تحت ظلال الإسلام
[c1]* صلاة الاستخارة ودعاؤها[/c]ومن الشرف الذي جعله الله لهذه الأمة من الثواب الجزيل ووعد به من الخير الجليل ما خصنا به من بعض الصلوات والتي نذكرمنها اليوم صلاة الاستخارة .[c1]صلاة الاستخارة [/c]فلقد بينت السنة النبوية فضل هذه الصلاة ، عن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من سعادة ابن آدم كثرة استخارة الله ورضاه بما قضى الله ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله وسخطه بما قضى . وعن جابر رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الامور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول : إذا همّ أحدكم بالأمرفليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني استخيرك بعلمك وقدرتك وأسألك من فضلك العظيم إنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي وفي ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، أو قال عاجل أمري وآجله ، فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه .وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فأصرفه عني وأصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به ((ويسمّي حاجته )) .ويستحب افتتاح دعاء الاستخارة وختمه بالحمد لله والصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة كما هو سنة الدعاء وأن يقرأ في الركعة الأولى فاتحة الكتاب وسورة (الكافرون ) وفي الثانية فاتحة الكتاب وسورة ( الاخلاص ) وأستحب جمع من المحدثين أن يقرأ في الركعة الأولى قبل سورة الكافرون آية القصص قوله تعالى: (( وربك يخلق ما يشاء ويختارما كان لهم الخيرة سبحان الله و تعالى عما يشركون وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وهو الله لاإله إلا هو له الحمد في الأولى وفي الآخرة وله الحكم وإليه ترجعون )) ويقرأ في الركعة الثانية قبل سورة الاخلاص آية الأحزاب (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله فقد ضل ضلالا مبينا )) .قال الإمام النووي رضي الله عنه : وإذا استخار مضى بعدها لما ينشرح له صدره، والله أعلم إذا لم يتضح له شيء يكررها فقد روي الديلمي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أنس إذا هممت بأمر فأستخر ربك فيه سبع مرات ثم أنظر إلى الذي سبق الى قلبك فإن الخير فيه . ثم إن الاستخارة هي طلب الخيرة في الامرفقد يكشف الله تعالى لك الخير كشفا قلبيا فيشرح صدرك لذلك الامر .وينبغي لمن يطلبون الاستخارة من الله تعالى أن يعينوا أوقاتا يصلون بها هذه الصلاة من ليل أو نهارفي كل يوم ، فإذا قالوا الدعاء الوارد في الحديث كما تقدم يقولون في الموضع الذي أمر أن يسمي حاجته .