الجريمة البشعة التي حصلت في أبين الوحدة من قتل وتدمير ومحاولة جرنا إلى أتون حرب أهلية يقتل فيها الأخ أخاه لا يقرها شرع ولا دين ولا يرضى عنها أي عاقل غيور وحريص على وطنه وشعبه . إن الذين قاموا بأعمال التخريب والقتل والترهيب دون أي وازع يردعهم ويوقفهم عن أفعالهم البشعة بحق البشر والحجر يتحملون المسؤولية الكاملة أينما كانوا ، فالذي أطلق نيران الكراهية والعصبية ضد أبناء شعبه يجب أن يحاسب حساباً عسيراً .إن الذي يذكي نار الفتنة ويريد أن يزج بأبناء شعبه وأهله في أتون حرب أهلية طاحنة تبدأ لتأكل الأخضر واليابس ولايعرف متى تنتهي ، لهو أكبر مخطئ في حق وطنه وأهله، فلا يعقل أن من يريد أن يصلح ويرفع الظلم عنه يقوم بتدمير بلده وقتل أهله ويعمل على إثارة النعرات المناطقية والقبلية وإعادة البلاد إلى عصور عفا عليها الزمن . كذلك أتوجه بالرجاء إلى الإخوة في قيادة الوطن الغالي على مختلف مستوياتها بالحلم والصبر والأناة والحكمة في معالجة ذيول هذه الفتنه وان لايسمحوا للغوغاء وتجار السلاح والكلام وبقايا شظايا النظام الشمولي السابق والحالمين بالعودة على جماجم أبناء شعبنا للتحكم بالبلاد والعباد أن يجرونا إلى أتون حرب أهلية لاتبقي ولاتذر ، وبالرأفة والرحمة بالمغرر بهم من الناس البسطاء المهمشين يبحثون عن العيش الكريم والذين دفع بهم ليكونوا كباشاً في محرقة الأوهام وان يجروا التحقيق الصادق والموضوعي وبشفافية وعلانية لكشف ملابسات هذه الأحداث المؤسفة . إننا نعي وندرك بأن الشعارات الجميلة والبراقة التي رفعت لبست مسوح الظلم والمظالم والمطالب وهي في الحقيقة الآن في ضوء مايحدث حرفت إلى مفهوم كلمات حق يراد بها باطل والدليل هو ما حصل في الأمس في أبين وقبلها في مناطق أخرى من وطننا الحبيب فلن تنطلي علينا هذه الخديعة ، وعلى شعبنا أن يقف ضد من خطف مطالبه وحرفها عن طريقها الصحيح ويتاجر بها لتدمير الوطن خدمة لمصالحه وأهوائه واستعادة امتيازات فقدها في السابق ، وأرجو أن لا يفهم أنني لست مع رفع الظلم والمظالم وتحسين الظروف المعيشية لأبناء الوطن والمساواة في التوظيف والعدالة في توزيع الثروة وضد الفساد والمفسدين ، لا بل إنني من اشد المتحمسات لذلك ولكن لا أتخيل أن اسكت عن من يعبث بوحدة وطننا وشعبنا وأمننا ويريد أن يجرنا لقتل بعضنا البعض في حرب أهلية . إنني اعتقد بان الحوار لا يكون مع من يتبنى القتل والتخريب وإثارة العصبية المقيتة ومن يشجعه ولا يدينه , بل يكون الحوار مع القوى الوطنية الشريفة التي تدعو إلى تعزيز الوحدة والتلاحم بين أبناء الوطن وتدفع في اتجاه تصويب الأوضاع وطرح ما علق بمسيرة الوطن من أخطاء وخطايا وهفوات بأسلوب سلمي حضاري يحصن الوطن من أي هزات أو أزمات مهما كانت .
أخبار متعلقة