60 مليار دولار حجم الإنفاق على الرعاية الصحية في المنطقة عام 2025
الدوحة / متابعات :تحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر تنظم منظمة الخليج للاستشارات الصناعية (GOIC) بالتعاون مع المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا والمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين وقطر للبترول، مؤتمر الصناعات المعرفية وتقنية النانو وذلك في 11 و12 فبراير 2008.يعد المؤتمر الأول من نوعه الذي ينعقد في منطقة مجلس التعاون الخليجي، ويدور موضوع المؤتمر حول ثلاثة مفاهيم، في مقدمتها حاجة المنطقة إلى وعي بالتقنيات الجديدة لضمان تطويرها، ومبادئ الاستفادة من هذه التقنيات الحديثة، خاصة تلك المؤثرة بشكل كبير على واقع الإنسان ومستقبله، إضافة إلى مبدأ دعم التقنيات في مرحلة مبكرة، بغرض الاستفادة منها بشكل أفضل.وذكر تقرير لمنظمة الخليج للاستشارت الصناعية أن الوقت قد حان لتطوير الجوانب المعرفية في اقتصادات المنطقة وأن تحقيق هذا الطموح يتطلب التركيز بشكل كبير على الموارد البشرية، وتطوير اقتصاد دول المجلس من قائم على الإنتاج التقليدي إلى اقتصاد يرتكز على المعرفة بالاستفادة الفعلية من تقنية النانو والتقنيات الحيوية. وأن السنوات القادمة ستشهد تغيرات رئيسية في الاقتصاد، خاصة في قطاع الصناعة نظرا لأن التقنيات المستخدمة حاليا إما أنها ستتغير بشكل كبير أو سيتم استبدالها بأخرى.وبيّن التقرير تعدد واختلاف تطبيقات تقنية النانو حيث تشمل عمليات إعادة ترتيب الجزيء، وخلق أنظمة تصنيع ذاتية التكرار، إضافة إلى تعديل البُنى للحصول على مواصفات خاصة، وإن من الثابت علميا أن إعادة ترتيب الذرات في الفحم يمكن أن ينتج الألماس، كما أورد التقرير التنبؤات التي خلصت إليها مؤسسة العلوم الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية من أن سوق تقنية النانو أو المنتجات التي تتفرع منها سيصل إلى تريليون دولار خلال الفترة ما بين 10 و 15 سنة قادمة، مما دفع الحكومات والمستثمرين في مختلف أنحاء العالم نحو الاستفادة من هذه الموجة التقنية والاستثمار في عمليات البحث وتطوير المنتجات.وجاء في التقرير أنه من الصعب في هذه المرحلة وضع جدول زمني دقيق أو تحديد الفوائد التي يمكن من خلالها تحويل تقنية النانو إلى حقيقة على أرض الواقع، إلا أن من المحتمل جداً أن نشهد تطبيقات لحواسيب أسرع وأصغر حجماً على المدى القريب، وكذلك نماذج للعروض الإلكترونية الأوضح والأكثر فعالية في الأداء، وأيضاً أنواع من الطلاء الخاص، بالإضافة إلى ابتكار أجهزة متطورة في مجال التنقية من الشوائب متناهية الصغر، فضلا عن أنظمة أفضل لتوصيل الأدوية مباشرة إلى أعضاء الإنسان، والأنسجة الحية عديمة الوزن وطويلة العمر مثل صمامات القلب والأعضاء الصناعية.أما في ما يتعلق بالتقنية الحيوية فإن حجم الاستثمار في تطبيقاتها الصناعية يصل اليوم إلى أكثر من 30 مليار دولار، وهي تقنية عرفها الإنسان منذ أن بدأ باستخدام تقنيات التخمير لإعداد الطعام والشراب. والتقنية الحيوية هي علم يعالج ويعدل الكائنات الحية الحيوية بكفاءة للحصول على الصفات المطلوبة، وهي تدخل في مجالات حياتية شتى.وتعد التقنية الحيوية مسؤولة عن المئات من أدوات الفحص التشخيصية، مثل جهاز فحص الحمل في المنزل وأداة فحص نسبة السكر في الدم يوميا. وقد بدأت هندسة الجينات باكتساح المزارع في العالم من خلال إنبات محاصيل معدلة وراثياً بغرض سد الحاجات الغذائية المتنامية على مستوى العالم أجمع.ومن المتوقع في الوقت الحاضر أن تدخل الأدوية والأمصال المعتمدة على التقنية الحيوية بشكل أكبر في التجارب الطبية المتعلقة بأمراض عديدة بما فيها مختلف أنواع السرطان ومرض الزهايمر، وأمراض القلب، والسكري، والعديد من أمراض تصلب الأنسجة، ومرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، والتهاب المفاصل. وتشمل التطورات المستقبلية في استخدام التقنية الحيوية تطورات مدهشة في العلاج الطبي مثل معالجة الجينات المتعلقة بالأمراض الوراثية وغيرها من الاضطرابات التي قد تحدث أثناء الولادة.كما أكد تقرير المنظمة ضرورة الاهتمام بالصناعات المعرفية لتطوير الرعاية الصحية، في إشارة إلى التحذير الذي أطلقه تقرير التنافسية العربية لعام 2007، من أن المنطقة ستواجه ارتفاعا غير مسبوق في الطلب على الرعاية الصحية. إذ من المتوقع أن يصل حجم الإنفاق الإجمالي على الرعاية الصحية في المنطقة إلى 60 مليار دولار في عام 2025، مرتفعا من 12 مليار دولار في الوقت الحاضر، وهو يعكس نمواً لا تشهده أي منطقة أخرى في العالم مما يفرض على المنطقة التنبه والاستعداد للتقنيات الجديدة التي تتعلق بمستقبل نظام الرعاية الصحية وتبني هذه التقنيات بغرض السيطرة على تكاليف الرعاية الصحية في المنطقة مستقبلاً.وأشار التقرير إلى ما ذهبت إليه منظمة الزراعة والتغذية التابعة للأمم المتحدة من أن الإنتاجية الزراعية في المنطقة بطيئة جداً وشهدت خلال العقدين الماضيين تباطؤاً بنسبة مرتين ونصف المرة. وأن المنطقة تقع حاليًا تحت وطأة الاعتماد المفرط على استيراد الغذاء حيث تزيد فاتورتها على 9 مليارات دولار، وحيث إن استراتيجيات تأمين الأمن الغذائي تقع على رأس قائمة أجندة المنطقة نظرا لازدياد عدد السكان فإن الاستثمار في الصناعات المعرفية يضع حلولاً أسهل للسيطرة على تكلفة الفاتورة المتزايدة للغذاء.