ليتخيل معي كل قارئ هذه الحالة : مريض على وشك أن تجرى له عملية جراحية فيطلب منه قبلها أن يقوم بفحص ما إذا كان مصاباً بالايدز أو لا !!!؟ الأمر صعب جداً ، فالحالة التي يعيشها المريض هذا خوفاً من حدوث شيء له أثناء العملية كارتفاع ضغطه أو هبوطه ، إذ به وبمجرد ما يذكر له اسم الايدز سيصعق ، وقد يرفض إجراء العملية مجازفاً بحياته ، وان قبل بإجراء الفحص مكرهاً والخوف ينهش قلبه من أن يظهر الفحص انه مصاب فعلاً بالايدز ، تبدأ المساومة السعرية للفحص !! فهناك من يقول أن الفحص مجاني ، وهناك من يقول انه بمبلغ رمزي، وثالث يقول : الأفضل أن يتم في مستوصف خاص !!! بكم ؟ فيأتينا الرد : بثمانية آلاف ريال !! ياالله !! مرض وخراب بيوت كمان !! ففوق كلفة العملية في مستشفى عام !! يرغم المريض على دفع آلاف أخرى لفحص الايدز والذي يفترض بالمستشفى العام أن يقوم به مجاناً ومن دون أن يشعر المريض باسم المرض الواجب إجراء الفحص له ، إذ يتم كأي فحص مفروض إجرائه قبل العملية . أين المنطق والعقل من قيادة مستشفى عام في محافظة عدن تشعر المريض بإجرؤه فحص الايدز وإلا لن تجرى له العملية ؟ ثم أين مخصصات المختبر المركزي لفحص الايدز ؟ وأين قيادة مكتب الصحة في المحافظة من تصرف هذا المستشفى الحكومي والتابع لها والذي يفرض إجراء الفحص قبل العملية ، بدلا من احتسابه وبتكتم ضمن الفحوصات التي يجب أن تجرى مثل فحص السكر والضغط وتجلط الدم وغيره ؟ أنا لا أقول أن فحص الايدز غير مهم ، لكني اعتب على طبيب يقود مستشفى ويعرف من هي الفئة السكانية التي تتعالج في مستشفاه الحكومي لقلة حيلتها وفقرها لهذا تلجأ إلى المستشفى الحكومي للعلاج رغم علمها أنها لن تجد فيه العلاج الكافي إن لم يكن المطلوب.هل أقول أن الإنسانية دفنتها رمال الحضرية والعولمة الحديثة ؟ هل أقول أن الاتفاقات الباطنية التي تتم بين بعض الأطباء وبعض المستوصفات والمختبرات تطغى على صفات الخير في نفوس هؤلاء الأطباء وقد جعلوا الربح المادي هدفاً أهم لديهم ؟ طيب ... أين الرحمة من قلوبهم ؟ يا ملائكة الرحمة .. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ..[email protected]
|
اتجاهات
فحص الإيدز قبل العملية؟!!
أخبار متعلقة