الظل وقت تكونه قبيل صلاة العصر
أنقرة/ متابعات :قبل نحو نصف ساعة من رفع أذان العصر انسحب ظل فوق الباب الغربي لجامع أولو ديفري في قرية محافظة “سواس” بوسط تركيا، لشخص منتصب القامة، محني الرأس في خشوع، ويقرأ من كتاب مفتوح أمامه وكأنه القرآن الكريم. ولكن هذا الظل ليس لرجل يصلي بجوار الباب، ولكنه ظل مجهول المصدر يتشكل يوميا ولمدة 15 دقيقة على الباب الغربي للمسجد، والأغرب من ذلك أنه يظهر صيفا ويختفي شتاء، وفيما يبدو أن الأمر له علاقة بحركة الشمس والظل في هذين الفصلين.هذا الظل النادر المجهول جعل المسجد يستحق ما يلقبه به كل من رآه من أهل تركيا أو زوارها وهو أنه “أغرب مسجد في العالم” و”مسجد العجائب” بحسب ما نقلته عن بعضهم فضائية “الجزيرة” القطرية الإثنين.وأظهر تقرير “الجزيرة” الظل الذي يتجسد قبل نحو نصف ساعة من صلاة العصر؛ إذ بدا فوق باب المسجد الغربي وكأن شخصا يقف وقد أحنى رأسه إلى الأرض كما يفعل المصلون وأمامه ظل صغير على شكل مصحف.واختلفت الآراء حول هذه الظاهرة ومصدرها، فمنهم من رأى أنها مجرد صدفة؛ حيث لم يرد في كتب التاريخ حديث عنها، بينما قال آخر إنها لا يمكن أن تكون صدفة وأن مصمم المسجد قصد حدوثها عن طريق دراسته لحركة الشمس عند زاوية المسجد.وإلى جانب هذه الأعجوبة مجهولة المصدر فإن المسجد الذي يطلق عليه “الجامع العظيم” مليء بالأعاجيب التي صنعتها الأيادي البشرية الماهرة؛ حيث يعد تحفة معمارية نادرة، ونسخة وحيدة لا مثيل لها في العالم، سواء من حيث البناء، أو من حيث بنائه الضخم الذي ينقسم إلى جزءين: مسجد بزخارف لا مثيل لها، ومستشفى للأمراض العقلية. ويقول إمام المسجد حسن غورصوي إن “العجائب في كل زاوية من زوايا المسجد، كل زخارف المسجد ثلاثية الأبعاد وليست متكررة، وإذا نظرت إليها من بعيد تحسبها متناظرة، أما عن قرب فهي ليست كذلك، ولكن يبقى الظل الغريب هو أعجب ما في مسجدنا”. وقد تأسس كل من المسجد والمستشفى في زمن الدولة السلجوقية عام 1229 في عهد الأمير أحمد شاه، وزوجته الملكة تورهان مالك التي كانت وراء بناء المستشفى العقلية، وقد أدرج بسبب مزاياها المعمارية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1985.ورغم ذلك فإن سكانه شكوا من إهمال محلي وعالمي وصفوه بغير المبرر للمسجد، وعبر عن هذا الاستياء أحد رواد المسجد الذي قال: “التشققات تضرب المسجد في كل مكان ولا أحد يهتم، لو كان هذا المسجد في مكان آخر في العالم لكان له شأن عظيم”.