مع الأحداث
ما زالت السفن والبوارج الحربية تتدفق من كل حدب وصوب الى خليج عدن، تحت مزاعم محاربة القرصنة في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم، التي تحولت إلى بحر مستباح من قراصنة المنطقة الصوماليين، ومثلهم الأعلى من القراصنة الكبار بزعامة الولايات المتحدة.ورغم أن لعبة مكافحة القرصنة، التي تهدف للسيطرة على الحركة في هذا المسار الحيوي عالمياً، باتت مكشوفة للعيان، إلا أن العرب لم يحركوا ساكناً، رغم أنهم المتضررون من هذه الحشود المريبة للقوات الغربية، فقد تحرك الجميع في العالم لحماية مصالحه وللمشاركة في غنائم تلك اللعبة مع أمريكا وحلفائها، حيث أرسل الاتحاد الأوروبي سفناً حربية لثماني دول من أعضائه في أول عملية بحرية مشتركة في تاريخ هذا الاتحاد أطلق عليها اسم “أتلانتا”، بينما لم تنس روسيا من جانبها المشاركة بعد مشاركة الهند ودول آسيوية أخرى، كي لا تكون بعيدة هي الأخرى عن الساحة، فأرسلت فرقاطتها “نيوستراشيمي” لتجوب مياه منطقة خليج عدن وبحر العرب، التي تحولت إلى “منطقة بلا صاحب” يحاول الجميع الاستيلاء عليها بوضع اليد.القراصنة الكبار الآن، بقيادة من واشنطن، يدعون أنهم ينفذون عمليات عسكرية لمكافحة القرصنة في المنطقة وتنظيم دوريات بحرية بالقرب من الساحل الصومالي، يقومون خلالها بحراسة السفن التجارية العابرة في المنطقة، رغم أن عمليات خطف السفن ما زالت مستمرة، في ما يمرح القراصنة بحرية.وإذا ما نظرنا إلى عمليات القراصنة الصوماليين نجد أنهم وسّعوا نشاطهم ليشمل الساحل الإفريقي تقريباً، ومعنى ذلك أن الأمر يتطلب بوارج وفرقاطات عسكرية أكبر من الموجودة حالياً لتغطية المنطقة، وكأن هناك مؤامرة بين القراصنة الصغار ومحركيهم الكبار لتوسيع مجال اللعبة لاستيعاب حشد أكبر من القطع الحربية، استعداداً لأمر ما، خاصة في ظل قرار لمجلس الأمن الدولي يتيح توسيع صلاحيات الدول لدى القيام بعمليات ضد القراصنة.وما يكشف النوايا المبيتة لذلك التحالف الشيطاني، المكون من متنافسين للسيطرة على المنطقة، هو عدم طرح أي حل للأزمة الصومالية ليعيد الاستقرار لهذا البلد الذي لا يزال يعاني من ويلات حرب دبرتها ورعتها أطراف ذلك التحالف غير المبارك.ولو كان باعث حشدهم في المنطقة خيراً، لحلّوا هذه الأزمة التي تعتبر المفتاح الوحيد للقضاء على ظاهرة القرصنة في المنطقة، لأن صومالاً موحداً مستقراً هو الكفيل بذلك.وتبقى الكثير من علامات الاستفهام حول هذا التحالف المشبوه الذي تداعى إلى المنطقة، في غزوه المقنع، حيث لم يتم التنسيق بين القطع البحرية لذلك التحالف، خاصة في ظل عدم توافر أي معلومات حول هذا الأمر، وعدم وجود قيادة موحدة له.كما أن القوات التي تم حشدها حتى الآن لم تعلن عن اعتزامها القيام بعمليات تمشيط لقواعد القرصنة الصومالية، ما يعني أن قوات ذلك التحالف “ستتكاثر” و”تتكاثر” معها محاضن القرصنة الصومالية، وكأن الهدف إبقاء الوضع على ما هو عليه الى حين اكتمال آليات المخطط. ولا عزاء للعرب الذين على ما يبدو، ينتظرون ما ستسفر عنه تلك اللعبة، التي حتماً سيكونون هم غنيمتها.[c1]* دار( الخليج) الإماراتية[/c]