضها بالآخر اما الغزاة والمفسدون هم نحن أبناء البشر، وتعد قلعة صيرة من أقدم المعالم الأثرية التاريخية بعدن وكذلك الصهاريج فهما أشهر معلمين اثريين بارزين في تاريخ عدن، ويعود أول بناء للقلعة إلى الأمير الايوبي عثمان الزنجبلي التكريتي والى عدن من قبل توران شاه الايوبي شقيق صلاح الدين الايوبي الذي جاء الى اليمن في عام 1173م وكلف والي عدن عثمان الزنجبيلي ببناء الاسوار والحصون وما يؤيد هذا الرأي التشابه في المخطط العام للقلاع وابراجها التي اقامها الايوبيون في مصر والشام مع قلعة صيرة.وتتكون القلعة من برجين كبيرين اسطوانيين تنحصر بينهما مداخل القلعة ويوجد في البرجين فتحات لرمي السهام تسمى "المزاغل" ويتم الصعود الى مدخل القلعة بواسطة سلم يؤدي الى بوابة مستطيلة خشبية تؤدي الى باب خشبي خلفي يطل على الصالة المركزية الرئيسية والتي تتوزع منها طرقات ممرات جانبيه توصل الى غرف "حجرات" ذات مساحات مختلفة توجد بجدارنها فتحات لرمي السهام.ولعبت القلعة دوراً وكانت ذا أهمية بارزة في عهد الدولة الطاهرية.
صيرة التاريخ
آثار تطمس!!وفي شارع أبان التجاري تجد مسجد أبان الذي نسب بناؤه إلى أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنهما توفي 105هـ ـ 723م ويعتبر من مشاهير التابعين .. ويعد مسجد أبان من المعالم الإسلامية التاريخية وقد تم ترميمه عدة مرات وكان آخرها عام 1998م على نفقة مؤسسة هائل سعيد الخيرية، وهناك وما أدراك ما هناك حيث الصوفية وفي حي العيدروس بمنطقة كريتر يشمخ مسجد العيدروس عالياً وقد بناه الشيخ العلامة ابوبكر بن عبدالله بن أبي بكر العيدروس المولود في تريم حضرموت عام 852هـ ـ 1448م والمسجد شهد تطورات وتجديدات معمارية وزخرفية وغيرها.وفي مدينة عدن متحفان /المتحف الوطني للآثار ومتحف الموروث الشعبي/ وكلاهما يمثل تاريخ وحضارة عدن منذ القدم شموخ الماضي واصالة الاجداد .. فتاريخ عدن اليوم على قارعة النسيان.وفي عدن جبل الحديد ذا الاستراتيجية حيث مازال فيه بقايا آثار منشآت قديمة ودفاعية، وهناك أيضاً الدرب التركي وهو عبارة عن سور يمتد من جبل الحديد إلى رأس الجارف ومنه الى جبل شمسان وقد بناه الاتراك، وفي كريتر عدن تقع كنيسة القديسة ماريا التي شيدت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي وهناك عدة حصون تاريخية عريقة كحصن الخضراء وحصن التعكر وغيرهما.وبستان الطويلة المتنفس الوحيد في مدينة كريتر يحتضر، وماتزال الصهاريج تحظى بنصيب من السياحة الداخلية رغم الاهمال وافتقارها للصيانة.فالبستان اليوم خالياً من الاشجار باستثناء القليل منها حتى ان المساحة المجاورة للمتحف التراثي شبه قاحلة بعد ان كانت أرضاً مزروعة.. ولم يكتف القائمون على بستان الطويلة برفع أيديهم عنه بل أمتدت تلك الأيادي لتقلع الاشجار.كما ان الصهاريج ملئت بالقاذورات والبيارات القديمة والنفايات فغير ملامحه ومضمونه التاريخي.
الجانب العمراني الجميل في عدن
إنجازات بالأرقام!!عدن.. تتجدد باستمرار بفضل ما تحظى به من أهتمام ورعاية القيادة السياسية وحرص ومثابرة أبنائها وإخلاصهم، وشهدت عدن نهضة تنموية تجلت معالمها على أكثر من صعيد.. ومدينة عدن في عهد الدكتور يحيى محمد الشعيبي محافظ المحافظة شهدت نهضة عمرانية متسارعة في التفرد والاصرار على شق المستقبل بروح وثابة وعزيمة لا تلين .. تستمدها من توجهات القائد الرمز علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ـ حفظه الله ـ فالشعيبي جسد ملامح المدينة الزاخرة.. ماضيها عريق وحاضرها أصيل ومستقبلها يستشف آفاق الحضارة للمستقبل المرسوم في فكر الدكتور يحيى الشعيبي.والانجازات هي من تتحدث عن نفسها.. وهي وجه جديد والسنوات القادمة ستنقلها إلى واقع متقدم .. عدن تشهد نهضة تعليمية كبرى في 124 مدرسة منها 13 رياض الأطفال و82 مدرسة أساسية، 29 مدرسة للذكور ومنها 29 مدرسة للإناث ومنها 29 مدرسة مشتركة بنين وبنات وهناك 29 مدرسة ثانوية .. وجهود مكثفة لتحسين التعليم كماً ونوعاً .. وتحولت عدن إلى ورشة كبرى وتطورت فيها البنى التحتية ونمت قفزات نوعية ومشاريع طموحه ترسم عهداً جديداً في عدن.. وقطاع الصحة تحقق له 53 مشروعاً بأكثر من 303 مليارات ريال والمياه 32 مشروعاً بأكثر من عشرة مليارات و965 مليوناً و193 ألفاً وفي النفط والثروة المعدنية 19 مشروعاً بـ 6 مليارات والتعليم الفني والتدريب المهني 10 مشاريع بثلاثمائة وثمانية وثلاثين مليوناً والثروة السمكية 14 مشروعاً باكثر من أربعة مليارات فهي عطاءات البحر واهتمامات الإنسان، وحظيت الشؤون الاجتماعية بـ 29 مشروعاً بكلفة 589 مليوناً و319 الف ريال، فالداخلية والأمن شهدت 17 مشروعاً بمليار 627 مليوناً و178 الف ريال، الاتصالات شهدت تطوراً مذهلاً قرابة 16 مليار ريال كلفة تحديثها التكنولوجي والرقمي.المنطقة الحرة بوابة في تنمية الاقتصاد اليمني وهناك أكثر من 68 مليار ريال حجم الاستثمارات الخاصة في المحافظة، حركة تجارية نشطة لميناء عدن والحاويات وتخصيص مساحات للاستثمار الصناعي واقامة منطقة سياحية.جامعة عدن.. صرح علمي يواكب تطورات العصر.. عدن.. مدينة التجدد والانجاز محافظة عدن تولد من جديد، تعيش منذ فترة قصيرة حالة دائمة من البناء والاعمار في مجالات عديدة مدارس، مبانٍ عامة، مراكز صحية طرقات رئيسية وفرعية، متنفسات.. الخ" وتعيش عدن عملية بناء لاستكمال الجزء الأكبر من المرتكزات الأساسية حيث وجدنا فرق العمل تقوم بعملها تحت حرارة الشمس المستحبة ولفحة البرد القوية.. التقينا وجوهاً سمراء وصافحنا أيادي خشنة خشونة أداء العمل وروعة انجازه تلك الوجوه السمراء المعفرة بالاتربة كانت طقوس البناء والانجاز بشرف الصمت وصمت الشريف الواثق بان العمل فريضة وان أداءه بالشكل اللائق يمثل اكتمال روعة الفريضة.
شوارع عدن الجميلة
ابداعاتاننا نرى ثمة عملاً حقيقياً يجري في عدن في مختلف المجالات التي يجري العمل فيها.. نرى ان صلاحيات كبيرة قد منحت للمجالس المحلية في المديريات وصلاحيات أوسع للمسؤولين في السلطة التنفيذية والمحلية حتى يعملوا ويتفانوا في خدمة الوطن واستقرار مواطنيه .. نرى ان ثمة علاقة أوسع واشمل تربط الاخ الدكتور يحيى محمد الشعيبي محافظ محافظة عدن وتربط المكتب التنفيذي والمجالس المحلية بعدن المحافظة وعدن المواطن فيها وبقضايا التنمية والخدمات التي يحتاجها.شاهدنا أيادي ووجوهاً سمراء تعبد الله وتدين بالولاء للوطن وخدمة مواطنيه من خلال انجازها لتلك الأعمال الرائعة.أزدادت عدن تألقاً واشراقاً وجمالاً ورونقاً وبهاءً، حيث القت عطاءات الانجاز بثمارها صوب حياة الناس وعبر اخضرار الحدائق والمنتزهات والاستراحات الجميلة والتي بعناقها شواطئ البريقة، الساحل الذهبي، ساحل أبين.نجحت السلطة المحلية بالمحافظة وعلى رأسها المحافظ الخلوق الدكتور يحيى محمد الشعيبي وأمينها العام عبدالكريم شائف بجعل المحافظة شعلة من نور تضئ بالوان الطيف وأصبحت شوارعها نموذجاً راقياً في النظافة والجمال .. ومع كل مساء تحرس النوارس المدينة عندما تجنح الشمس الى المغيب حينها ترى الضوء البرتقالي الشفقي الخافت يبعث من نوافذ المدينة يتلألأ مع موج البحر كالخلخال في تاريخ المدينة القديم والمعاصر تتجدد كحورية البحر.صيرة.. روح وجسد!!شواطئ عدن وساحلها تتميز بتنوع احيائها البحرية وشعابها المرجانية مما يجعلها من أفضل مواقع السياحة البحرية.. والإعلام منبر حر ومتميز هناك والاتصالات تقرب البعيد وطرق تنبض بالحياة .. عدن موقع اجمل وواقع أفضل وتنمية ونهوض وللمرأة حقوق تنالها وشريك في التنمية.. ركائز التحديث ترتسم على أرض الواقع.. هذه مفردات عدن اليوم.. مدينة الروح والجسد.. لا أدري تحديداً هل المدينة روح والجبل جسد؟ أم الميناء جسد والجبل روح؟ وفي تقديري ان الجبل جسد والمدينة روح في صيرورة متراكمة.. لا يرتفع احد صمان الآخر انهما كائن حي مكتمل.. الصيادين البسطاء شامة عدن وذاكرتها.. ثمة نكهة ملائكية تشغف بالمكان وتغسل موجوداته بروحانية الصلاة ونقاء الوضوء ما أجمل خشوع الشمس في المغيب.. قلعة صيرة كتاب مفتوح على حبية النهار ومتصوفة الليل حديقة معلقة .. قصيدة لم تكتب وموطن للتاريخ الموغل في التناقض والمفارقة .. تدخلها فتعتريك انقباضة خاطفة في الروح انقباضة مجهولة ومبهمة المنشأ، لكنها تبدأ في الافصاح عن اسرارها شيئاً فشيئاً مع صعودك على الطريق المرصوفة الى عوالمها السريالية بحق.سياحة في قصيدة!!عدن لها أريج الأرض.. بل وكل الامكنة والأزمنة فضاءاتها تعبق باصالة الماضي وحضارة الاجداد.. عدن على مر العصور كانت ومازالت الحورية والزهرة التي لا تذبل في كل الفصول.. شواطئ عدن تبوح بالسحر والجمال "خرطوم الفيل، ساحل ابين، شاطئ الغدير، كود النمر، الشاطئ الازرق شاطئ الفقم، ساحل امرأس، عدن اسرتنابزرقة بحرها وصفاء سمائها هذه مدن عدن وتلك شواطئها "المعلا، التواهي، المنصورة، الشيخ عثمان، دار سعد، خورمكسر، عدن الصغرى ـ البريقة ـ .. وهناك تؤنس كل الكائنات بما فيها البشر لانها عدن التي تحب ولا تعرف الحقد، فجامعة عدن صرح اكاديمي مميز يواكب العصر.. كل شيء في عدن سيبقى في القلب وحنيناً دائماً اليها في كل ذكرى وحين، فكل الأمكنة والشواطئ تستحم فيها ذاكرتنا وذكرياتنا هي أماكن عشق وصفاء فيها تمرغت اقدامنا وعليها علقت ذرات محبة وشجن ومازالت أمواجها بصخبها وبحنينها الدائم وأيامنا التي لا تنسى.عدن هي كل العشق .. بل التيه الجميل وبحر العيون وكل البحار.. فهذا استاذي وشاعري ومن أخذ بيدي الى بر الأمان وساعدني على الوقوف وسط الزحام وجعل مني صحفياً وعاشقاً من عشاق صاحبة الجلالة انه الشاعر الإنسان عبدالرحمن السقاف الذي تغنى في عدن قائلاً:أقمرت همتيورحت احث الخطىعن.. سوق الطويلفارتبكت على نظرة في الطريقفضجت خطايو.. صحت إلهيستغرق روحيبهذا البريق أي.. سوق الطويلما لهذا المساء الجميل:نظرةخطفةوايقنت أني ذهبتمع الماء شجواًوأني سجدتوأني اشتعلت بورد الخريفوأني ببحر العيوناجدف فيه نحو العميقفايقنت أني ببحريومدي وجزريلكوني بكليغريقغريقهمسة وداع!!هاهي الشمس تتدلى قليلاً قليلاً.. معلنة انتهاء النهار وبداية الليل الشمس والبحر هما من يحددا ذلك بإذن الله، تنطفئ أشعتها الحمراء بماء البحر.. ويحتضنها بامواجه .. فتبدو هذه الامواج وقد هدأت كبساط جوهري بديع يتمايل برومانسية عجيبة انها لحظة التقاء العاشق بالمعشوق لا يمتلك من يراقبهما إلا ان يقول سبحان الله.بذلك .. انها رحلة الحياة ومسيرة الكون .. غابت الشمس وغاب معها وجه الحبيبة ليظهر بعد لحظات مع النجوم وتجمع البحارين في زوارقهم في هذا البحر.. ويشكرون الله على ما جاد به عليهم من نعم البحر.عدن بمعالمها ومآثرها الماثلة أمامنا بحاجة الى ترميم وعناية واهتمام أكثر نحن ندعوهم للاستعانة بخبراء للآثار وعلماء المآثر واجراء الترميمات وفق الشرائط العلمية في ترميم المباني التاريخية فكل مآثره قديمة خليقة بالاعجاب اذا ما التزم القائمون عليها بالعناية والرعاية اللازمة.كان الزملاء /فؤاد حلة ـ احمد كنفاني ـ بلال احمد ـ طارق/ قد تنافسوا أيهم يعوم في شاطئ الغدير لمدة عشر دقائق مقابل تخزينة قات (ضالعي) .. ولكننا لم ننتظر حتى يفعلوا ذلك لان القارب كان ينتظرنا من أجل الذهاب لسياحة في عمق البحر والى أماكن أخرى متفرقة.. وصلنا إلى صيرة بعد ان بللنا (طرش) ماء البحر وزفراته الشديدة من الرأس وحتى اخمس القدم وبدأت مفاصلنا بالارتعاد ومازالت الرياح تهب.. وصلنا مساءً.. وصحونا من النوم ونحن باحثين عن الناس والبحر وووو.. وكأننا كنا في حلم جميل.